صحافة :الغارديان: الاعتداء على قطر فعل حكومة مارقة لا تكترث بالسلام!!
12.09.2025
اتهمت صحيفة الغارديان الغرب بالتواطؤ الذي يسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجاوز كل الخطوط الحمراء. وقالت إن محاولة اغتيال مفاوضي حركة حماس في عاصمة حليفة للولايات المتحدة هي فعل “حكومة مارقة” لا تهتم بالسلام.
ونقلت الصحيفة عن والدة أحد المحتجزين في غزة قولها، عقب الغارة الجوية على قطر يوم الثلاثاء: “لماذا يصر رئيس الوزراء على نسف أي اتفاق يبرم؟”. وأكدت الصحيفة أن محاولة استهداف فريق التفاوض التابع لحماس في الدوحة لوقف إطلاق النار تمثل دليلاً قاطعاً على أن السلام وعودة الأسرى الإسرائيليين تأتيان في ذيل أولويات نتنياهو منذ اندلاع حربه في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
محاولة استهداف فريق التفاوض التابع لحماس في الدوحة لوقف إطلاق النار تمثل دليلاً قاطعاً على أن السلام وعودة الأسرى الإسرائيليين تأتيان في ذيل أولويات نتنياهو
وأشارت إلى أنه، رغم عدم وضوح مدى قرب قيادة حماس من الموافقة على مقترحات وقف إطلاق النار التي دعمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي جرت مناقشتها في عاصمة حليف استراتيجي لواشنطن، فإن الغارة التي أمر بها نتنياهو ضمنت أن مفاوضي الحركة لن يوافقوا على الجلوس إلى طاولة المحادثات مجدداً في وقت قريب.
وأعلنت إسرائيل أن الهجوم جاء رداً على عملية إطلاق النار التي تبنتها حماس في القدس يوم الاثنين، وأدت إلى مقتل ستة أشخاص. لكنه تزامن أيضاً مع إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلاء مدينة غزة بالكامل، تمهيداً لغزو شامل سيجلب مزيداً من الموت والدمار لسكان يتضورون جوعاً ويعانون من صدمات نفسية.
وأضافت الصحيفة أن إنهاء المعاناة لا يتوافق مع أهداف نتنياهو وحلفائه من اليمين المتطرف الذين تعتمد عليهم حكومته. فمع تزايد الدلائل على أن هذه الأهداف تشمل إقامة “إسرائيل الكبرى” التي تتجاوز حدود عام 1967، ظل رد الغرب جباناً ومؤلماً في ضعفه. وبينما يطلق ترامب مواعيد نهائية لا أحد يأخذها على محمل الجد، ويكتفي بدعوات فارغة للسلام على وسائل التواصل الاجتماعي، يواصل نتنياهو استخدام قوة عسكرية مدعومة من الولايات المتحدة ليضرب أهدافاً متى وأينما شاء دون عقاب.
ورغم أن الرئيس الأمريكي انتقد إسرائيل بعد هجوم الثلاثاء لانتهاكها سيادة حليف لواشنطن، فإنه شدد في الوقت نفسه على دعمه للهدف العام المتمثل في القضاء على حماس. وهو ما يعني، بحسب الصحيفة، أن إدارة ترامب لا ترى خطوطاً حمراء حقيقية أمام حكومة نتنياهو المتطرفة. بينما يطلق ترامب مواعيد نهائية لا أحد يأخذها على محمل الجد، ويكتفي بدعوات فارغة للسلام على وسائل التواصل الاجتماعي، يواصل نتنياهو استخدام قوة عسكرية مدعومة من واشنطن ليضرب أهدافاً متى وأينما شاء دون عقاب
وترى الصحيفة أنه في ظل هذه الأجواء الخطيرة، من الضروري أن يمارس رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وغيره من القادة الأوروبيين، ضغطاً أكبر على كل من واشنطن وتل أبيب. وقبل لقائه المثير للجدل بالرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ يوم الأربعاء، قال ستارمر بتعالٍ إن التخلي عن الجهود الدبلوماسية لإحلال السلام سيكون بمثابة “سياسة تلاميذ مدارس”، لكن محاولة إسرائيل اغتيال الوسطاء في الدوحة هذا الأسبوع ينبغي أن تكشف القيمة الحقيقية للكلمات وحدها.
وأشار تقرير صادر عن لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني إلى أن لندن مطالبة بالتحلي بمزيد من الجرأة والحزم في مواجهة حكومة ترتكب جرائم حرب على مرأى العالم. كما شدد على ضرورة أن يحول الاتحاد الأوروبي خطاباته التقليدية إلى خطوات عملية ذات أثر اقتصادي ملموس.
وخلصت الغارديان إلى أن الولايات المتحدة وحدها قادرة على إجبار نتنياهو على إنهاء الإبادة الجماعية في غزة. لكن السلبية الأوروبية عززت قناعته بأنه قادر على صياغة مستقبل الشرق الأوسط وفق تصاميم حلفائه من أقصى اليمين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدعوات المتزايدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، والتي يُتوقع أن يعلن بعضها في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر، تحمل رمزية مرحباً بها. غير أنها لا تكفي أمام قنابل نتنياهو التي تزعزع استقرار الخليج، ومعاناة سكان غزة المدنيين المستمرة، والضم الفعلي المتواصل لأجزاء من الضفة الغربية.
www.deyaralnagab.com
|