logo
1 2 3 47766
«كواد كابتر» طائرة التصوير الصغيرة التي تحولت إلى قاتل محترف بتقنيات الحرب الإسرائيلية!!
14.12.2024

غزة.. كتب أشرف الهور ..شهادات كثيرة ومريرة يرويها الغزيون عن تلك الطائرة المسيرة الصغيرة المعروفة باسم «كواد كابتر»، والتي حولتها المؤسسة العسكرية في إسرائيل إلى طائر قاتل يحلق فوق رؤوسهم، بدلا من مهامها الأصلية التي اخترعت لأجلها.تلك الطائرة الصغيرة «الدرون» التي صنعت لغايات التصوير الجوي، ذات الفراشات الأربعة المثبتة على الجوانب، في أسفلها كاميرا تصوير متطورة، قامت بتطويرها مؤسسة الصناعة العسكرية في إسرائيل، فتضاعف حجمها ليتم إلى جانب كاميرا التصوير المتطورة، تحميلها بالقنابل القاتلة، وببنادق خاصة لإطلاق النار عن بعد، معتمدة في عملها على الذكاء الاصطناعي.هذه الطائرات المسيرة ابتكرت منها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عدة أنواع، فمنها من يحمل شحنة متفجرات يمكنها تفجير مكان صغير وقتل من فيه، وأخرى مخصصة لحمل القنابل التي تلقيها على تجمعات سكنية ، وهناك نوع ثالث يحمل بندقية قنص متطورة، يمكنها استهداف المواطنين على الأرض بدقة قد تفوق جنود القناصة.وإن لم تكن الحرب الحالية هي أول الحروب التي يستخدم فيها الاحتلال هذا النوع من المسيرات، إلا أن استخدامها في القتل والتدمير في هذا الحرب، فاق بشكل أكبر كل استخداماتها في الحروب السابقة.وفي عدة حوادث استهداف مباشر ، تم قتل أو إصابة مواطنين فلسطينيين، ولا يعرف المستهدفون أنهم سيصبحون من الضحايا، إلا عندما يصابون بطلقاتها النارية الدقيقة، أو عندما يرون تلك الطلقات تصيب أماكن قريبة منهم، أو عندما تهبط بشكل سريع على المكان، لتنفجر في الحال مخلفة ضحايا.ويروي الشاب محمود صالح، وهو يقطن في وسط قطاع غزة، قصته مع هذه الطائرة المسيرة، والتي استهدفته وأحد أصدقائه في أحد المناطق الواقعة شمال مخيم النصيرات، فقال لـ «القدس العربي»: «فجأة سقط صديقي جراء اصابته بطلق ناري في القدم، وبعدها رأيت طلقات نارية تصيب مكان سيري»، وللحظة ظن هذا الشاب أن الاستهداف جاءه من أحد جنود القناصة الذين اعتقد أنهم توغلوا بشكل سري في المنطقة، قبل أن يعرف من مواطنين في المكان، أن طائرة مسيرة في الجو هي التي تطلق النار. وعلى الفور قرر هذا الشاب الاحتماء أسفل أحد البنايات الخرسانية، بعد أن تمكن مع آخرين من السكان من نقل صديقة المصاب، وقال إنه ظل محتميا ويخشى الاستهداف لأكثر من 10 دقائق، وأضاف «بالكاد كانت الطائرة تُشَاهد من الجو، لكنها فعلها هو أكبر من حجمها»، ويقول «بمجرد ما أشاهدها أعرف أن الموت يحوم حولنا».وفي مرات كثيرة نفذت فيها هذه الطائرات استهدافات مباشرة، لم يشعر الضحايا بخطرها إلا لحظة اصابتهم، فيما قضى آخرون في انفجار هذه الطائرات «الانتحارية»، ولم يجر الاستدلال على طريقة قتلهم إلا من بقايا حطام هذه الطائرات، التي يتم توجيها عن بعد وبإمكانها التسلل إلى المنازل من الشرفات والشبابيك.وتم في حوادث قامت هذه الطائرات باستهداف السكان في مراكز الإيواء وفي مناطق الخيام وداخل المنازل، كما استخدمت على نطاق واسع في استهداف المشافي والمراكز الصحية، ومناطق توزيع المساعدات الإنسانية، حيث يعتمد نظام تشغليها على الذكاء الاصطناعي، ويؤكد سكان القطاع، أن أكثر الأوقات التي تثير فيها هذه الطائرات خوفهم هي ساعات الليل ،حين تحلق فوق أماكن سكنهم، وتقوم بإطلاق أصوات مرعبة كأصوات الدبابات أو أصوات صريخ الأطفال.وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، قال إنه وثّق حالات قتل متزايدة يرتكبها الجيش الإسرائيلي، عبر إطلاق نار مباشر وإلقاء قنابل متفجرة من طائرات «كواد كابتر»، في إطار «جريمة الإبادة الجماعية»، لافتا إلى أن الجيش الإسرائيلي يستخدم هذه الطائرات المسيرة إلكترونيا عن بُعد، لأغراض متعددة بدءًا من المراقبة والتجسس، إلى جانب توجيه أوامر التهجير، وترهيب المدنيين عبر إصدار أصوات مزعجة، والأخطر استخدامها كأداة قتل وإيقاع أذى في صفوف الفلسطينيين.وكان بين ضحايا هذه الطائرات الفتاة سارة العوضي، التي أصيبت برصاصة أطلقتها طائرة «كواد كابتر» عندما كانت في خيمة نزوح أسرتها في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، حيث استقرت الرصاصة داخل رأسها، وتركتها بحالة خطيرة.وقبل أسابيع قليلة سقط شاب غرب مخيم النصيرات، عندا استقر طلق ناري أطلق باستخدام أحدى هذه الطائرات، خلال تواجده غرب المخيم، وجاء ذلك بعد سلسلة عمليات كثيرة مشابهة طالت مواطنين في شمال مدينة رفح، وفي مناطق التوغل البري في شمال قطاع غزة.وكان من أشهر ضحايا هذه الطائرة التي قتلت المئات من الفلسطينيين، الطبيب سعيد جودة، طبيب العظام الوحيد شمال قطاع غزة، والذي استشهد الخميس الماضي، أثناء ذهابه لعمله في مستشفى العودة في مخيم جباليا، عندما استهدفته برصاصها القاتل، في عملية بدت أنها مدبرة ومقصودة. ويقول جميل سرحان مدير الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في قطاع غزة، إن قوات الاحتلال وكجزء من الأعمال الإجرامية ضد سكان قطاع غزة، استخدمت الذكاء الاصطناعي والخبرات الالكترونية، في استهداف المدنيين العزل، في إطار الإبادة الجماعية التي تتم على نطاق واسع.وأضاف في تصريحات لـ «القدس العربي» إنه وفقا لمتابعتهم الميدانية لوحظ أن هناك هجمات تتم عن طريق طائرات «كواد كابتر»، التي تتجول في الشوارع وتطق النار، وأشار إلى أن استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي على هذا النطاق الواسع في الحرب على غزة يشكل «جريمة حرب واضحة المعالم والأركان، ويخالف المبادي الأساسية التي ينبغي على أي طرف من أطراف الحرب احترامها، كونها تستخدم هذا السلاح ضد المدنيين الفلسطينيين دون تمييز، وعلى نطاق واسع.وأشار إلى أن استخدام سلاح الذكاء الاصطناعي من قبل دولة الاحتلال، ومن ضمنه «الطائرات المسيرة»، تسبب بأضرار وآثار جسيمة ضد الفلسطينيين، ما يدلل على أنهم مارسوا أفعالا هي بطبيعتها تشكل «جريمة الإبادة الجماعية».وقد كشف الطبيب حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان شمال غزة، عن لجوء هذه الطائرات الصغيرة لاستخدام «سلاح فتاك»، عبارة عن قنابل تحتوي على شظايا صغيرة لا تُرى بالعين المجردة، وقال بعد إطلاق هذه القنابل على مشفاه، إن الشظايا اخترقت أجساد العاملين في المشفى وهي تحدث نزيفا وتلفا للأعضاء الداخلية.مقبل شهر من الان قال نظام مامودي الطبيب البريطاني، الذي خدم في قطاع غزة، خلال كلمته ألقاها في جلسة للجنة التنمية الدولية بالبرلمان البريطاني بعنوان «الوضع الإنساني في غزة»، إن المسيرات الإسرائيلية تستهدف المدنيين الجرحى على الأرض بعد القصف بالطائرات، مشيرا إلى أن تلك المسيرات «تخلق الخوف»، وأن لديها أيضا القدرة على إطلاق النار، وإنها تفتح النار على المدنيين، وأضاف وهو يتحدث عن بعض مهام هذه الطائرات «بعد سقوط القنابل على مكان مزدحم حيث توجد الخيام، كانت المسيرات تأتي وتطلق النار على الأطفال والمدنيين»، مشيرا إلى أن الرصاص المستخدم في هجمات المسيرات يعد أكثر ضررا من الرصاص العادي، حيث يدخل هذا الرصاص الأجساد ويتحرك داخلها، مما يتسبب في العديد من الإصابات الداخلية».
**المصدر : القدس العربي


www.deyaralnagab.com