صحافة : في مقال قبل عام، طالب ديزموند توتو بايدن الإقرار بامتلاك إسرائيل للسلاح النووي!!
28.12.2021
واشنطن –سعيد عريقات- غيَّب الموت يوم الأحد، 26 كانون الأول 2021، الشخصية الإنسانية الفذة؛ الأيقونة العنيد، ديزموند توتو، الذي اشتُهر بكفاحه المديد ضد التمييز العنصري، ومن أجل العدالة، وفي نصرته المظلومين، في جنوب أفريقيا والقارّة الأفريقية، ونضاله الذي لم يكل أو يتراجع ،من أجل حقوق الفلسطينيين في الحرية والعيش الكريم وإنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي المجرم.
عرف عن ديزموند توتو قوله :”إنك إذا كنتَ محايدا في حالات الظلم فقد اخترتَ أن تكون مع الظالم”.
قبل عام، يوم 31 كانون الثاني 2020 ، نشرت صحيفة الغارديان مقالا لعملاق الحق ديزموند توتو تحت عنوان : “على جو بايدن إنهاء التظاهر الأميركي بشأن الأسلحة النووية الإسرائيلية السرية”.
يبدأ توتو مقاله بالقول: “قامت كل إدارة أميركية حديثة بأداء طقوس شاذة عند توليها المنصب. لقد اتفق الجميع على تقويض القانون الأميركي من خلال التوقيع على رسائل سرية تنص على أنهم لن يعترفوا بشيء يعرفه الجميع: أن لدى إسرائيل ترسانة أسلحة نووية”.
ويشرح “جزء من السبب في ذلك هو منع الناس من التركيز على قدرة إسرائيل على تحويل عشرات المدن إلى غبار. هذا الفشل في مواجهة التهديد الذي تشكله الترسانة الإسرائيلية المروعة يمنح رئيس وزرائها (عندئذ) بنيامين نتنياهو شعوراً بالقوة والإفلات من العقاب ، مما يسمح لإسرائيل بإملاء الشروط على الآخرين”.
“لكن أحد الآثار الأخرى لنهج النعامة (التي تخبئ رأسها بالتراب) للإدارة الأميركية هو أنها تتجنب التذرع بقوانين الولايات المتحدة نفسها ، التي تدعو إلى إنهاء سخاء دافعي الضرائب لناشري الأسلحة النووية”.
ويقول توتو :”إن إسرائيل في الحقيقة ناشرة أسلحة نووية متعددة. هناك أدلة دامغة على أنها عرضت بيع أسلحة نووية لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا في السبعينيات وحتى أنها أجرت تجربة نووية مشتركة. حاولت حكومة الولايات المتحدة التستر على هذه الحقائق. بالإضافة إلى ذلك ، لم توقع قط على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية”.
ويوجه توتو أصبع الاتهام قائلا “ومع ذلك، دفعت الحكومتان الأميركية والإسرائيلية لغزو العراق بناءً على أكاذيب حول غيوم الفطر (النووية) القادمة. وكما قال مردخاي فعنونو، المُبلغ عن المخالفات النووية الإسرائيلية: لم تكن الأسلحة النووية موجودة في العراق – إنها موجودة في إسرائيل”.
ويشير القس الفائز بجائزة نوبل للسلام إلى أن :”ألتعديلات التي أدخلها السناتوران السابقان ستيوارت سيمينجتون وجون جلين على قانون المساعدة الخارجية تحظر المساعدة الاقتصادية والعسكرية الأميركية للناشرين النوويين والدول التي تمتلك أسلحة نووية، وأنه أثناء رئاسته للولايات المتحدةـ استخدم جيمي كارتر بمثل هذه الأحكام ضد الهند وباكستان”.
ويحتج توتو :”ولكن لم يفعل أي رئيس ذلك فيما يتعلق بإسرائيل. بل على العكس تماما. كان هناك اتفاق شفهي منذ الرئيس ريتشارد نيكسون لقبول “الغموض النووي الإسرائيلي” – للسماح فعليًا لإسرائيل بالقوة التي تمتلك أسلحة نووية دون مسؤولية. ومنذ الرئيس بيل كلينتون ، وفقا لمجلة نيويوركر ، كانت هناك هذه الرسائل السرية، فقد رفض الرؤساء والسياسيون الأميركيون الاعتراف بأن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية على الرغم من أن القانون يقدم إعفاءً من شأنه أن يسمح باستمرار التمويل إذا صادق الرئيس أمام الكونجرس على أن مساعدة ناشر الأسلحة النووية ستكون في المصلحة ألأميركية الحيوية”.
ويبين توتو أنه :”يمكن مقارنة نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل مع مثيله في بريطانيا. ومع ذلك ، فإن أموال دافعي الضرائب الأميركيين لإسرائيل تتجاوز تلك الأموال لأي دولة أخرى. بعد تعديله لمراعاة التضخم ، فإن المبلغ المعروف للجمهور على مر السنين يقترب الآن من 300 مليار دولار”.
ويهيب توتو بالرئيس الأميركي :”يجب أن تنتهي هذه المهزلة. يجب على حكومة الولايات المتحدة الالتزام بقوانينها وقطع التمويل عن إسرائيل بسبب امتلاكها وانتشار الأسلحة النووية …. يجب على إدارة بايدن الاعتراف صراحةً بإسرائيل كدولة رائدة راعية لانتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط وتنفيذ القانون الأمريكي بشكل صحيح. يتعين على الحكومات الأخرى – وخاصة حكومة جنوب إفريقيا – الإصرار على سيادة القانون ونزع السلاح بشكل هادف ، وحث حكومة الولايات المتحدة على الفور بأقوى العبارات الممكنة على التحرك”.
ويشرح توتو :”لقد كان الفصل العنصري فظيعًا في جنوب إفريقيا كما أنه أمرًا مروعًا عندما تمارس إسرائيل شكلها الخاص من الفصل العنصري ضد الفلسطينيين ، بنقاط التفتيش ونظام السياسات القمعية. وبالفعل ، فإن قانونًا آخر للولايات المتحدة ، هو قانون ليهي ، يحظر المساعدة العسكرية الأميركية للحكومات التي تنتهك حقوق الإنسان بشكل منهجي”.
ويخلص توتو :”من المحتمل تمامًا أن يكون أحد أسباب بقاء النسخة الإسرائيلية من الفصل العنصري أكثر من نسخة جنوب إفريقيا هو أن إسرائيل تمكنت من الحفاظ على نظامها القمعي ليس فقط باستخدام بنادق الجنود ، ولكن أيضًا من خلال إبقاء هذا السلاح النووي موجهًا نحو رؤوس الملايين. الحل ليس أن يحاول الفلسطينيون وغيرهم من العرب الحصول على مثل هذه الأسلحة. الحل هو السلام والعدالة ونزع السلاح”.
وينهي توتو مقاله مشيرا إلى أنه :”تعلمت جنوب إفريقيا أنه لا يمكنها أن تحصل على سلام حقيقي وعدالة إلا من خلال امتلاك الحقيقة التي من شأنها أن تؤدي إلى المصالحة. لكن لن يأتي أي من هؤلاء ما لم يتم مواجهة الحقيقة بشكل مباشر – وهناك القليل من الحقائق الأكثر أهمية التي يجب مواجهتها أكثر من ترسانة أسلحة نووية في أيدي حكومة الفصل العنصري”.
*القدس دوت كوم
www.deyaralnagab.com
|