logo
1 2 3 47737
رحل السند والاساس المتين :عام على استشهاد ديار العمري.. والعائلة في انتظار محاكمة القاتل!!
07.05.2024

مضى عام على استشهاد ديار العمري (19 عاما) من قرية صندلة الواقعة في منطقة مرج ابن عامر، وتزامنت الفاجعة مع يوم ميلاده، فقد احتفل ديار في الخامس من أيار/ مايو 2023 بعيد ميلاده التاسع عشر مع عدد من أصدقائه، وبعد مرور أقل من 24 ساعة قُتل برصاص يهودي يدعى دنيس موكين (34 عامًا) من سكان بلدة "غان نير".منذ ذلك اليوم لم تعد الحياة كما كانت في منزل عائلة أحمد العمري وزوجته زهور، بعد أن فقدا وحيدهما من الذكور في شبابه المزهر، وترك ديار شقيقتيه شهد وريان، وهما مكلومتان من شدة الحسرة والألم على فقدانه.
"حياتنا تغيرت"
"عرب 48" زار هذا الأسبوع، منزل الشهيد ديار العمري في صندلة، للحديث مع الوالدين الثاكلين ابنهما الذي غادر الديار منذ عام ولم يعد. في ردها عن سؤال حول ما الذي تغير في حياتهما خلال السنة الأخيرة التي غاب فيها ديار عن البيت قالت زهور العمري، إنه "أولا وقبل كل شيء لا يسعني إلا أن أدعو بالرحمة عليه، الله يرضى عنك يا ديار الغالي".وتابعت أنه "طبعا في يوم استشهاد ديار نزل علينا الخبر كالصاعقة لدرجة أنني حتى هذا اليوم غير قادرة على استيعاب حجم الكارثة التي حلت بنا ودائما أتساءل ما إذا كنت أحلم أم أن فقدانه حقيقة؟!".
وتعود أم ديار بالذاكرة إلى ذلك اليوم، قبل عام، حين بلغها نبأ إصابة ديار في "حادث عنف" تعرض له على الطريق، وتقول "لقد هرعنا في حينه إلى مكان الحادث وهناك قيل لنا بأنه نقل إلى المستشفى، دون أن نفهم طبيعة الحادث الذي تعرض له، ولم يذكر لنا أحد بأن ديار تعرض لحادث تخلله إطلاق نار عليه، وحين وصلنا إلى مستشفى (هعيمك) في العفولة تلقينا الصدمة المدوّية حين قيل لنا أن ديار فارق الحياة".
"ديار السند والأساس المتين"
عن علاقتها بابنها ديار قالت الوالدة زهور والدموع تنهمر من عينيها، إن "ديار كان السند وعامود البيت وأساسه المتين، كان لي بمثابة العينين اللتين أبصر بهما الطريق، ذهب النور من عيوني وتركني أتلمس الطريق في ظلمة حالكة.. تخيل أن يأتي شهر رمضان ومقعد ديار على سفرة الإفطار بقي فارغإ، ولولا إيماني الراسخ بأن مقعده في الجنة أجمل لكنت قد أصبت بالانهيار.. وهذا ما يعزيني".وأضافت الوالدة الثاكل أنه "منذ أن غادر ديار، لم يعد للجلسة العائلية نكهة ولا طعم ولا معنى، ففي كل الأشياء الجميلة كان لديار حضور. كيف لا وهو صاحب النكتة والذي يشع حضوره في المجلس حيث تواجد، فهو القائد بين أصدقائه وهو المصلح حيث تكون الخلافات، وهو الذي كان يبغض الغيبة والنميمة، وهو الطموح وصاحب الخلق الحسن، الذي سعى إلى مؤازرة والده في العمل، وهو الأمل لوالدته التي لطالما حلمت بأن تراه يتبوأ أرفع المناصب بعد التحاقه بالتعليم العالي".
"له في كل زاوية ذكرى جميلة"
حالة تشبه الضياع تعيشها عائلة ديار منذ رحيله، تقول الوالدة زهور، إن "الله أخذ الوردة من بيننا، وراحت كل أحلامه معه، وأنا أفتقده بحرقة وفي كل زاوية بالبيت لي معه ذكرى، هنا على هذا المقعد وفي غرف المنزل وشرفاته، وعلى هاتفي الخليوي له ذكريات، وكلما انتابني الشوق إليه أسمع صوته من خلال الهاتف وأشعر كأنه معي، أحاوره وأتحدث وكأنه معي".وعن علاقتها به، قالت إن "حبيبي ديار كان روحي الثانية التي تمنحني طعم الحياة، من شدة حبه لي كان يحملني وهو يمازحني ويطوف بي في المنزل، وكنت أقول له يا بني قد تؤذي نفسك بهذا العمل وقد ينكسر ظهرك، وكان يقول لي لن ينكسر ظهري وأنا أحملك. من كان يتوقع أن رحيل ديار هو الذي سيكسر ظهري أنا وظهر والده؟ إن وجع فقدان ديار لا يكسر الظهر فحسب، بل تخر له الجبال. تخيّل أنني دفنت ابني بيديّ بدل أن يكون العكس!".
الشهيد ديار العمري
وروت والدة ديار أنها تشعر بأن روح ديار تراوح في المنزل، وقالت إنه "في إحدى الليالي حضر ديار في المنام، شاهدته على شكل رؤيا واضحة المعالم"، وأضافت أنها "شاهدت في الحلم جلسة للمحكمة، وكان ديار يقف عند باب قاعة المحكمة متكئا بكتفه على الباب وهو ينظر إلى مجريات الأحداث ويبتسم.. قرأت في تفسير الحلم بأن ديار راض عن المساعي والجهود التي تبذل من أجل كشف الحقيقة ومعاقبة المجرم".أما أحمد العمري، والد الشهيد ديار، فقال لـ"عرب 48" إنه "قبل رحيل ديار كنا ننظر للمستقبل بشغف، وكنا قد انتهينا من بناء منزل جميل ومجهّز لديار ليتزوج ويؤسس أسرة كريمة، بعد أن ينهي تعليمه الجامعي ويختار مهنته، فهو قبل الحادثة كان يساندني في عملي وكنت أعتمد عليه بعد أن اشتد ساعده، وأصبح يتقن العمل في الزراعة وفي المصنع التابع للعائلة، وبعد فقدان ديار أشعر بأنني أصبحت وحيدا".
"الأحلام تبددت"
يقول أبو ديار إن "الحمل ثقيل، لا أحد يستطيع أن يحلّ مكان ديار في قلبي، فهو كان يقلق ويهتم بشؤون العمل ويفهمني، وبعد استشهاده لم يعد هناك طعم لأي شيء في الحياة، لم تعد لدي طموحات وأحلام، وأصبح الملل واليأس يخيم على حياتنا، وبعد أن كنت أسعى من أجل ضمان مستقبله لم يعد هناك مستقبل أو ما يشجعنا على الحياة.. لقد فقدنا طعم الحياة".ويضيف والد الشهيد "كان ديار يتمتع بشخصية قيادية بين أقرانه من الشباب، وكان له حضور بارز بينهم، كان متواضعا في هندامه ولا يحب حياة الترف والبذخ، كان يناصر الضعيف ويعطي المحتاج، وبعد رحيل ديار سمعنا من معارفه العديد من القصص والمواقف المشرفة له لم نكن قد سمعنا أو علمنا بها من قبل".بقي أن نذكر بأن عائلة الشهيد ديار العمري دعت لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده، وذلك اليوم الثلاثاء بعد صلاة المغرب في ساحة الجامع في قرية صندلة.كما تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من انقضاء عام على استشهاد ديار إلا أن عائلته لا تزال تنتظر محاكمة القاتل المدعو دنيس موكين، إذ جرى تأجيل جلسة المحكمة التي كانت مقررة لهذا الأسبوع، كما تم تأجيل الجلسات السابقة مرّة تلو الأخرى بسبب ادعاءات مختلفة وطلبات لتأجيلها.
*المصدر : عرب48


www.deyaralnagab.com