|
مستقبلنا مجهول وقلوبنا تحترق: أهالي مخيّم نور شمس وقفوا عاجزين وهم يشاهدون إسرائيل تهدم منازلهم!! 31.12.2025  وقف عشرات الأهالي، الأربعاء، على تلة مقابلة لمخيم نور شمس للاجئين شمالي الضفة الغربية المحتلة، يراقبون بصمت وذهول جرافات إسرائيلية تهدم منازلهم، في مشهد امتزجت فيه الدموع بالعجز.يقول سكان من المخيّم الذي يقع شرقيّ مدينة طولكرم، إن مشاعرهم وهم يشاهدون منازلهم تُسوّى بالأرض لا يمكن وصفها، وسط بكاء نساء ورجال فقدوا في لحظة تعب سنوات طويلة.ويشيرون إلى أن العالم يحتفل بنهاية سنة وبداية أخرى جديدة بينما تحترق قلوبهم على بيوتهم ومخيمهم الذي ولدوا فيه وكبروا.أحمد المصري، أحد المتضررين، وقف يحدّق في منزله الذي كان قائماً حتى ساعات الصباح، قبل أن تبدأ الجرافات بهدمه.يقول المصري: "وصلت هنا صباحا ووجدت قوات الاحتلال تهدم منزلي، لا شيء بيدي، هذا بيتي، أمضيت حياتي فيه".ويضيف: "البيت 5 طوابق وهو غالٍ عليّ، بلحظة فقدت كل شيء، راح مني تعب العمر، وكنت آمل الرجوع إليه، وكان حلمي الاستقرار فيه".ويتابع بصوت خافت: "لست قادرًا على فعل شيء، تعب العائلة كلها راح سدى، لكننا بالنهاية سنرجع للمخيم، ولو فقدت البيت سأنام بالحارة، لكن لن أترك المخيم".
شهادة الطفولة
بدوره، يفيد محمد سايس، وهو أب لطفل صغير، بأن منزله الذي يضم 4 طوابق هُدم رغم حداثة بنائه.سايس يوضح قائلا: "أسكن البيت أنا وشقيقي، كنا نود أن نرجع ونستقر، لكن بلغنا الاحتلال أن إعادة البناء ممنوعة".ويضيف: "أنا متزوج منذ 3 سنوات، والبيت بني منذ عامين، ابني الصغير عاش فيه شهرين فقط، واليوم عمره سنة ونصف، وهو اليوم معي يشاهد المخيم والبيت الذي يهدم، صحيح لا يفهم ما يجري ولكنه شاهد المخيم وجرائم الاحتلال".ويشير سايس إلى أن العائلة باتت بلا مأوى، قائلا: "أنا وأخي وأهلي الآن نقيم مستأجرين في بيت واحد، وبدون أي عمل، مستقبلنا مجهول".ويضيف: "قال الاحتلال لأبي: أسبوع فقط، وسترجعون، مرت سنة ولا شيء سوى الوعود، شعور صعب جدا، حسبنا الله ونعم الوكيل".وبشأن أعمال الهدم، قال محافظ طولكرم عبد الله كميل، في بيان صحافي، إن قوات إسرائيلية بدأت الأربعاء، تنفيذ قرار هدم 25 مبنى داخل المخيم.ووصف المحافظ الخطوة الإسرائيلية بأنها "تصعيد خطير يستهدف الوجود الفلسطيني في المخيمات، ويشكل عقابًا جماعيًا بحق المدنيين".وأضاف أن عمليات الهدم تأتي في سياق "سياسة ممنهجة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا وتغيير الواقع الديمغرافي في المخيم".وأشار إلى أن العائلات المتضررة تواجه خطر التشريد في ظل تدمير متواصل للمنازل والبنية التحتية، وما يرافق ذلك من تفاقم المعاناة الإنسانية.وجدّد كميل دعوته إلى المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية "للتدخل العاجل لوقف جريمة العدوان بحق الفلسطينيين في مخيمي طولكرم ونور شمس، وبحق أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان".وصادقت المحكمة العليا الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، على هدم 25 بناية سكنية في مخيم نور شمس، رغم الإقرار بأنها مبانٍ مدنية.وقال مركز "عدالة" الحقوقي، إن المحكمة رفضت التماسًا قدمه المركز وسكان من مخيم نور شمس ومناطق محاذية له، ضد أوامر هدم تلك المباني.ومنذ 21 كانون الثاني/ يناير 2025 يواصل الجيش الإسرائيلي، عدوانه شمالي الضفة الغربية، بدأه بمخيم جنين ثم انتقل إلى مخيمي طولكرم ونور شمس، وأسفر عن تدمير آلاف المنازل وتهجير أكثر من 50 ألفا من الأهالي.ومع بدء الحرب على قطاع غزة في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، كثّفت إسرائيل إجراءاتها في الضفة الغربية، بما يشمل هدم المنازل وتهجير الفلسطينيين وتوسيع البناء الاستيطاني، في خطوات يقول الأهالي إنها تمهّد لضم الضفة الغربية رسميًا.وأسفر التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس، عن استشهاد ما لا يقل عن 1104 فلسطينيين، وإصابة نحو 11 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 21 ألفًا منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
www.deyaralnagab.com
|