صحافة : فانيتي فير: لماذا ظل ترامب مهووسا بفكرة العفو عن نفسه؟!
13.11.2020
قالت مجلة “فانيتي فير” في تقرير لبيس ليفين، إن الرئيس دونالد ترامب ظل يسأل مساعديه إن كان بإمكانه القيام بعملية وقائية ويعفو عن نفسه.
وقالت إن ترامب في الوقت الحالي يخوض عملية غريبة تهدف لإلغاء نتائج انتخابات 2020؛ لأنه جسديا لا يستطيع الاعتراف بالهزيمة، وفي النهاية سيفشل وسينتقل جوزيف بايدن إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/ يناير 2021، وسيعود ترامب مواطنا عاديا بفارق واحد، وهو أنه سيعاني من ديون هائلة ومرارة تجعله يكشف عن الأسرار الوطنية كما يخشى المسؤولون الأمنيون.
ولكنه لن يكون قادرا على استخدام موظفي وزارة العدل كأعضاء في فريقه القانوني للدفاع عن نفسه أمام المحققين، وهذا أمر مقلق لرجل ارتكب عددا من الجرائم الكثيرة. ونعرف هذا لأنه حسب صحيفة “نيويورك تايمز” ليس “قلقا من التحقيقات الحالية في نيويورك، ولكن من تحقيقات فدرالية أخرى محتملة”.
وهذا يقودنا إلى السؤال المهم وهو محاولته العفو عن نفسه. والجواب أنه قد يفعل. وبحسب شبكة “سي أن أن” فقد ظل ترامب ومنذ عام 2017 يسأل مساعديه إن كان قادرا على العفو عن نفسه.
وكان التفكير مثيرا للدهشة؛ لأنه لم يكد يدخل البيت الأبيض، ولهذا كان منشغلا بالأمر حسب مسؤول سابق في البيت الأبيض، مع أنه طرح الأمر بطريقة غير مباشرة: “كنت أتحدث مع بعض الناس وسألوني: هل يمكن لرئيسكم أن يعفو عن نفسه؟.. وفكرت وقلت إنه سؤال عظيم، ولم أفكر بهذا ولكنه سؤال جميل”.
وسأل ترامب إن كان بإمكانه العفو عن عائلته، وهذا منطقي لأنهم يعملون معا في منظمة ترامب، وربما كانوا متورطين في عدد من أشكال التهرب الضريبي. وقال المسؤول السابق، إن ترامب سأل إن كان يستطيع اتخاذ قرارات عفوية وقائية عن أمور يمكن أن يعملها الناس في المستقبل، مثل الخروج من السجن لو قررت أن ترتكب جريمة في مرحلة ما في المستقبل.
ولم تكن هذه الأسئلة مثيرة للدهشة؛ لأن ترامب يفكر بعقل طفل كما يقول المسؤول السابق. و”عندما عرف بهذا أصبح مهووسا بسلطته على إصدار العفو. ودائما ما اعتقدت أنه أحبها لأنها طريقته لتقديم الخدمات”.
وأحب ترامب الفكرة التي منحته عصا سحرية للتخلص من أي تداعيات قانونية وإدانة جنائية يمكن أن يصدرها المسؤولون. وقال المسؤول السابق إن ترامب كان مسحورا بفكرة العفو لدرجة أن المسؤولين البارزين كانوا يطرحون الفكرة ويعرضون عليه نتائج أبحاثهم حتى يبعدوه عن موضوع يريدون حرف انتباهه عنه.
وقال شخص: “ظل يسأل عن الموضوع بشكل مستمر”. ويرى مساعد سابق، أن ترامب لن يفعل هذا؛ لأن هذا يعني أنه مذنب في أمر ما. وقال ترامب في تغريدة نشرها في حزيران/ يونيو: “كما قال معظم الباحثين القانونيين، فإن لدي الحق المطلق بالعفو عن نفسي، ولكن لماذا أفعل هذا ولم أرتكب جرما؟”.
لكن مسؤول البيت الأبيض السابق يعتقد أن الرئيس سيفعل. وهناك سيناريو يمكن من خلاله إقناع نائبه مايك بنس لأن يعفو عنه.
وتقول ليفين إن فريق ترامب القانون والمسؤولين في الإدارة قللوا من شأن فكرة العفو عن النفس. فلا توجد هناك سابقة ولم يتم امتحان الفكرة دستوريا. وهناك انقسام بين فقهاء القانون حول صحة العفو عن النفس.
وهي فكرة تمت دراستها في فترة الرئيس السابق نيكسون، حيث توصل الخبراء إلى أن الرئيس لا يملك السلطة للعفو عن نفسه.
وقال مكتب الاستشارة القانونية في عام 1974: “بناء على القاعدة الأساسية من أن أحدا لا يمكن أن يكون قاضيا على نفسه، فلا يمكن للرئيس العفو عن نفسه”.
وهناك إمكانية يعلن فيها الرئيس عن عدم قدرته على مواصلة عمله كرئيس لفترة مؤقتة ويسلم المهمة لنائبه الذي يصبح رئيسا ويعفو عنه. ثم يستأنف ترامب عمله أو يستقيل.
وحتى لو عفا ترامب عن نفسه، فلن يشمل العفو إلا الجرائم الفدرالية وليس التحقيقات الجارية والقضايا المدنية بما فيها التحقيق الذي يقوده النائب العام لمنطقة مانهاتن، سي فانس، والنائبة العامة لنيويورك ليليتا جيمس، اللذان يحققان في جرائم محتملة تتعلق بمنظمة ترامب.
وسيمشل العفو إلى جانب ترامب نفسه، المساعدين الذين ظلوا معه وأقارب الأقارب. ومنهم مايكل فلين وجورج بابادبولس وبول مانافورت. وزعم ترامب أن حملته الانتخابية كانت هدفا، وأن الذين أدينوا في حملته تعرضوا للمشاكل بسبب علاقتهم معه.
وقالت مصادر إن هناك تشارلز كوشنر، والد جارد كوشنر الذي حقق معه وأدانه حاكم نيوجرسي كريس كريستي قبل عقد. وكذا المسؤول المالي لمنظمة ترامب ألين وايزلبيرغ، الذي حصل على حصانة في قضية مايكل كوهين، وكذا ردوي جولياني الذي يتعرض لتحقيق فدرالي.
ودخل والد كوشنر السجن لأنه تلاعب بالشهود، حيث جعل عاهرة تغري صهره الذي كان يتعاون مع السلطات الفدرالية ضده، وصوّر الحادث وأرسل الفيديو إلى شقيقته.
وشمل العفو الذي أصدره ترامب، كريستيان سوسير الذي اعترف بامتلاك معلومات عسكرية. ولم تذهب هيلاري كلينتون للسجن بسبب الرسائل الإلكترونية.
والعفو عن سكوتر ليبي الذي أدين بالكذب تحت القسم لإعاقة مسار العدالة، وكذلك الشريف جوي أبرايو الذي قالت وزارة العدل إنه مارس أسوأ عمليات ملاحقة عنصرية في تاريخ الولايات المتحدة. وكونراد بلاك الذي كتب كتابا عن الرئيس “دونالد ترامب: الرئيس الذي لا يشبهه أحد” ووصف ترامب بالعبقري.
www.deyaralnagab.com
|