صحافة : لوموند: بعد انقلاب العضو السابق في الفيلق الأجنبي الفرنسي.. شكوك وقلق في غينيا !!
06.09.2021
قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إنه بعد أربع وعشرين ساعة من إطاحة مجموعة في الجيش الغيني بالرئيس آلفا كوندي، ما زالت مناطق هناك رمادية في مجرى الأحداث. يخبر سكان وسط كوناكري أنهم استيقظوا في الساعات الأولى من صباح الأحد على وقع صوت الأسلحة الآلية على مشارف رئاسة الجمهورية الغينية الواقعة في شبه جزيرة كالوم. وقد قوبلت هذه الطلقات بـ“النيران الكثيفة”، بحسب شهود عيان، على الأرجح عناصر من الحرس الرئاسي ورجال المقدم مامادي دومبويا، الضابط الذي ظهر على شاشة التلفزيون الغيني كزعيم للمجموعة.
ويبدو أن رجال هذا الأخير، وهو عضو سابق في الفيلق الأجنبي الفرنسي سرعان ما سيطروا على الوضع، وألقوا القبض على الرئيس ألفا كوندي، كما ورد أنه تم إلقاء القبض على رئيس البرلمان أمادو دامارو كامارا، وهو الشخصية الثانية في الدولة التي توصف بشكل عام بأنها قاسية في نظام ألفا كوندي. ويبقى مصير وزير الدفاع، محمد دياني، صاحب الوزن الثقيل في السلطة، غير مؤكد.
وظهر الرئيس البالغ من العمر 83 عاما في تسجيل فيديو بثه مدبرو الانقلاب، وهو يبدو مهزوما، مرتديا الجينز وقميصا مجعدا، جالسا على أريكة تحت المراقبة العسكرية. وباستثناء بعض حالات الفرح في بعض الأحياء الموالية للمعارضة في العاصمة كوناكري، فقد ساد الهدوء المدينة، حيث إن “الناس خائفون، ويتساءلون ما الذي سيحدث بعد ذلك ويفضلون البقاء بأمان في بيوتهم بدلاً من فرك الكتفين مع الجيش”، كما تنقل “لوموند” عن أحد المواطنين تواصلت معه عبر الهاتف.
هذه الحركة الانقلابية، ازدهرت بسبب التوترات السياسية الشديدة كما توضح “لوموند”، مشيرة إلى أن المعارضة قد اختفت من البرلمان بعد مقاطعة الانتخابات التشريعية لعام 2020، في وقت ركزت فيه رئاسة الجمهورية معظم السلطة في يدها. وفي الأسابيع الأخيرة، هددت الزيادة في أسعار الوقود والإعلان عن خصم جديد على رواتب موظفي الخدمة المدنية بإشعال الاحتجاج مع غرق البلاد في أزمة اقتصادية تفاقمت بسبب الفساد، يشير مستثمر فرنسي.
ولا يوجد دليل اليوم على أن السلطة الجديدة ستكون قادرة على تصحيح الوضع وفق “لوموند” التي توضح أنه بعد ساعات من الانقلاب، تجاهل المجتمع المدني وأحزاب المعارضة، وهم راضون برحيل رئيس مكروه، أي مبالغة في التفاؤل. وقال عبد الرحمن سانو، المنسق الوطني للمجلس الوطني للدفاع عن الشعب: “لست متفاجئا بانقلاب عسكري في أعقاب الانقلاب الدستوري”. ويضيف: “سمعنا ببيانات المجلس الوطني للديمقراطية والتنمية التي تعد بانتقال شامل وسلمي، لكننا ننتظر تفاصيل حول الإجراءات”.
من جهتهما، أدانت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي هذا الانقلاب وطالبا بالإفراج عن الرئيس كوندي.
وما يزال الجميع في غينيا يتذكرون التجربة المؤلمة والمتعطشة للدماء التي مر بها المجلس العسكري السابق الذي قاده لفترة وجيزة (ديسمبر 2008 – ديسمبر 2009) الكابتن المثير للجدل داديس كامارا. لقد وعد هو أيضا بالأفضل، لكنه وقع في الأسوأ.
www.deyaralnagab.com
|