صحافة :إيكونوميست: العداء الخليجي مستحكم والمصالحة بعيدة وفتح الأجواء ليس حلا!!
11.12.2020
نشرت مجلة “إيكونوميست” تقريرا عن المصالحة الخليجية وما قالت إنه “خلاف تحاول دول الخليج تقديمه بصورة جيدة” مع أن النهاية الحقيقية له لا تزال بعيدة.
وأشارت في بداية المقال إلى كلام وزير خارجية قطر عام 2017 عندما فرضت أربع دول عربية حصارا على الدوحة، وأنه بعد ثلاثة أعوام من الحصار، آلاف من السياح الإسرائيليين زاروا دبي في كانون الأول/ ديسمبر ولأول مرة، أما القطريون فلا يسمح لهم بالزيارة. وسيكون لإسرائيل قريبا سفيران في دولتين من ست دول في مجلس التعاون الخليجي وهو نفس عدد السفراء القطريين، مع أن قطر هي دولة عضو في المجلس.
وترى المجلة أن العداء في الخليج يبدو مستحكما. وزار مستشار وصهر الرئيس دونالد ترامب، جارد كوشنر، كلاً من قطر والسعودية للدفع باتجاه تسوية. وقال وزير الخارجية السعودي لاحقا إن صفقة باتت على مرمى حجر. وصدرت أصوات مشجعة من القطريين. وحتى لو كانت هناك وعود لدفن الخلافات، لا تزال المصالحة بعيدة.
مسؤول قطري: “أصيب الناس بصدمة أربكت وعذبت النسيج الاجتماعي لمنطقتنا… والعودة إلى الوضع الطبيعي تحتاج لجيلين أو ثلاثة أجيال… ولو استطاع القطريون التحليق فوق دبي قريبا فلن يكونوا راغبين بالهبوط”.
ففي عام 2017 قدّم الرباعي العربي قائمة من 13 مطلبا لقطر منها إغلاق قناة الجزيرة وقطع العلاقات مع الجماعات الإسلامية مثل الإخوان المسلمين، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية. ولم تستجب الدوحة لأي من المطالب، بل على العكس زادت من المواجهة الإعلامية وقوّت علاقاتها مع تركيا.
ويريد الأمريكيون من الرباعي العربي بدء المصالحة بفتح الأجواء أمام الطيران القطري، وهو ما يصلح الحصار الذي أحدث ضررا بالنفس. فدول الحصار تريد من قطر قطع علاقاتها مع إيران، لكنهم وبإجبار عشرات الطائرات القطرية على التحليق فوق الأجواء الإيرانية، قدموا هدية لطهران بالملايين كرسومٍ على استخدام الأجواء.
وفتح الأجواء سيكون تقدما ولكنه ليس مصالحة. ولم يمنح كوشنر الذي سيغادر البيت الأبيض الشهر المقبل ما يمكن أن يسرع بصفقة. واعتمدت قطر التي تعتبر ثالث دولة في العالم من ناحية احتياطات الغاز الطبيعي على هذه الثروة وزاد نموها في الفترة ما بين 2017- 2018 رغم الحصار المفروض عليها، وهي ليست مجبرة على تقديم تنازلات. وربما اتخذت خطوة صغيرة بتخفيف نبرة الجزيرة التي كانت الجرس الذي يعبر عن علاقة قطر مع جاراتها.
وربما وعدت قطر بعلاقة أقل عدائية مع الجارات ولا يوجد شيء يمكن أن تقدمه أبعد من هذا. وربما كانت هذه الخطوات كافية لإرضاء السعودية، فالحصار أغضب الولايات المتحدة الشريكة لكل من قطر والرباعي العربي. وربما مثلت الخطوات لحل النزاع مناسبة لتقديم مبادرات للإدارة المقبلة لجوزيف بايدن. لكن بعضا من شركاء السعودية ليسوا متشجعين، ففي مصر لا تزال قطر مصدر قلق بسبب دعمها الإخوان المسلمين. أما الإمارات التي تعادي الإسلام السياسي، فردّت بفتور على المبادرة الدبلوماسية.
وتقول المجلة إن المصالحة بين السعودية وقطر ستضيف إلى قائمة الخلافات بين السعودية والإمارات. فقد سحبت أبو ظبي قواتها من اليمن العام الماضي، وابتعدت عن التحالف الذي تقوده السعودية هناك. وأبدى الإماراتيون قلقا من لهجة ترامب الداعية للحرب ضد إيران والتي شجع عليها السعوديون.
وفي الفترة الأخيرة حدث تباين في المواقف بشأن النفط. فقد عبّرت الإمارات عن إحباطها من الحد على الإنتاج الذي فرضته السعودية على الدول المنتجة والمصدرة للنفط. ومن هنا فالمجاملات الدبلوماسية لن تدفن الصدع بين أمير قطر وقادة السعودية والإمارات، فرغم كل الحديث عن دول الخليج “الشقيقة” أدخل الحصار مستوى من العداوات الشخصية في المنطقة، خاصة بين القطريين والإماراتيين.
وقال مسؤول قطري: “أصيب الناس بصدمة أربكت وعذبت النسيج الاجتماعي لمنطقتنا” و”العودة إلى الوضع الطبيعي تحتاج على ما أعتقد لجيلين أو ثلاثة أجيال”. ولو “استطاع القطريون التحليق فوق دبي قريبا فلن يكونوا راغبين بالهبوط” حسبما تقول المجلة.
www.deyaralnagab.com
|