logo
1 2 3 41057
صحافة :الغارديان: كل عام مر على الفلسطينيين كان كارثة.. وهذا العام كان غير متصور.. فالتاريخ لم يبدأ في 7 أكتوبر!!
09.10.2024

7قالت المعلقة في صحيفة “الغارديان” أروى مهداوي، إن كل عام مر على الفلسطينيين كان كارثة، لكن الـ12 شهرا الماضية، لا يمكن تصورها.تقول إنها كفلسطينية تعيش في الولايات المتحدة، “فقدتُ أصدقاء وفرص عمل وإيماني بالإنسانية”. وأكدت أن “هذا العام كان مليئا بالأسى والرعب والجحيم. وأعلم أنني لست وحدي عندما أقول إن هذا العام كان الأسوأ على الإطلاق في حياتي”.
تضيف: “قبل أن أشرح هذا، دعوني أؤدي واجبي كفلسطينية جيدة من الشتات، وأردد التعويذة الإجبارية: أنا أدين حماس، أنا أدين حماس، أنا أدين حماس. وكما تعلمون، فنحن الفلسطينيون، لا يجوز لنا أن نفتح أفواهنا دون أن يطالبنا أحد بإدانة العنف وإدانة حماس. ثم يطلب منا أن نغلق أفواهنا وأن نلتزم الصمت، في حين أن نفس الأشخاص الذين يطالبوننا بإدانة العنف، يسيل لعابهم على موتنا ويحتفلون بالقتل على نطاق لا يمكن تصوره. إن أي شخص يقتله إسرائيلي هو عمل دفاع عن النفس. وأي شخص يقتله عربي هو عمل إرهابي. هذه هي القواعد التي يتعين علينا جميعا الالتزام بها”.
وأضافت أن الولايات المتحدة لم تخف أبدا حجم كراهيتها للعرب، وقد انطلق ذلك الحقد قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لمستويات جديدة مثيرة للقلق، و”لم أعد أشعر أنني أعيش في الوطن في هذا البلد ولولا أنني بنيت حياة وعائلة لخرجت. فلماذا أريد البقاء في بلد يجرد الفلسطيني من إنسانيته وحيث يتخيل مسؤولون منتخبون مثل السناتور ليندزي غراهام إلقاء قنبلة ذرية على غزة، المكان الذي يعتبر نصف سكانه من الأطفال، وبدون أن يواجه تعنيفا حقيقيا؟ بلد يقوم به السناتور جون فيترمان، سناتور ولايتها، بالسخرية علنا من المحتجين المؤيدين لفلسطين ويتلذذ كثيرا بمشاهدة ألمنا؟”.
و”مرة أخرى، هناك حقيقة أخرى، فبمجرد دفعي الضريبة، أصبحت متواطئة في ذبح وتجويع شعبي. ولا أستطيع تبرير وجودي في هذا البلد الذي ينفق جزءا كبيرا من أموال دافعي الضرائب على تمويل الحرب وما وصفته كامالا هاريس بفرح بأنه “القوة القتالية الأكثر فتكا في العالم”. أنا أعيش في فيلادلفيا، حيث تعاني المدارس من نقص التمويل إلى الحد الذي يجعل أربع مدارس فقط من بين أكثر من مئتي مدرسة لديها أمناء مكتبات بدوام كامل، وحيث أثبتت الفحوص العلمية وجود الرصاص في 98% من حنفيات الشرب في المباني المدرسية. ولا توجد أموال للمدارس في الولايات المتحدة، ولكن هناك الكثير من الأموال للمساعدة في قصف المدارس في غزة”.
ومرة أخرى، لم تخف الولايات المتحدة كراهيتها للعرب خاصة الفلسطينيين، “فقبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر، تعرضت للكثير من المواقف العنصرية على هذه الجبهة، وقال لي عدد كبير من الناس إنني لا أستطيع أن أكون فلسطينية لأن الفلسطينيين شعب غير موجود. ورغم شعوري بالخدر من درجة تجريدنا من الإنسانية، إلا أن التعطش للدم صدمني. ففي وقت هجوم حماس، كنت في إجازة من مهمتي ككاتبة عمود في الغارديان للعمل على كتابة نصوص إعلانية مع شركة إعلانات كبيرة. ورأيت القناة الداخلية سلاك للوكالة وقد حفلت بالأشخاص الذين يصفقون فرحا على قصف غزة. وكنت في حالة من الصدمة لأقول شيئا لمسؤولي الوكالة، ولو كنت صادقة، فقد كنت جبانة. ومن الصعب الحصول على الرزق ككاتبة غير متفرغة وأنا أعتمد على مجموعة من النصوص الإعلانية في العام. ولم أرد خسارة فرص المستقبل لو رفعت صوتي ولهذا أبقيت فمي مغلقا ورأسي للأرض وانتظرت توقف القصف”.
وبالطبع لم يتوقف القصف، ثم مات عشرات الآلاف من الفلسطينيين، 20,000 فلسطيني، 30,000 فلسطيني، و40,000، ويبدو أنه لا يوجد هناك رقم من الموتى الفلسطينيين سيرضي إسرائيل أو يجعل الساسة في الولايات المتحدة ليقولوا كفى.
و”لفترة كنت واهمة للتفكير أن صعود كامالا هاريس قد يمثل تغييرا نحو الأفضل. لكن نائبة الرئيس رفضت التحول عن سياسة جو بايدن غير المشروطة بشأن الأسلحة ورفضت الاعتراف بالقانون الدولي. وعندما توجت كمرشحة ديمقراطية في آب/ أغسطس، رفضت قيادة الحزب وضع أمريكية من أصل فلسطيني على المسرح الرئيسي حتى ولو لدقيقة واحدة. وهي صورة عن مدى ضآلة تفكير الديمقراطيين بنا”.
ومع تزايد حصيلة القتل، وتدهور الوضع الإنساني في غزة والآن في لبنان، وأصبح يائسا بشكل متزايد، استمر الساسة في الولايات المتحدة من الحزبين، بإخبار الفلسطينيين بأن معاناتهم هي بسب أخطائهم.
وقالت هاريس أثناء مناظرتها مع دونالد ترامب: “دعونا نتذكر أين بدأ هذا: 7 تشرين الأول/ أكتوبر، كما وكرر تيم والز هذه العبارة في مناظرته مع دي جي فانس. ولكن هذه العبارة هي كذبة، فالتاريخ لم يبدأ في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ورغم أن هذا التاريخ قد يمثل مأساة بالنسبة لإسرائيل، فإن كل يوم على مدى السنوات الـ76 الماضية يمثل نوعا من الكارثة بالنسبة للفلسطينيين. فقد عاش أجدادي لأبي في حيفا عام 1948 أثناء النكبة، وكانوا من بين 700,000 فلسطيني أجبرتهم إسرائيل على الفرار أو طردتهم وهدم منزلهم. لقد فقدوا كل شيء. وفي نهاية المطاف ذهبوا إلى الضفة الغربية، ولكن بعد ذلك، في عام 1967، اضطر والدي إلى الفرار مرة أخرى، وأصبح لاجئا غير قادر على العودة للعيش في البلد الذي ولد فيه. ومع ذلك، فقد أخذني لزيارته. عدت إلى قريته عندما كنت في السادسة من عمري للتو وجربت لفترة وجيزة كيف تكون الطفولة الفلسطينية، أعني، كيف أطلق الجنود الإسرائيليين الغاز المسيل للدموع عليّ وداهموا قريتنا لحرق العلم الفلسطيني”. ولم يبدأ التاريخ في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وفي الوقت الذي يتوقف العالم لندبه، فهذا تذكير بمن حياتهم تهم أكثر.


www.deyaralnagab.com