صحافة : واشنطن بوست: لا يمكن التعرف على أفغانستان تحت حكم طالبان وعلى بايدن الحذر في مسألة الاعتراف بالحركة!!
23.09.2021
قالت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها، إن أفغانستان لا يمكن التعرف عليها في ظل طالبان، وعلى الرئيس جو بايدن التحرك بحذر، حيث تحاول الحركة الحصول على اعتراف دولي.
وعلقت الصحيفة على خطاب الرئيس الأمريكي يوم الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي دعا فيه للتعاون الدولي لمواجهة التغيرات المناخية وانتشار وباء كورونا، مرفقا كل هذا بوعد أن تلعب الولايات المتحدة دورا مهما.
وفي حديثه عن طي صفحة الحرب في أفغانستان التي بلغت ذروتها بسيطرة طالبان على البلاد الشهر الماضي، وعملية إجلاء دموية من كابول، قال بايدن: “نفتح عهدا جديدا من الدبلوماسية التي لا تكل”. وفي الوقت الذي كان الرئيس يتحدث، جلس ممثل الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة وأطاحت بها طالبان يستمع ملقيا بظله على قاعة الجمعية العامة مثل شبح بانكو (في مسرحية ماكبث). فهو يمثل قطعة من عمل استمر 20 عاما ولم ينجز.
وتقول “واشنطن بوست” إنه يجب على بايدن التحرك بحذر شديد في هذا الموضوع والحصول على أقوى صفقة ممكنة مع طالبان وإلا خسر المصالح الأمريكية، وعانى الشعب الأفغاني. وحاولت حركة طالبان التعجيل بالأمر هذا الأسبوع، وطلبت أن يتحدث الناطق باسمها سهيل شاهين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذا يعني التنافس مع الممثل الحالي غلام اسحق زاي، الممثل الحالي للحكومة السابقة، والذي سيلقي خطابه أمام الجمعية يوم الإثنين المقبل.
ومن المستبعد الاستجابة لطلب طالبان من قبل لجنة الاعتماد في الأمم المتحدة، التي تضم الولايات المتحدة، والتي لن تعقد اجتماعا إلا في نهاية الخريف. إلا أن التحرك يعطي صورة عن نية طالبان ترفيع وضعها الدولي بعدما سحقت آخر معقل للمقاومة وعينت حكومة فعلية.
واعترضت وزارة الخارجية الأمريكية على هذا التحرك، وهذا هو النهج الصحيح، لأن طالبان لم تستكمل بعد شروط الاعتماد الدولي، ولم يُفرج عن مليارات الدولارات المجمدة، وهي من ممتلكات الحكومة السابقة التي جمدتها الحكومة الأمريكية. ووعدت طالبان بحكومة شاملة تمثل الأفغان، ولكنها عينت تشكيلة من الرجال المتشددين والذين ينتمون في معظمهم إلى عرقية البشتون، بمن فيها عدد لا تزال أسماؤهم على قائمة العقوبات في الأمم المتحدة وآخر مطلوب لمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) وهو سراج الدين حقاني، الذي كُلف بحقيبة وزارة الداخلية. ولم يتم منح المرأة أية حقيبة، مع أن طالبان منحت حقائب رمزية شملت الأقلية الشيعية في أفغانستان.
والطريقة الوحيدة لإنشاء حكومة ممثلة وشاملة للجميع، هي عقد انتخابات بمراقبة دولية، إلا أن طالبان عبّرت عن رفضها للديمقراطية، وفرضت قيودا على تعليم الفتيات بما في ذلك منعهن من الدراسة فيما بعد الصف السادس، بحسب ما تقول الصحيفة.
ولكن الواقع على الأرض في صالح طالبان، التي تسيطر على كامل الأراضي الأفغانية، قبل الشعب الأفغاني أم لم يقبل. وهذا يعني أن على العالم التعامل مع طالبان في نقطة ما. ولم تعترف ولا دولة بالإمارة الإسلامية لأفغانستان حتى الآن. وحتى الدول التي لا تعنيها حقوق الإنسان مثل الصين وروسيا وباكستان الداعمة لطالبان، لا تثق بالحركة كي تمنع الجماعات الإرهابية من بناء موطئ قدم لها في أفغانستان. وهذه مصلحة تشترك فيها مع واشنطن وتمثل قاعدة نادرة للتعاون.
وكانت الولايات المتحدة قادرة على العمل من خلال قطر لتحقيق أغراضها المهمة، مثل إجلاء عدد من الرعايا الأمريكيين الذين ظلوا بعد الخروج. ويجب أن تمارس الولايات المتحدة دبلوماسية لا تكل، وتتسم بالصبر لو أرادت إدارة بايدن الحكم على طالبان بناء على المعايير الدولية للحكم، وما وعدت الحركة بالقيام به.
www.deyaralnagab.com
|