قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، إن بلاده "مستعدة، وأوروبا كذلك، للمساهمة في ضمان توزيع الغذاء بشكل آمن" في قطاع غزة، الذي يواجه أزمة إنسانية كارثية بفعل الحرب والحصار.وأوضح بارو، في مقابلة مع قناة "إل سي آي" الفرنسية، أن المبادرة تهدف إلى معالجة ما وصفه بـ"القضية التي تقلق السلطات الإسرائيلية"، وهي مخاوف من نهب المساعدات الإنسانية من قبل جماعات مسلحة.ولم يكشف الوزير الفرنسي تفاصيل محددة حول شكل المساعدة الفرنسية والأوروبية المقترحة، لكنه عبر عن غضبه إزاء مقتل المئات برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية في غزة خلال الأسابيع الماضية. ووصف فقدان الفلسطينيين لأرواحهم أثناء توزيع الغذاء بأنه "عار ويمس كرامة الإنسان".بحسب وزارة الصحة في غزة، استشهد نحو 550 شخصا وأصيب أكثر من 4,000 آخرين في تجمعات ضخمة للمدنيين الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات منذ بدء عمليات "مؤسسة غزة الإنسانية".هذه الأرقام تجسد مأساة إنسانية متفاقمة في ظل حصار خانق فرضته إسرائيل منذ مطلع مارس/آذار، ومنعت بموجبه دخول المساعدات الإنسانية الأساسية من غذاء ودواء ووقود، مما أدى إلى شح حاد في المواد الأساسية.وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد ندد الماضية بالنظام الحالي لتوزيع المساعدات في غزة، معتبرا أن البحث عن الطعام "لا ينبغي أن يكون حكما بالإعدام". وأدان النظام الذي يؤدي "إلى قتل الناس" بدلا من إنقاذهم.ويشير مراقبون إلى أن خطة توزيع المساعدات التي تنفذها إسرائيل والولايات المتحدة منذ 27 مايو/أيار خارج إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، تسمح بإدخال كميات محدودة جدا، في حين يقوم الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على الفلسطينيين الذين يصطفون للحصول عليها، مجبرا المدنيين على الاختيار بين الموت جوعا أو الموت بالرصاص.ويستمر هذا الواقع المأساوي على وقع حرب إسرائيلية مدمرة على القطاع منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تسببت في آلاف الضحايا ونزوح جماعي وتدمير واسع للبنية التحتية، وسط تحذيرات دولية متكررة من خطر المجاعة والإبادة الجماعية.