صحافة :الغارديان: بلير يدعو الغرب للتحضير للإرهاب البيولوجي والحذر من تهديد الهجمات الإسلامية!!
07.09.2021
بعد انتقاده قرار الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، عاد رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أحد مهندسي الحرب الطويلة في أفغانستان وغزو العراق للتحريض ضد الإسلاميين.
وفي خطاب ألقاه بمناسبة مرور 20 عاما على هجمات 9/11 حذر فيه كما حذر سابقا من قدرات صدام حسين في أسلحة الدمار الشامل أن اللاعبين من غير الدول قد يلجأون إلى الحرب البيولوجية الإرهابية.
وفي تقرير أعده باتريك وينتور أشار فيه لتحذير بلير من إمكانية تعرض الغرب لهجمات راديكاليين إسلاميين وعلى شاكلة 9/11 ولكن هذه المرة حرب إرهاب بيولوجي.
وتحدى بلير قرار الرئيس الأمريكي بايدن من خلال حثه الحكومات الديمقراطية عدم فقدان الثقة بقواتها العسكرية للدفاع عن وتصدير قيمها. وجاء في خطابه أمام معهد الأبحاث “روسي” في ذكرى هجمات القاعدة على الولايات المتحدة في 11 أيلول/سبتمبر 2001 أن التهديد لا يزال قائما وملحا. واقترح فيه أن “الضغوط الآنية والضرورات السياسية جعلت كلا من حلفاء المجتمعات الليبرالية والمفتوحة وأعدائها يؤمنون أن “زمننا قد انتهى”. وأضاف أنه يشعر بالكآبة عندما يسمع الرأي الذي يزعم بأننا “كنا حمقى لاعتقادنا بأن مفاهيم الديمقراطية والليبرالية والحرية يمكن تصديرها أو أنها قد تتجذر في أماكن من تضاريس المجتمع الغربي المتدهور”.
وأكد أنه وبر غم تراجع الهجمات الإرهابية فإن “الإسلامية: عنفا وأيديولوجية، هي تهديد أمني أول وفي حالة عدم مراقبتها فستأتي إلينا، حتى لو كان مركزها بعيدا عنا، كما ظهر من هجمات 9/11”.
وقال إن كوفيد-19 علمنا مسببات الأمراض القاتلة، و”ربما كانت الحرب الإرهابية البيولوجية تظل في مجال روايات الخيال العلمي لكننا سنكون حكماء لو حضرنا من الآن لإمكانية حدوثها على يد اللاعبين من غير الدول”.
ورأى أن الراديكالية الإسلامية لا يمكن مواجهتها من خلال الطائرات بدون طيار والقوات الخاصة. وتحدى الرئيس جوزيف بايدن بالقول إن بناء الدول يجب أن يكون جزءا من السلاح، وأن القوة الصلبة والناعمة مطلوبة، مقارنة مع قول بايدن بأن نهاية عشرين عاما من الحرب تطوي الصفحة على نهاية عهد بناء الدول. واعترف بلير بوجود قيود سياسية ضخمة على التدخلات العسكرية، وهو ما يمثل تحديا لكل من الناتو وبريطانيا. ويعتقد أن غياب الإرادة للقتال مع عدم القدرة على التفكير الإستراتيجي تمثل التهديد الحقيقي المفروض على النفس.
وحذر قائلا “لو علم العدو الذي نقاتله أنه كلما كبدنا خسرنا فإن قدرتنا السياسية على القتال تتآكل، فحينها تتضح بنية الحوافز”. واعترف ضمنا أن بناء الدول كما تم في أفغانستان قد فشل وأن القادة كانت لديهم فكرة ساذجة حول إمكانية تحقيقه والمدة التي يحتاجها. وأكد أن محاولة إعادة تشكيل الدول لم تفشل لأن الناس لا يريدون محاولات الغرب. وبالتأكيد “لم نستطع إعادة تشكيل أفغانستان للأفضل” لكن الأفغان لم يختاروا طالبان. وزعم أن آخر استطلاع رأي جرى في 2019 أظهر أن نسبة الدعم لطالبان لا تتجاوز 4%. وزعم أن طالبان غزت البلاد عبر العنف لا الإقناع.
ويعتقد أن المعوق أمام بناء الأمم ليس الشعب عادة ولكن قدرات المؤسسات والحكم بما في ذلك الفساد المستشري على مدى سنوات و”أكثر التحديات هو محاولة البناء في وقت تقوم به عناصر من الداخل بدعم من الخارج بالتدمير”. ولم يسم بلير أي دولة خارجية، لكنه يلمح إلى باكستان التي طالما اعتقد أنها تدعم طالبان منذ وقت.
وأضاف “بالنسبة لي فإن أكثر التطورات في الأوقات الأخيرة والتي تشغل بالي هو حس أن الغرب ليست لديه القدرة أو الوصفة الاستراتيجية، وهو تفكير قصير الأمد قلل من إمكانية التفكير على المدى البعيد”. و “هذا هو الحس أكثر من أي شيء آخر هو ما يعزز الشعور بالقلق لدى حلفائنا ويمنح أعداءنا الشعور بأن وقتنا قد انتهى”.
ويرى بلير أن الانتخابات المقبلة في فرنسا وألمانيا تعطي بريطانيا فرصة لإعادة علاقاتها مع الأوروبيين، وتبني على العلاقات القائمة في مجال الدفاع مع فرنسا. وأشار إلى أنه قلق للوضع في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والتي تمثل تهديدا أمنيا على كل أوروبا “وليست لدينا القدرة على مساعدة هذه الدول لإدارة المساحات التابعة لها أو الاعتماد على نفسها” و”هل نريد ترك الوضع يتفاقم حتى نواجه أخيرا موجات من الهجرة والتطرف من هناك أم أننا سنتعامل معه؟”.
www.deyaralnagab.com
|