أهالي المزرعة الشرقية وسنجل يهدمون بؤرة استيطانية بعد مسيرة حاشدة!! 04.07.2025  رام الله: تمكّن أهالي بلدتي المزرعة الشرقية وسنجل شمال شرق رام الله، بمشاركة هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، من إزالة بؤرة استيطانية رعوية أقامها مستوطنون مؤخرا على أراضي بلدة المزرعة. وأفادت مصادر صحافية بأن الأهالي تمكنوا من تفكيك البؤرة وإحراقها وهدمها، بعد أسابيع من إقامتها غرب البلدة.وفي السياق، أقدم مستوطنون على تحطيم مركبة تابعة للهيئة، ما ألحق بها أضرارا مادية، دون تسجيل إصابات، وذلك عقب اندلاع مواجهات بين المشاركين في المسيرة الحاشدة ومستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال.وانطلقت المسيرة بعد ظهر الجمعة، بمشاركة أهالي البلدتين، في محاولة للوصول إلى أراضيهم المهددة بالاستيطان، وشارك فيها ناشطون فلسطينيون، من بينهم حملة للجنسية الأمريكية.وذكرت مصادر محلية أن مستوطنين أغلقوا الطرق المؤدية إلى جبل الباطن ومنطقة التل جنوب بلدة سنجل، واحتشدوا في خيمة نصبوها بمنطقة “التل” الأثرية، تحت حماية جيش الاحتلال. كما أضرم المستوطنون النيران في أراضي المواطنين بالتزامن مع توافد أعداد كبيرة منهم إلى الموقع لمنع الأهالي من الوصول.وقال شهود عيان لـ”القدس العربي” إن مواجهات اندلعت بين الأهالي والمستوطنين، استخدم خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الأهالي وإبعادهم عن المنطقة. وأضاف الشهود أن قوات الاحتلال أخلت المستوطنين نتيجة الزخم الشعبي الكبير، ما أتاح للمشاركين في المسيرة اقتحام البؤرة وإحراقها وتدميرها.من جهته، قال رئيس بلدية سنجل معتز عبد الرحمن إن المنطقة شمال رام الله تشهد تصاعدا في الاستهداف الاستيطاني، حيث أقيمت بؤرتان استيطانيتان خلال الشهرين الماضيين على أراضٍ تعود ملكيتها للمزرعة وسنجل في منطقتي التل والباطن.وأوضح أن إحدى البؤر تقع قرب منطقة عيون الحرامية، حيث يسعى المستوطنون منذ شهرين للسيطرة على نحو 6 آلاف دونم من أراضي جنوب البلدة. وأكد أن البلدتين استنفدتا الوسائل القانونية عبر المؤسسات الرسمية والدولية وتقديم الشكاوى للشرطة الإسرائيلية، لكن دون جدوى، ما دفع السكان إلى تنظيم المسيرة بمشاركة واسعة من المؤسسات والفعاليات.وتخللت المواجهات محاولات لإحراق منازل، وأطلق جنود الاحتلال النار بشكل عشوائي دون تسجيل إصابات.!!وفي الإطار الرسمي، بحث رئيس الوزراء محمد مصطفى مع رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان سبل تعزيز التدخلات الطارئة في المناطق المستهدفة، لا سيما في مسافر يطا والأغوار، إلى جانب تكثيف الحراك السياسي والدبلوماسي والتواجد الميداني.وسلّم مصطفى التقرير السنوي للهيئة للعام 2024، والذي أشار إلى أن سلطات الاحتلال صادرت خلال العام الماضي ما مجموعه 46,597 دونما، تحت ذرائع مختلفة شملت إعلان “محميات طبيعية”، أوامر استملاك، وضع يد لأغراض عسكرية، وإعلانات أراضي دولة. كما نفذت 684 عملية هدم، طالت 903 منشآت في الضفة الغربية بما فيها القدس.وسجل التقرير 16,612 اعتداء خلال 2024 ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، منهم 13,641 اعتداء من قبل الجيش الإسرائيلي و2,934 من قبل المستوطنين، وأسفرت هذه الاعتداءات عن استشهاد 522 فلسطينيا في الضفة والقدس، بينهم 10 على يد المستوطنين. كما شهد العام 451 اعتداء استهدف 14,212 شجرة، منها 10,459 شجرة زيتون.وأشار شعبان إلى أن شهر أيار الماضي وحده شهد 1,691 اعتداء: اقتلاع 1,068 شجرة، بينها 695 شجرة زيتون، ومصادرة 48 دونما عبر 7 أوامر عسكرية، و74 عملية هدم طالت 121 منشأة، بينها 60 منزلا مأهولا و37 منشأة زراعية.وفي محافظة نابلس، أصيب ثلاثة مواطنين إثر تعرضهم للضرب على يد مستوطنين، إضافة إلى ثمانية آخرين أصيبوا بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع خلال اقتحام قرية بيتا جنوب نابلس.وأفادت مصادر محلية بأن مستوطنين هاجموا منزل المواطن سامر أبو زيتون في منطقة “قماص” قرب جبل صبيح، وحاولوا إحراقه واعتدوا بالضرب على من تصدى لهم. كما اقتحمت قوات الاحتلال البلدة وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين.وشهدت قرى وبلدات جنوب نابلس تصعيدًا واسعًا، شمل قطع أشجار في أراضي بورين الواقعة بين الشارع الالتفافي ومستوطنة “يتسهار”، وأضرارا كبيرة في ممتلكات المواطنين. كما أعاد المستوطنون نصب خيمة مقابل منزل عائلة صوفان، بعد أيام من رشق المنزل بالحجارة. وفي قرية جوريش، اعتدى مستوطنون على المواطن زاهر ديرية وسرقوا أغنامه أثناء رعيها.
استمرار التصعيد في الضفة
وفي الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال تجمع واد الجوايا في بلدة يطا، واعتدت على ممتلكات الفلسطينيين في حارة أبو سنينة، حيث حطمت محلًا تجاريا. كما أعاد مستوطنون نصب خيمة قرب مساكن الفلسطينيين في قرية سوسيا بمسافر يطا، وسط محاولات لإقامة بؤرة جديدة، تصدى لها الأهالي رغم الاعتداءات بالحجارة والتهديدات المتكررة.كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة كوبر برام الله، ومدينة قلقيلية، واعتقلت مواطنين في طولكرم عند دوار اليونس.وفي ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين، قالت تقارير عبرية إن شرطة الاحتلال تلاحق نشطاء أجانب بزعم دعمهم للفلسطينيين، واعتقلتهم تمهيدا لترحيلهم. وأعلنت الشرطة أنها رحلت أربعة أجانب خلال الأيام الماضية بعد التحقيق معهم في الخليل، بزعم تورطهم في “أنشطة معادية لإسرائيل”، من ضمنها توثيق جرائم الاحتلال.وأضاف البيان أن اثنين من المعتقلين قد رُحّلا بالفعل، فيما يتوقع ترحيل الاثنين الآخرين يوم الأحد المقبل. وتهدف هذه الإجراءات، بحسب نشطاء، إلى منع توثيق انتهاكات الاحتلال وجرائم المستوطنين في المناطق المستهدفة بالتهجير.
www.deyaralnagab.com
|