logo
1 2 3 41062
صحافة : الزعيم الإسكتلندي الراحل أليكس سالموند كان مناصرا شديدا للقضية الفلسطينية!!
16.10.2024

كان أليكس سالموند، رئيس وزراء إسكتلندا وزعيم الحزب الوطني الإسكتلندي سابقا، مؤيدا قويا لاستقلال بلاده عن المملكة المتحدة ومن أكثر المتعاطفين والمناصرين لفلسطين في جيله.
وقد توفي سالموند فجأة يوم السبت، بعد إلقائه كلمة في دولة مقدونيا الشمالية.
ويقول عمران ملا، في تقرير نشره موقع “ميدل إيست آي” إن سالموند الذي مات عن عمر 69 عاما ظل من أهم الساسة البريطانيين وعلى المستوى المحلي والدولي وخلال العشرين عاما الماضية.
وكزعيم للحزب الوطني الإسكتلندي، قاد حركة المطالبة باستقلال بلاده عن بريطانيا في الفترة ما بين 1990 – 2000 و2004- 2014 وحصل على الغالبية العظمى في برلمان إسكتلندا المفوض ولأول مرة في 2011. ووصفه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بـ “أليكس المجنون” واقترب من تفكيك المملكة المتحدة عام 2014 من خلال تأمين استفتاء على استقلال إسكتلندا مع أن المقاطعة قررت التصويت ضد الانفصال عن بريطانيا.
وقد انهار وهو جالس على كرسيه أثناء غداء في المؤتمر الذي كان يشارك فيه، فيما يعتقد أنها سكتة قلبية.وقد رثاه كل الطيف السياسي البريطاني بمن فيهم الملك تشارلس الذي قال إنه “حزين جدا” للنبأ.
وكان سالموند رجلا متعدد المواهب حيث لعب دور الشبح في دراما باكستانية عام 2001 بعدما دربه شين كونوري، الذي لعب دور جيمس بوند في سلسلة أفلام العميل السري 007. وكان الزعيم السابق للحزب الإسكتلندي من أشد المدافعين عن فلسطين طوال مسيرته السياسية، ففي عام 2004 انتقد امتناع بريطانيا عن التصويت لقرار يشجب اغتيال إسرائيل لزعيم حماس، الشيخ أحمد ياسين. كما وانتقد في عام 2010 اغتيال إسرائيل لمحمود المبحوح، القيادي في حماس عام 2010 بدبي. وكوزير أول دعا لفرض حظر تصدير الأسلحة على إسرائيل بعد قصفها غزة عام 2014.
كان الزعيم السابق للحزب الإسكتلندي من أشد المدافعين عن فلسطين طوال مسيرته السياسية، فمثلا كوزير أول دعا لفرض حظر تصدير الأسلحة على إسرائيل بعد قصفها غزة عام 2014
وفي عام 2016 أثار سالموند الجدل وكممثل لبريطانيا في أوروبا لمهاجمته الممثل الإسرائيلي لانتقاده وجود الرئيس الإيراني حسن روحاني في فرنسا خلال مراسم إحياء ذكرى الهولوكوست. واستمر موقفه المؤيد للفلسطينيين بعد رحيله عن الحزب الوطني الإسكتلندي في عام 2018، حيث أصبح زعيما لحزب جديد مؤيد للاستقلال يسمى حزب ألبا من عام 2021 وحتى وفاته.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، انتقد سالموند حكومة حزب العمال البريطاني على منصة التواصل الاجتماعي إكس وتساءل “هل تقف بريطانيا مع إسرائيل في غزة ولبنان وبخرق صارخ للقانون الدولي وعشرات الآلاف من القتلى المدنيين على مدى العام الماضي”، وذلك ردا على وعد ستارمر بدعم إسرائيل بعد تعرضها لهجوم صاروخي من إيران ضدها.
وأضاف سالموند: “بريطانيا هي القوة الاستعمارية السابقة والشرق الأوسط هو أحد المناطق القليلة التي يكون فيها ما يقوله رئيس الوزراء مهما من الناحية الفعلية”. و”أليس من الأفضل أن نقول ببساطة إننا ندعم القانون الدولي وندعم بشكل لا لبس فيه سعي الأمم المتحدة لتحقيق السلام؟”.
وانتقد في آب/أغسطس الوزير الأول وزعيم الحزب الوطني الإسكتلندي الحالي جون سويني بعد الكشف عن لقاء أحد الوزراء نائبة السفيرة الإسرائيلية دانييلا غرادسكي. وقال: “هذا ليس الوقت المناسب للعمل كالمعتاد مع دولة تخضع قيادتها لتحقيق المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب”، متهما الوزير بـ”التقرب من المسؤولين الإسرائيليين” واقترح إقالته.
وتصدرت تصريحاته في وقت سابق من هذا العام عناوين الأخبار عندما دعا لاعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإرساله للمحكمة الجنائية الدولية لو وطئت قدماه التراب الإسكتلندي.
وعارض سالموند بشدة المشاركة البريطانية للولايات المتحدة في غزو العراق عام 2003، وقال لاحقا إن هناك “أدلة قوية” على أن رئيس الوزراء العمالي توني بلير أراد خداع الجمهور.
في عام 2016 قدم سالموند بصفته المتحدث الرسمي باسم الحزب الوطني الإسكتلندي للشؤون الخارجية، اقتراحا غير ناجح في مجلس العموم يدعو إلى إنشاء لجان برلمانية للتحقيق مع بلير.
وأثناء مسيرته السياسية قاد جهودا لتطوير العلاقات مع قطر وتحسين التجارة مع إيران وتركيا. وفي عام 2018، استقال من زعامة الحزب الوطني الإسكتلندي لمواجهة تهم بالتحرش الجنسي التي برئ منها عام 2020 وحصل لاحقا على تعويض بـ 500,000 جنيه استرليني في التكاليف القانونية. ووجدت مراجعة أن حكومة إسكتلندا لم تتعامل جيدا مع القضية. في وقت وفاته، كان سالموند يتابع دعوى مدنية للحصول على تعويضات وخسارة في الموارد المالية.
ولم تكن علاقته جيدة مع حمزة يوسف، الوزير الأول لإسكتلندا ما بين 2023- 2024 حيث اتهم سالموند يوسف بأنه لم يصوت حول مشروع زواج المثليين عام 2014 لأنه كان “تحت ضغوط من المسجد” وهو ما ينفيه يوسف. وفي شباط/فبراير اتهم يوسف سالموند بأنه “يقضي وقتا كبيرا للإضرار بالحزب الوطني الإسكتلندي ومهاجمتي”. وفي الشهر الماضي وصف سالموند يوسف بأنه “هامش مؤسف” في الحزب الوطني الإسكتلندي. وفي وفاته قال يوسف “من الواضح أنني وأليكس اختلفنا في السنوات الأخيرة، لكن لا أحد يشك بالمساهمة الضخمة التي قدمها للسياسة الإسكتلندية والبريطانية” و”كذلك تحويل الحزب الوطني الإسكتلندي لقوة سياسة مهيمنة كما هو اليوم” و”تعازي الحارة لعائلته وأصدقائه”.


www.deyaralnagab.com