صحافة : ليبراسيون: في السودان.. شعب يواجه جيشه المدعوم من القاهرة وأبوظبي والرياض!!
26.10.2021
تحت عنوان: ‘‘في السودان.. شعب في مواجهة جيشه’’ خصصت صحيفة ‘‘ليبراسيون’’ الفرنسية ملفاً للتطورات في السودان على ضوء ‘‘الانقلاب’’ العسكري الذي شهده البلد فجر الإثنين.
وقالت في افتتاحيتها، إن تاريخ السودان تطبعه منذ عقود عديدة من الزمن سلسلة طويلة من الانقلابات والحروب الأهلية، وإن المعارك بين الفصائل والجماعات العرقية والحروب الدينية والبؤس المزمن هي نصيب السودانيين، كما أن استقلال جنوب السودان في عام 2011، والذي كان ينبغي أن يجلب بعض مظاهر السلام إلى المنطقة، لم يأت بأي جديد.
وأشارت “ليبراسيون” إلى أن مجلس السيادة العسكري- المدني، المسؤول عن قيادة التحول الديمقراطي الذي بدأ في عام 2019 بعد ثلاثين عاما من ديكتاتورية عمر البشير، قد وعد بإنعاش الاقتصاد، لا سيما من خلال التفاوض على تخفيف عبء الديون. غير أن هذه الوعود بقيت حبراً على روق.
تزايد الجوع ، وتصاعد الغضب الشعبي، وفقدت السلطة المدنية مصداقيتها، وسط شعور معظم السودانيين بخيبة أمل إزاء الفترة الانتقالية وعدم قدرة المدنيين على الانسجام مع بعضهم البعض وتحسين ظروفهم المعيشية. كما فشلت الحكومة في تأمين السلام في جبال النوبة والمناطق النائية، حيث ما تزال هناك مجازر وصراعات. يتعلق الأمر بالاستياء من المدنيين أكثر من الحب للجيش.
وكان ذلك بمثابة هبة من السماء للجنود الذين انتظروا بصبر وقتهم، حيث كانت محاولة الانقلاب التي شهدها السودان يوم الـ21 سبتمبر الماضي، بمثابة مرحلة تجريبية لمعرفة كيف سيكون رد فعل الشارع السوداني، وفق ‘‘ليبراسيون’’، التي أوضحت أن العسكريين السودانيين يحظون بدعم من مصر، المحكومة بقضبة حديدية من قبل رجل عسكري، وكذلك الإمارات والسعودية.
واعتبرت الصحيفة أن هذه البلدان الثلاثة تعارض بشدة نجاح الديمقراطية السودانية، حيث إن مصر لا تقبل أن يصبح هذا البلد أكثر استقلالية، وتعتبر النظام العسكري هو الأفضل، فيما يريد السعوديون والإماراتيون جعل السودان دولة يمكن الاستثمار فيها، لا سيما في الزراعة واستغلال المعادن لاجتياز مسار ‘‘ما بعد النفط’’، إذ يعتقدون أن العسكريين الموجودين في السلطة سيكونون تحت رحمتهم إذا تدفقت أموالهم إلى الخرطوم.
وبحسب الصحيفة الفرنسية، فإن تركيا وروسيا ستدخلان على الخط كذلك. وبالتالي، فإننا نشهد تحولاً مناهضاً للغرب في السودان، الذي يعد محور رقعة الشطرنج الأفريقية، خاصة منذ اعتراف الخرطوم بإسرائيل بناءً على طلب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وتساءلت ‘‘ليبراسيون’’: “هل ينجح الشارع في مقاومة هؤلاء العسكريين؟”. موضحة أنه علاوة على التغريدات البسيطة للتضامن مع السلطة المدنية، فإنه ما يزال لدى الدول الغربية روافع أو أدوات تأثير، اقتصادية خاصة، يجب تفعيلها إذا أرادت هذه الدول الغربية تجنب رؤية السودان، البلد الاستراتيجي في شرق أفريقيا، والذي سقط مجدداً بين أيدي الجيش.
www.deyaralnagab.com
|