اعلام :معهد أمريكي: بتأثير تركي كبير وإيراني ضعيف وبدعم إماراتي.. هكذا قلبت المسيّرات الحرب لصالح حكومة إثيوبيا!!
25.12.2021
أكد معهد “كوينسي ريسبونسبل ستيت كرافت” الأمريكي في تقرير على موقعه أن الحرب الإثيوبية أخذت منعطفًا دراماتيكيًا، بعد تمكن حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد من قلب المعركة لصالحها، وذلك باستخدام طائرات مسيرة من تركيا وأخرى صينية حصلت عليها من الإمارات، في المقابل كانت المسيرات التي حصلت عليها من إيران بدون تأثير كبير.
وأكد تقرير أليكس دي وال أن قوات “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” انهارت وتخلت عن خططها للسيطرة على العاصمة أديس أبابا، وانسحبت إلى حدود منطقة تيغراي، في وقت ما يزال فيه سكان تيغراي يتضورون جوعا بعيدًا عن الأنظار.
ويشير التقرير إلى أنه قبل شهر واحد فقط، كانت العاصمة أديس أبابا في وضع صعب بعد الهزائم المتتالية التي تعرضت لها قوات الدفاع الوطني الإثيوبية على يد قوات “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” التي كان بينها وبين المدينة أقل من 200 ميل.
قبل شهر واحد فقط، كانت العاصمة أديس أبابا في وضع صعب بعد الهزائم المتتالية التي تعرضت لها قوات الدفاع الوطني الإثيوبية على يد قوات “جبهة تيغراي” التي كان بينها وبين المدينة أقل من 200 ميل.
ولكن حتى لو كانت قوات “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” انتصرت في ساحة المعركة، فإن نجاحهم السياسي كان مشكوكا فيه حيث لم يشعر الإثيوبيون أو العالم الخارجي بأن لديهم برنامجًا سياسيًا قادرًا على تحقيق السلام والاستقرار، كما يؤكد التقرير.
وبحسبه ففي حين أن خطاب الحكومة انحدر في كثير من الأحيان إلى خطاب الكراهية ونزع الإنسانية عن الخصم، إلا أن الخطاب المهيمن لدى “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” كان أكثر إثارة للقلق.
ويلفت إلى أن الإثيوبيين استحضروا الممارسات غير الديمقراطية للجبهة عندما كانت في الحكم في الفترة من 1991 إلى 2018، مما جعلهم يخشون وصولها إلى السلطة.
وأعلنت “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” عن “جبهة موحدة” من مختلف الجماعات المتمردة، لكن أجنداتهم كانت غامضة.
وباستثناء “جيش تحرير أورومو” الذي لديه أتباع كُثر من جماعة أورومو العرقية الكبيرة، فإن أيًا من الجماعات الأخرى لم تكن ذات وزن كبير.
ويشدد التقرير أنه كما تفوق الهجوم العسكري لقوات “تيغراي” على دبلوماسيتها، وتزامن التقدم العسكري مع هشاشة سياسية، واستطاع آبي إعادة تجميع صفوف جيشه، في وقت كان فيه أكبر قلق لدى المجتمع الدولي هو الفوضى التي قد ترافق دخول “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” إلى أديس أبابا.
وفي وقت سابق من هذا العام، أدانت الولايات المتحدة إثيوبيا وحليفتها إريتريا على “التطهير العرقي” في غرب تيغراي وكلفت الدوائر المعنية بإعداد تقرير داخلي ينظر فيما إذا كانت الجرائم التي ارتكبتها القوات الإثيوبية ترقى لاعتبارها إبادة جماعية، ولكن مع تقدم “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” في المناطق المجاورة لأمهرة وعفر، تحول الموقف الأمريكي ودعت واشنطن “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” للانسحاب إلى تيغراي وخفضت من إلحاحها على انسحاب القوات الإريترية من إثيوبيا.
أرسلت إيران طائرات مسيرة لكن تأثيرها كان ضئيلًا ولم تكن بقدر أهمية طائرات “بيرقدار TB2” التركية التي أثبتت سابقا أنها حاسمة في ليبيا وفي الحرب بين أذربيجان وأرمينيا.
وأبقت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرها عن الإبادة الجماعية سريًا، بحجة أن النشر سيعقد الوصول إلى حل تفاوضي.
وهناك استنتاج منطقي واحد فقط من هذا القرار هو أن التقرير توصل بالفعل إلى أن إثيوبيا وإريتريا مسؤولتان عن جرائم إبادة جماعية بحق التيغراي.
وذكر المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي “جيف فيلتمان” الإثيوبيين بأن أمريكا دعمت رؤية آبي في بلد متحرر ومتعدد الأعراق، وأنهم أعجبوا بفوزه الانتخابي بنسبة 95%.
واعتبر التقرير أنه فيما لا يبدو الإطراء صادقا، إلا أنه يعكس الرغبة الأمريكية في استرضاء رئيس الوزراء الإثيوبي ليُبقي على الباب مفتوحًا.
ويشير إلى أنه فيما صورت دعاية آبي أحمد الأمر على أن الإمبريالية الأمريكية تتآمر لجلب “جبهة تحرير شعب تيغراي” إلى السلطة، وكان هذا الحشد القومي الإثيوبي إشارة إلى الصين وروسيا وقوى الشرق الأوسط بأن البلاد مستعدة لتكون بمثابة مسرح معارك لمنافسة جيو استراتيجية.
وفي الوقت نفسه، شعر “آبي أحمد” وحلفاؤه الجدد أن أمريكا تفتقر إلى العزم.
وفي رسالة إلى مجلس الأمن في 19 ديسمبر/كانون الأول، قال رئيس جبهة تيغراي “دبرتسيون جيبريمايكل” آسفًا: “لم نتلق رصاصة واحدة، ولا مركبة واحدة، ولا زيًا واحدًا، من أحد غير أنفسنا”.
وكانت “تيغراي” بالفعل بمفردها، وتلقى شعب تيغراي أقل من 10% من المساعدات الأساسية اللازمة لإطعام 5 ملايين شخص يعانون من انقطاع الخدمات الأساسية مثل الاتصالات والمصارف.
وفي الوقت نفسه، زار آبي أحمد عواصم أجنبية لحشد الدعم وتأمين الأسلحة.
وأرسلت إيران طائرات مسيرة لكن تأثيرها كان ضئيلًا ولم تكن بقدر أهمية طائرات “بيرقدار TB2” التركية التي أثبتت سابقا أنها حاسمة في ليبيا وفي الحرب بين أذربيجان وأرمينيا.
وتم تصميم هذه الطائرات المسيرة وتجميعها في تركيا، لكن المكونات مصنعة في الولايات المتحدة والنمسا وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا.
وفي الوقت نفسه، يقال إن الإمارات مدت جسرًا جويًا ضخمًا من الأسلحة لدعم إثيوبيا بطائرات “وينغ لوونغ” المسيرة الصينية، والتي لديها مدى أطول من النموذج التركي ويمكن أن تضرب ميكيلي عاصمة تيغراي، حيث يوجد قادة تيغراي.
وهناك أدلة سابقة على أن الإمارات قدمت الطائرات بدون طيار من خلال القاعدة الجوية في عصب في إريتريا (كانت تستخدم في وقت سابق للعمليات في اليمن) وذلك في الأشهر الأولى من الحرب قبل عام.
ووفقا لأولئك الذين شهدوا ضرباتها، فإن طائرات “وينغ لوونغ” دمرت سلاح تيغراي بشكل فعال.
واختفت تلك الطائرات المسيرة من سماء تيغراي عندما رحلت الإمارات من قاعدة عصب (بضغط من إدارة بايدن)، لكنها عادت الآن.
ويؤكد التقرير أنه حاليا، تواجه الولايات المتحدة وأوروبا وعدد متزايد من القادة الأفارقة 3 تحديات متداخلة بشأن الوضع في إثيوبيا.
الأول هو أن آبي لا يظهر أي اهتمام بآليات صنع السلام، بل إن أسلوبه يعتمد على صنع الصفقات الشخصية، وتظل الاتفاقية (التي فاز بسببها بجائزة نوبل للسلام) سرا بينه وبين الديكتاتور الإريتري “أسياس أفورقي” ورعاتهما في أبوظبي والرياض، ولم يعثر أي من محاوري آبي رفيعي المستوى على صيغة لجعله يشارك بشكل منهجي مع ما هو مطلوب للسلام.
أما الثاني فهو أن إثيوبيا قد ابتلعتها الآن دوامة صراعات القوة في الشرق الأوسط، وأصبح من الممكن جدًا تكرار سيناريو حروب الوكلاء المزعزعة للاستقرار التي رأيناها في ليبيا وسوريا واليمن، وهو ما أشار إليه بوضوح مبعوث الاتحاد الأوروبي الخاص السابق للقرن الأفريقي “أليكس روندوس” في وقت سابق من هذا الأسبوع.
أما التحدي الثالث والأكثر إلحاحا، فهو حدوث إبادة جماعية في تيغراي، وقد أوضح أفورقي نيته في سحق تيغراي، وإذا أعادت قواته احتلال المنطقة فلن يظهروا أي رحمة.
مدت الإمارات جسرًا جويًا ضخمًا من الأسلحة لدعم إثيوبيا بمسيرات “وينغ لوونغ” الصينية طويلة المدى من خلال قاعدة جوية في إثيويبا كانت تستخدم في عملياتها في اليمن
وتشير التقارير إلى أن قوات المشاة الآلية الإريترية تحتشد على حدود تيغراي بينما تستنزف الطائرات المسيرة قوات تيغراي.
ويقول التقرير إن آبي أحمد ومؤيديه قاموا بتصعيد وشرعنة خطاب نزع الإنسانية عن شعب تيغراي بأكمله في الوقت الذي يصرون فيه على أنهم يستهدفون “جبهة تحرير شعب تيغراي” فقط، ولكن يبدو أنهم غير صادقين.
ويعد أفورقي هو السيد الكبير في هذه اللعبة، وهو معتاد على القيام بضربته عندما يكون الاهتمام الدولي متجها نحو مكان آخر، فقد سحق حركة الديمقراطية في إريتريا بعد أسبوع واحد من 11 سبتمبر/أيلول، كما تزامن توقيت العمل العسكري ضد تيغراي مع ليلة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وبحسب تقرير “فمن المتوقع أن يستغل أفورقي موسم العطلات لذلك يجب أن يكون قادة العالم في حالة تأهب حتى لا تصبح احتفالات السنة الجديدة فرصة لذبح الأبرياء
www.deyaralnagab.com
|