رغم جميع التحديات، التي مر بها قطاع غزة على مدار خمسة أشهر مضت، بين مجازر وحروب إبادة وحالة من التجويع، لم يستسلم بعض المبدعين الفلسطينيين للظروف المأساوية. بل قرروا التحدي والتصدي للصعاب بواسطة إبداعهم السينمائي. بادروا بتصوير سلسلة من الأفلام، تحت عنوان «المسافة صفر» وذلك تحت مظلة مؤسسة «مشهراوي» التي أسسها المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي. هدفت هذه المبادرة الجريئة إلى دعم السينما والسينمائيين في غزة، وتوفير الدعم للفنانين في ظل الظروف القاسية التي يواجهونها.فكرة سلسلة الأفلام «المسافة صفر» تقوم على منح فرصة للشباب الموهوبين في غزة، للتعبير عن أنفسهم وقصصهم من خلال إنتاج أفلام قصيرة لا تتجاوز ثلاث دقائق، سواء كانت روائية أو وثائقية أو تجريبية. يهدف المشروع إلى إنتاج عشرين فيلماً قصيراً، تصل مدتها الإجمالية إلى حوالي 60 دقيقة، لعرضها في عروض فردية أو جماعية.وبدأ المخرجون الشباب العمل على كتابة السيناريو وتصوير ومونتاج الأفلام بإشراف مستشارين ذوي خبرة في غزة. وكان مشهراوي قد أطلق دعوة لدعم إنتاج وتطوير مشاريع أفلام من غزة من قبل شركات إنتاج وسينمائيين عالميين.مصطلح «المسافة صفر» اكتسب شهرة واسعة بعد استخدامه من قبل كتائب المقاومة في غزة. يعكس هذا المصطلح قوة وشجاعة المقاومة التي واجهت الدبابات الإسرائيلية المتطورة بأسلحة بدائية.استراتيجية «المسافة صفر» تعتمد على اقتراب المقاومة من القوات الإسرائيلية إلى أقل من 50 مترا، مما يجعل من الصعب على القوات الإسرائيلية استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المقاومين. هذه الاستراتيجية تعكس مستوىً عالياً من التكتيك والمرونة في التعامل مع الظروف المتغيرة على الأرض.لا تعتمد استراتيجية «المسافة صفر» فقط على العبوات الناسفة والقذائف المضادة للدروع، بل تشمل أيضا مختلف أنواع القتال والتكتيكات العسكرية الأخرى، مما يساعد المقاومة على تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية.وتعتبر «المسافة صفر» تحديا للحرب الإسرائيلية، وفرصة للإبداع الفني والمقاومة المستمرة في قطاع غزة.!!