logo
1 2 3 47893
تقبيل رأس مقاتلي القسام وتنكيس أسلحة الاحتلال.. رسائل خلال تسليم المحتجزين في غزة!!
22.02.2025

قَبَّلَ أحد المحتجزين الإسرائيليين المفرج عنهم، اليوم السبت، رأس مقاتلين من "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس. وذكر المركز الفلسطيني للإعلام أن ذلك جاء أثناء مراسم تسليمه لطاقم الصليب الأحمر الدولي في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.وفي موقع تسليم ثلاثة محتجزين إسرائيليين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وضعت كتائب القسام لافتة على المنصة الرئيسية للتسليم كتبت عليها باللغات الثلاث العربية والعبرية والإنكليزية "الأرض تعرف أهلها.. مِن الأغراب مزدوجي الجنسية". على يسار هذه اللافتة صورة لشجرة تظهر جذورها في الأرض وفي منتصفها يلتف العلم الفلسطيني. كما شهد الموقع انتشاراً مكثفا لعناصر "القسام" من بينهم تم توثيق وجود اثنين أصيبا خلال حرب الإبادة الجماعية، الأول بترت جزء من ساقه فيما يقف مستنداً على عكازين، والثاني أصيب بعينه حيث يضع لاصقاً طبياً عليها.وجاء ذلك في إطار ترتيبات تسليم الدفعة السابعة من صفقة التبادل والمكونة من ستة محتجزين إسرائيليين أحياء بينهم اثنان تم أسرهما عام 2014، وذلك في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.وخلال عملية "طوفان الأقصى"، أسرت "القسام" عدداً من الإسرائيليين الذين يحملون جنسيات مزدوجة، دون معرفة عددهم. هؤلاء الإسرائيليون الذين تم أسرهم مثلوا نموذجاً أو عينة للمجتمع الإسرائيلي الذي يحتفظ عدد كبير من مواطنيه بجنسيات أخرى إلى جانب الإسرائيلية. وبحسب تقديرات إسرائيلية نشرت العام الماضي، فإن هناك أكثر من مليون مواطن في إسرائيل يحملون جنسيات أجنبية، معظمهم من المواطنين الأوروبيين أو الأميركيين.وكان موقع "ماكور ريشون" العبري قد نقل عن أيالون كاسيف، الرئيس التنفيذي لشركة كامبوس باس، وهي شركة تساعد في الحصول على الجنسية الأوروبية قوله: "أكثر من نصف مليون إسرائيلي يحملون حالياً جنسية أوروبية مزدوجة بالإضافة إلى الجنسية الإسرائيلية". وأضاف: "يمتلك أكثر من مليون إسرائيلي جواز سفر أجنبياً، وإلى جانب نصف المليون إسرائيلي الذين يحملون الجنسية الأوروبية، هناك نحو نصف مليون إسرائيلي آخرين يحملون جنسيات أجنبية إضافية، نصفهم أميركية".وترتبط هذه الرسالة بجوهر الصراع بين الفلسطينيين والصهيونية والأحقية في الأرض الفلسطينية. وتعد رسالة "القسام" حلقة في سلسلة الرواية الفلسطينية التي ترى أن المجتمع الإسرائيلي "مخترع" ويفتقد للأصالة والهوية القومية الراسخة، فيما يتكون من مجموعات وشرائح تم جلبها من جنسيات متعددة كي تشكل بصورة غير طبيعية مجتمعاً جديداً بهوية جديدة على الأرض الفلسطينية.كما تهدف هذه الرسالة لدحض الرواية الصهيونية التي قدمت الإسرائيليين "كيهود عادوا إلى أرض الميعاد (فلسطين)"، لكن مع أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وأسر عدد من الإسرائيليين مزدوجي الجنسية جرى تقديم هؤلاء للعالم على أنهم مواطنون روس وأميركيون وبريطانيون وغيرهم من الجنسيات. في المقابل، يرفض الفلسطينيون خطط التهجير من أرضهم والتخلي عن هويتهم الفلسطينية الوحيدة فيما يؤكدون على حقهم في إقامة الدولة المستقلة وتقرير المصير رغم أن المأساة التي تعرضوا لها مضاعفة بمئات المرات مقارنة بما واجهه الإسرائيليون.ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
رسالة أخرى من القسام: "نستطيع أن نغير مجرى التاريخ"
إلى ذلك، تصدرت صورة القائد العام السابق لـ"كتائب القسام" الشهيد محمد الضيف مرفقة بعبارته الشهيرة "نستطيع أن نغير مجرى التاريخ"، إضافة لأسلحة إسرائيلية منكسة، منصة تسليم المحتجزين الإسرائيليين بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة. ورفعت القسام، صورة الضيف وعبارته التي أعلنها خلال بداية "طوفان الأقصى"، إلى يمين المنصة الرئيسية التي تم عليها تسليم محتجزين إسرائيليين اثنين في رفح، أحدهما تم أسره عام 2014.وتحدث الضيف بتلك العبارة خلال لقطات بثتها قناة الجزيرة القطرية في برنامج "ما خفي أعظم"، حيث قال وهو يقف مع عسكريين آخرين أمام خريطة كبيرة لقطاع غزة والمستوطنات الإسرائيلية بمحيطه: "ممكن أن نتقدم، ويكون في نوع من المبادرة، بحيث نستطيع أن نغير في مجرى التاريخ كله".جاء ذلك خلال وضع الضيف اللمسات الأخيرة على تنفيذ خطة "طوفان الأقصى" قبل أيام من انطلاقها، وفق ما أفاد به مقدم البرنامج تامر المسحال. بينما حملت اللافتة الرئيسية التي رفعت على المنصة عبارة "نحن الطوفان.. نحن البأس الشديد". هذه اللافتة حملت صوراً أيضاً لموقع كرم أبو سالم العسكري حيث تم أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط منه بعملية أطلقت عليها اسم "الوهم المتبدد" عام 2006، بجانبه صورة للأسير الإسرائيلي هدار غولدن الذي أسرته "القسام" في حرب صيف 2014.وفي أسفل المنصة، وضعت القسام لافتة كتب عليها "وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق"، وهي من قصيدة للشاعر المصري أحمد شوقي، كان قد ظهر رئيس المكتب السياسي السابق للحركة الشهيد يحيى السنوار وهو يرددها في برنامج "ما خفي أعظم" أيضاً، مرفقة بصور لعمليات نفذتها فصائل فلسطينية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي. واستعرضت "القسام" أيضاً أسلحة إسرائيلية اغتنمتها خلال عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، حيث جعلت فوهاتها للأسفل، وكأنها رسالة لإسرائيل بتنكيس أسلحتهم.والمحتجزان هما تال شوهام الذي قال متحدث من كتائب القسام، عند تلاوته قرار الإفراج عنهما من على منصة التسليم بمدينة رفح، إنه يعمل ضمن وحدة العمليات في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، والثاني أفيرا منغستو الذي تم احتجازه عام 2014 في ظروف غامضة.وفي موقعي تسليم المحتجزين الإسرائيليين برفح والنصيرات، انتشرت عناصر "القسام" ضمن إجراءات عملية التسليم. وبهذا الخصوص، قالت صحيفة معاريف العبرية: "لأول مرة منذ بدء الاتفاق سيتم إطلاق سراح الأسرى، في رفح والنصيرات". وأضافت: "على مسرح إطلاق سراح الأسرى في رفح، وفي تحدٍ، تم عرض أسلحة استولت عليها حماس من بلدات بمحيط غزة، بما في ذلك أسلحة تابعة لقوات حماية تلك البلدات"، على حد تعبيرها.والجمعة، أعلنت "القسام" أسماء المحتجزين الإسرائيليين الستة الذين ستفرج عنهم السبت ضمن الدفعة السابعة، وهم إيليا كوهن، وعمر شيم توف، وعومر فنكرت، وتال شوهام، وأفيرا منغستو، وهشام السيد. وفي المقابل من المقرر أن تفرج إسرائيل عن 620 فلسطينياً بينهم 50 من ذوي أحكام المؤبدات، و60 من ذوي الأحكام العالية، و47 من أسرى صفقة وفاء الأحرار عام 2011 المعاد اعتقالهم، و445 أسيراً من غزة تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ولم تسلم إسرائيل حتى السبت، أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين تعتزم الإفراج عنهم، حيث جرت العادة أن تسلم تلك الأسماء بعدما تتسلم أسماء الأسرى الإسرائيليين.وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى يشمل 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوماً، على أن يتم التفاوض في الأولى لبدء الثانية. وفي المرحلة الأولى من الاتفاق تنص البنود على الإفراج تدريجياً عن 33 إسرائيلياً محتجزاً في غزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين والعرب يُقدر بين 1700 و2000.وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.


www.deyaralnagab.com