logo
1 2 3 41178
صحافة : ذي أتلانتك: خطة ترامب الجديدة لغزة “مجتمعات بديلة آمنة” خلف الخط الأصفر ومنعزلة عن حماس!!
12.11.2025

نشرت مجلة “ذي أتلانتك” تقريرا أعدته مساعدة رئيس التحرير حنا كيروس قالت فيه إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لديها خطة جديدة لغزة. فهي تريد بناء مشاريع إسكان للنازحين، لكن مسؤولي الإدارة غير متفقين على الفكرة وكيفية تنفيذها.
وذكر التقرير أن غزة ومنذ وقف اتفاق النار الشهر الماضي مقسمة بناء على الخط الأصفر الذي يفضل بين المناطق الخاضعة لسيطرة حماس وتلك التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي.
وأن الخط كان في البداية غير واضح، ولكن إسرائيل بدأت بتحديد الإنفصال بصورة أوضح وبعلامات مادية على الأرض. بشكل يوحي بأن الفصل دائم.
ويطلق المسؤولون الأمريكيون على مشاريه المساكن الجديدة اسم “المجتمعات الآمنة البديلة”. وقد تم تصميم هذه المبادرة لإنشاء تجمعات سكينة للغزيين الذين تم التحقق من هوياتهم، لكنها ستفصلهم عن أولئك الذين يعيشون على الجانب الذي تسيطر عليه حماس من الخط الأصفر، حيث تعيش الغالبية العظمى من سكان غزة.
وبنت كيروس معلوماتها نقلا عن مسؤول في إسرائيل ومسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية مطلع على التخطيط.
غزة ومنذ وقف اتفاق النار الشهر الماضي مقسمة بناء على الخط الأصفر الذي يفضل بين المناطق الخاضعة لسيطرة حماس وتلك التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي
وأخبر الجنرال باتريك فرانك، القائد العسكري الذي ينسق جهود تنفيذ خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام، زملاءه مؤخرا أن كل تجمع سكاني يجب أن يشمل على مركز طبي ومدرسة ومبنى إداريا و”مساكن مؤقتة لحوالي 25,000 شخصا”، وفقا لرسالة بريد إلكتروني اطلعت عليها الكاتبة ولم ينشر عنها سابقا. وأكد فرانك على ضرورة المضي قدما في الخطة، كما جاء في الرسالة. وأكد مسؤول كبير في إدارة ترامب للكاتبة أنه سيتم بناء مجتمع آمن بديل تجريبي واحد على الأقل.
ومن المرجح جدا أن يكون الموقع الأول المستهدف للتطوير، في جنوب غزة بالقرب من رفح، مملوكا لفلسطينيين، وكذلك المواقع المحتملة الأخرى، والتي يوجد منها الكثير. ولم يتمكن المسؤول الكبير في الإدارة من القول على الفور ما إذا كانت الولايات المتحدة تعرف من يملك العقار الذي سيتم بناء التجمع السكاني التجريبي عليه.
وفق التقرير لن يسمح إلا للفلسطينيين الذين حصلوا على موافقة الشين بيت بالإنتقال لهذه التجمعات التجريبية، مع أنه لم يتضح بعد ما هي معايير الموافقة، إلا أن نقطة البداية هي صلة الشخص أو أقاربه بحماس سيكون نقطة البداية، حسب المسؤول الإسرائيلي المطلع على الخطة. وتشير التقديرات إلى أن أقل من 2% من سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة يعيشون على جانب الخط الذي تسيطر عليه إسرائيل.
وستتضمن الخطوة الأولى في إنشاء مجتمع جديد في غزة إزالة الذخائر غير المنفجرة والأنقاض.
وبحسب التقرير فقد منحت وزارة الخارجية الأمريكية عقدا لشركة تيترا تك، وهي شركة هندسية مقرها الولايات المتحدة لتنفيذ المشروع. وقد حضر الرئيس التنفيذي للشركة اجتماعات يوم الإثنين في إسرائيل مع آخرين مشاركين في تنفيذ خطة السلام، وبناء على شخصين مطلعين. ولم تستجب شركة تيترا تك لطلب التعليق.
بالإضافة إلى ذلك قال شخصان مطلعان على الأمر أن مبعوثي ترامب الرئيسيين إلى الشرق الأوسط، صهره جاريد كوشنر وصديقه المقرب ستيف ويتكوف، يدعمان فكرة مبادرة الإسكان، وكذلك الحكومة الإسرائيلية.
إلا أن الخطة أثارت ردود فعل عنيفة من بعض المسؤولين في وزارة الخارجية، وكذلك من حكومات أجنبية ومنظمات إغاثة.
الخط الأصفر كان في البداية غير واضح، ولكن إسرائيل بدأت بتحديد الإنفصال بصورة أوضح وبعلامات مادية على الأرض. بشكل يوحي بأن الفصل دائم.
وتعود الاعتراضات جزئيا إلى القيود التي قد يفرضها المشروع الجديد على الفلسطينيين المسجلين. وقد أبلغ الفرع العسكري الإسرائيلي المسيطر على المعابر الحدودية الإنسانية إلى غزة المسؤولين الأمريكيين أن المدنيين الذين يسمح لهم بالدخول إلى المشروع لن يسمح لهم بالعبور إلى نصف غزة الذي تسيطر عليه حماس.
ويدعو خبراء المساعدات في وزارة الخارجية الأمريكية في إسرائيل إلى “ضمان حرية التنقل عبر الحدود”، وفقا للبريد الإلكتروني الذي اطلعت عليه المجلة. وقال مسؤول وزارة الخارجية إنه من المرجح على ما يبدو أن تتحول هذه التجمعات إلى “مكان يعزل فيه الناس فعليًا، على الرغم من أنهم لن يستخدموا هذه المصطلحات”.
وتنص خطة ترامب المكون من 20 نقطة على اختفاء الخط الأصفر وتولي قوة دولية مهام تحقيق الإستقرار في القطاع وتسليم حماس أسلحتها. إلا أن الخطوط المؤقتة عادة ما تتحول إلى دائمة في نزاعات الشرق الأوسط.
ويقول الأشخاص الذين يشككون في الخطة الجديدة بأنها تمنع الفلسطينيين من التنقل بحرية في وقت سلم نسبي، وتخاطر بخلق انقسام دائم في وسط غزة.
وقال مسؤول أمريكي لمجلة “ذا أتلانتيك” إن البرنامج هو تجربة لتوفير مساكن آمنة لسكان غزة خارج سيطرة حماس. وقد ترسخت فكرة المجتمعات الآمنة البديلة، أو ما يشبهها، بين كبار المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين لفترة من الوقت. وقال المسؤول في إسرائيل إن خطة المجتمعات الآمنة البديلة تم تقديمها في اليوم الذي افتتح فيه المركز.
ويقول مسؤول أمريكي في إسرائيل إن خطة المجتمعات الآمنة البديلة برزت بعدما أعلنت الولايات المتحدة عن مركز التنسيق المدني العسكري في إسرائيل لدعم الخطوات التالية لخطة ترامب.
ويرى مسؤولو الإدارة بأن خطة المجتمعات البديلة الأمنة هي الحل الأمثل، حيث يقود البيت الأبيض هذا المشروع. وقال كوشنر في مؤتمر صحافي عقد في إسرائيل الشهر الماضي أنه “لن تخصص أي أموال لإعادة الإعمار للمناطق التي لا تزال حماس تسيطر عليها”. وناقش بناء “غزة جديدة” على الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل، وذلك “لمنح الفلسطينيين المقيمين في غزة مكانا يذهبون إليه ومكانًا يحصلون فيه على وظائف ومكانا للعيش”.
وتشير المجلة إلى أن خطط مواقع الإسكان لا تزال غير واضحة: حيث يتغير عدد السكان الفلسطينيين المتوقع إسكانهم في كل تجمع جديد يوميا تقريبا. وقد قام فريق من المسؤولين العسكريين الأمريكيين والبريطانيين والإسرائيليين العاملين في المشروع بالفعل بمراجعة عدد السكان المتوقع إسكانهم في كل تجمع وتخفيضه إلى حوالي 6,000 شخصا، بأقل من التقدير الأصلي 25,000 شخصا. وكتب المسؤول الكبير في الإدارة للمجلة قائلا: “كل هذه التفاصيل قيد الدراسة ولا تزال الخطط قيد المناقشة حول أفضل السبل لتوفير السكن المؤقت الآمن لسكان غزة”.
وقال آخرون مشاركون في التخطيط لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في غزة إنهم قلقون بشأن تداعيات أي نهج يستثني الكثير من الفلسطينيين على الجانب الآخر من الخط الأصفر. وتحكم حماس غزة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، وللعديد من سكان غزة صلات بالجماعة المسلحة. ولا يعرف مصير الغزيين الذين يفشلون في اجتياز الفحص الأمني الإسرائيلي ويخشى أن تكون النتيجة النهائية لخطة “المجتمعات الآمنة البديلة” “مجموعة سكانية تنقل، ويعلن أنها في حالة جيدة وآمنة، ثم مجموعة سكانية أخرى يبدو أن جميعها تابعة لحماس، و”بالتالي فإن أي شيء يحدث في تلك المنطقة يكون مبررا”.
والمؤكد أن غزة بحاجة إلى أماكن سكن، حيث تم إدخال 7,400 خيمة منذ وقف إطلاق النار، حسب المجلس النرويجي للاجئين، مع أن 1.5 مليون غزي بحاجة إلى ملجأ.
تحمل الخطة الأمريكية أصداء ما فعلته في حرب فيتنام حيث دعمت الحكومة الأمريكية خطة لجنوب فيتنام لنقل الفلاحين من “القرى الإستراتيجية” ولعزلهم عن تأثير قوات الفيت كونغ
ووفق التقرير تحمل الخطة الأمريكية أصداء ما فعلته في حرب فيتنام حيث دعمت الحكومة الأمريكية خطة لجنوب فيتنام لنقل الفلاحين من “القرى الإستراتيجية” ولعزلهم عن تأثير قوات الفيت كونغ، لكن السكان كانوا في حالة بائسة ولم يكن بالإمكان التفريق بين المدني والمقاتل. كما عين الأمريكيون بالخطأ شيوعيا للإشراف على الخطة.
ويلفت التقرير إلى أن هناك الكثير من التحديات أمام المسؤولين عن مستقبل غزة وعليهم التصدي لها قبل نقل أي غزي للمجتمعات الجديدة. واعترف مسؤول أمريكي، على سبيل المثال، بأن الفلسطينيين قد يترددون في الانتقال طالما أن الجيش الإسرائيلي هو المسؤول. كما أنه من غير الواضح كيف سيتم ضمان المرور الآمن عبر الخطوط العسكرية لسكان غزة الذين تم التحقق من هويتهم والذين يرغبون في الانتقال.


www.deyaralnagab.com