|
صحافة :فانيتي فير: جمهوريون قد يتبعون غرين في استقالتها من الكونغرس.. وباتوا يكتشفون خطأ تحالفهم مع ترامب!!
25.11.2025
نشرت مجلة “فانيتي فير” تقريرا أعده إريك لوتز، قال فيه إن البرلمانية الجمهورية مارجوري تايلور- غرين، ليست وحدها التي اتخذت قرارا بمغادرة الكونغرس في بداية العام المقبل بعد خلافها مع إدارة دونالد ترامب بشأن ملفات مغتصب القاصرات جيفري إبستين، ودعم الحرب الإسرائيلية على غزة، بل هناك عدد من الجمهوريين يفكرون بنفس الطريقة.
ونقل لوتز عن نائب جمهوري قوله إن “فريق البيت الأبيض الجمهوري يعاملون كل أعضاء الكونغرس وكأنهم نفايات”. وأضاف أن إعلان غرين استقالتها من الكونغرس خلال الأسابيع المقبلة كان بمثابة تحذير للحزب الجمهوري.
فقد وصلت ممثلة جورجيا إلى مبنى الكابيتول كوجه للحزب الجمهوري الذي أعاد دونالد ترامب تشكيله على صورته، ولكن الآن، وبعد خلاف حاد مع الرئيس، ستغادر في كانون الثاني/ يناير كتجسيد للخلل الوظيفي في هذا الحزب.
ومن غير المرجح أن تكون المشرعة الجمهورية الوحيدة التي ستغادر. وكما أفاد جيك شيرمان من “بانشبول نيوز” يوم الاثنين، فإن العديد من الجمهوريين الآخرين في مجلس النواب يفكرون في ترك مناصبهم في منتصف الفترة الحالية بسبب إحباطهم من البيت الأبيض في عهد ترامب ورئيسه مايك جونسون.
وبعث عضو بارز في الحزب الجمهوري برسالة إلى “بانشبول نيوز” يقول فيها: “لقد عامل فريق البيت الأبيض بأكمله جميع الأعضاء معاملة النفايات. وقد سمح مايك جونسون بحدوث ذلك لأنه أراده أن يحدث”.
وأضاف العضو: “إن غطرسة فريق البيت الأبيض هذه تتفر الأعضاء الذين يتعرضون للمعاملة القاسية والتهديد”، مشيرا إلى أن المشرعين الجمهوريين لا يملكون سوى أمل ضئيل في الحفاظ على الأغلبية التي احتفظوا بها في مجلس النواب عام 2024. وتوقعوا المزيد من الاستقالات البارزة، وأن جونسون سيفقد منصبه.
وقال إن معنويات الحزب لم تكن في أدنى مستوياتها مثلها اليوم. وإن الحزب بعيد كل البعد عن المكان الذي كان فيه الجمهوريون في مثل هذا الوقت من العام الماضي. ففي عام 2024، كانوا قادمين من فوز انتخابي مدوٍ، فقد استولوا على البيت الأبيض واحتفظوا بالسيطرة على مجلس النواب واستعادوا مجلس الشيوخ، واعتقدوا أنهم قد منحوا “تفويضا” لإعادة تشكيل أمريكا بطريقة جذرية، كما ادعى ترامب بعد هزيمة كامالا هاريس.
لكنهم سرعان ما أساءوا استخدام هذا التفويض المزعوم، حيث سمح ترامب لإيلون ماسك باستخدام “منشار كهربائي” في الحكومة الفدرالية؛ وفرض “مشروع قانونه الكبير الجميل” غير الشعبي، وسعى إلى نظام تعرفات جمركية عدواني فاقم الوضع الاقتصادي غير المستقر الذي أخبر الناخبين أنه سيعالجه. وقد اشتد الإحباط العام من ترامب بشكل أكبر في الأشهر الأخيرة، وسط حملة إدارته الوحشية على الهجرة، والإغلاق الحكومي التاريخي، ومعالجته لملفات إبستين التي كانت حافزا للقطيعة بين ترامب وغرين.
في غضون ذلك، تم تهميش الكونغرس إلى حد كبير، كما أعربت غرين عن أسفها في بيان مطول أعلنت فيه استقالتها. وقد أسند جونسون الكثير من المهام التشريعية في غرفته إلى البيت الأبيض، الذي يدفع من جانب واحد بالرسوم الجمركية وينفذ ضربات على ما يزعم أنها قوارب مخدرات في منطقة البحر الكاريبي، بل استبدل ترامب الجناح الشرقي في البيت الأبيض بقاعة رقص فخمة.
ويبدو أن الجزء الأكبر من وظيفة جونسون، كما يؤديها حاليا، هو الوقوف أمام الصحافيين والقول إنه لم يسمع عن أحدث فضيحة لترامب. وقد بلغ هذا العام من الفوضى والجبن والفساد ذروته في انتخابات غير سنوية في وقت سابق من هذا الشهر، والتي قد تنذر بموجة زرقاء أو ديمقراطية في عام 2026.
وقد هيمن الديمقراطيون على السباقات الانتخابية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في المنافسات البارزة في فرجينيا ونيوجيرسي حيث فازت المعتدلتان أبيغيل سبنبرغر وميكي شيريل بانتخابات حاكم الولاية، وكذلك في مدينة نيويورك، حيث انتخب الاشتراكي الديمقراطي زهران ممداني خلفا لإريك آدامز في منصب عمدة المدينة.
وحتى ترامب أقر لاحقا قائلا: “لا أعتقد أن ذلك كان جيدا للجمهوريين”.
وتقول المجلة إنه من المفهوم سبب إحباط بعض الجمهوريين من الموقف الذي وضعهم فيه ترامب وجونسون المتملق. لكن أي مشرع يفكر في اتباع نهج غرين قد يرغب في النظر في المرآة قبل مغادرة مجلس النواب، وأن يسأل نفسه عما توقع حدوثه بالضبط عندما يتحالف مع ترامب.
في عام 2024، تعلم الديمقراطيون بالطريقة الصعبة مخاطر جعل معارضة ترامب جوهر هويتهم السياسية. وربما يدرك الجمهوريون أخيرا، بعد مرور عشر سنوات على هذه الحقبة البغيضة التي أطلقوا عليها “جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”، خطورة تأسيس هويتهم السياسية بأكملها على دعم الرئيس الأمريكي.
www.deyaralnagab.com
|