48 عاما على ذكرى يوم الأرض الخالد.. "محطة مفصلية وما حدث لا يمكن نسيانه"!! 30.03.2024 رغم مرور 48 عامًا على أحداث يوم الأرض واستشهاد شقيقه محسن طه من كفركنا، ما زال يحتفظ الحاج أمين طه بالقميص الذي حاول من خلاله وقف نزيف دم شقيقه….تصادف اليوم السبت، الذكرى السنوية الـ48 ليوم الأرض الخالد وهي تتزامن مع الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة؛ إذ من المزمع أن يحيي فلسطينيو الـ48 الذكرى غدا بزيارة أضرحة الشهداء ومظاهرة مركزية في بلدة دير حنا بمنطقة البطوف وتحت شعار وقف الحرب على القطاع المتواصلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.وشهداء يوم الأرض الخالد؛ هم: خير أحمد ياسين من عرابة البطوف، خديجة قاسم شواهنة ورجا حسين أبو ريا وخضر عيد خلايلة من سخنين، محسن حسن طه من كفر كنا ورأفت علي زهيري من مخيم نور شمس واستشهد في مدينة الطيبة.وتعود أحداث يوم الأرض الفلسطيني إلى 30 آذار/ مارس 1976 بعد أن قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي العربية ذات الملكية الخاصة، تحت غطاء مرسوم جديد صدر رسميا في منتصف السبعينات، أطلق عليه اسم مشروع "تطوير الجليل" والذي كان في جوهره الأساسي هو "تهويد الجليل"، وبذلك كان السبب المباشر لأحداث يوم الأرض هو قيام السلطات الإسرائيلية بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد.رغم مرور 48 عامًا على أحداث يوم الأرض واستشهاد شقيقه محسن طه من كفركنا، ما زال يحتفظ الحاج أمين طه بالقميص الذي حاول من خلاله وقف نزيف دم شقيقه بعد استهدافه من قبل الشرطة الإسرائيلية وقنصه برصاصتين في منطقة الرأس في حارته بالبلدة.وكان الشهيد محسن طه يبلغ 14 عامًا من العمر حينها، إذ استشهد برصاصتين من قبل قناص إسرائيلي بعد اقتحام كفركنا بالإضافة إلى سخنين وعرابة ودير حنا، وذلك لمنع الأهالي من المشاركة في الاحتجاجات والإضراب الذي أعلن في أعقاب محاولة مصادرة أراضي الأهالي لصالح تحويلها لمناطق استيطانية وعسكرية.وقال شقيق الشهيد، لـ"عرب 48"، إنه "حين استشهد شقيقي محسن توجهت ركضًا إليه، وحينما وصلت رأيته ينزف بسبب إطلاق الرصاص عليه من قبل الشرطة الإسرائيلية حينها، إذ حاولت إيقاف النزيف ولم يكن بحوزتي إلا القميص الذي كنت أرتديه، خلعت القميص ووضعته على النزيف في محاولة لإيقاف النزيف ولكن كل المحاولات باءت بالفشل واستشهد شقيقي متأثرًا بإصابته البالغة التي أصيب بها بعد إطلاق النار عليه".وبخصوص أحداث يوم الأرض، أوضح أن "أحداث يوم الأرض لا ننساها أبدًا، إذ أن المواجهات مع قوات الأمن كانت داخل الحارة القديمة في بلدة كفركنا، حينها كنت أتواجد في منزل أقاربي في وسط كفركنا، وفي تلك اللحظة أطلقت الشرطة الرصاص وكان الشبان في المنطقة يحملون الحجارة وليس شيئا آخر، وحينها تم قنص الشباب من قبل القناصين".وعن التفاصيل التي يتذكرها طه خلال أحداث يوم الأرض، قال إن "ما حدث يوم الأرض لا يمكن أن ننساه أبدًا، حيث تحولت البلدة آنذاك إلى ساحة معركة لساعات متواصلة دون توقف، وكانت المواجهات مستمرة حتى أصيب شقيقي محسن بعد قنصه برصاصتين من قبل قناص في منطقة الرأس، وعند وصولي إليه كان في حالة يرثى لها وقد حاولنا علاجه ونقلناه إلى المستشفى وهناك أُعلن عن استشهاده".ولفت إلى أنه "لا يمكن أن أنسى شقيقي وفي كل مرة أتذكره لا أتمالك نفسي، إذ أنه كان رفيقي وكان شابا صغيرا عندما استشهد، علمًا أنني تزوجت قبل استشهاد شقيقي بعام واحد، وأذكر حينها الفرحة التي كانت تغمره حينما تزوجت. كانت علاقتنا طيبة جدًا ولا يمكن وصفها وشقيقي رحل مبكرًا من هذه الحياة، إذ أنني اتذكر التفاصيل ولا يمكن أن أنساها لأنني عشت معه اللحظات الأخيرة ولحظة استشهاده".وقال وليد غنايم وهو شقيق شهيد هبة القدس والأقصى عماد غنايم وعضو اللجنة الشعبية في سخنين، لـ"عرب 48"، إن "يوم الأرض هو محطة من محطات شعبنا الفلسطيني بعد عام 1948، حيث كان يوما نضاليا بسبب مخطط مصادرة الأراضي العربية في منطقة سخنين وعرابة ودير حنا أو ما نسميها منطقة ’المل’، هذه المرحلة تم التخطيط لها خلال فترة الحكم العسكري بعد عام 1948 الذي استمر لقرابة 15 عامًا، حيث كان تخطيط من قبل الحكومة الاسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني الذي بقي في أرضه ولم يتهجر إلى الدول المجاورة، وذلك في محاولة للاستيلاء على الأراضي التي بقيت".وأضاف، أن "التخطيط كان مصادرة الأراضي لأغراض عسكرية في تلك المنطقة، الأمر الذي جعل الأهالي وشعبنا ينتفض ضد هذا القرار، وحينها انتفض الجميع وفي تلك المرحلة اتخذ قرار بالإضراب في الداخل، إذ أن هذا اليوم بمثابة يوم تاريخي لأنه فعليًا كان عبارة عن أول خطوة يقوم بها أبناء شعبنا من هذا النوع وموحدة بهذا الشكل".وأكمل "بعد اتخاذ هذه الخطوة اقتحمت قوات الأمن الإسرائيلية القرى العربية ومن بينها سخنين وعرابة ودير حنا وغيرها، الأمر الذي جعل أبناء شعبنا يتصادمون مع الشرطة والجيش، ما أدى استشهاد 6 أشخاص وإصابة المئات بجروح نتيجة الاعتداءات من قبل الشرطة التي اقتحمت البلدات العربية، وهذه الفترة تعد من المحطات المفصلية في مسيرة أبناء شعبنا في الداخل".وبخصوص شهادته على تلك الأحداث، قال إنه "في تلك الفترة كنت أبلغ من العمر 11 عامًا، وحينها كان منزل العائلة وسط القرية في المنطقة التي كانت تتمحور بها الأحداث في سخنين، وحينها ظننت أن البلدة تشهد حربًا غير متكافئة طبعًا، إذ كانت دبابات وآليات عسكرية مقابل مواطنين عُزّل لا يوجد بحوزتهم إلا الحجارة، كانت صرخة قوية من المواطنين مقابل عدم التخلي عن الأرض وهذا كان من قبل الجميع من الشباب والنساء والشيوخ والأطفال وكان إجماع على عدم التخلي عن أرض فلسطين مهما حصل".وكونه شقيق الشهيد عماد غنايم الذي استشهد خلال أحداث هبة القدس والأقصى، ذكر "كوني شقيق شهيد ومن عائلة يوجد بها شهيد، هذا الأمر يدخل العائلات في مشاعر مختلطة، صحيح أن قسم من شعبنا ليس لديهم هذه المشاعر ولكن من لديه شهيد، يعرف ماذا أن تفقد أحد أفراد أسرتك ظلمًا من قبل مؤسسة همها الوحيد ارتكاب المجازر ضد أبناء شعبنا، ونحن كنا جزءا من هذا الفقد، وهذا الفقد لم ولن يمنعنا ونحن لنا حق ونريد هذا الحق مهما مرت السنوات".وحول ما يحصل في غزة، قال إن "هذه ايضًا محطة من محطات أبناء شعبنا وهذه الآلة مستمرة بالإجرام في كل مكان، إذ أن ما يحصل ما هو إلا إبادة مستمرة منذ عقود ولكن أشكال الإبادة تختلف، ومن فقد أحد أفراد أسرته يعي ماذا يعني أن تفقد وعائلات الشهداء تشعر بما يحصل، وهذه محطة ولكن الأهم أن نستمر في النضال حتى يتم تحقيق دولتنا وعاصمتها القدس".
www.deyaralnagab.com
|