logo
1 2 3 41058
صحافة : أوبزيرفر: لماذا عبأ الغرب قواه لدعم أوكرانيا ولم يفعل نفس الشيء مع البوسنة قبل 30 عاما؟!
04.04.2022

نشرت مجلة “أوبزيرفر” مقالا للصحافي إد فوليامي الذي غطى حرب البوسنة ومجازرها قبل 30 عاما “أوكرانيا مهمة وكذا كانت البوسنة، فأين كان الشجب حينذاك؟”.
وقال فيه “هذا الأسبوع سنتعرض لتقارير مروعة من أوكرانيا: القسوة الإجرامية والمعاناة الإنسانية والتصميم في مواجهة كل هذا. وقد تم شجب غزو فلاديمير بوتين على أنه أسوأ عنف تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية” ومع ذلك و”قبل 30 عاما هذا الأسبوع، تم تفجير عملية إجرامية مشابهة في البوسنة والهرسك. ففي 6-7 نيسان/ إبريل اعترفت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي باستقلال جمهورية البوسنة، لترد الميليشيات الصربية والقناصة الذين تدعمهم روسيا النار على العاصمة سراييفو بشكل فتح العنان لأسوأ مذبحة عانت منها أوروبا منذ الرايخ الأول، ونأمل ألا تحمل أوكرانيا اللقب، إن لم تكن حملته”. ولأن ذكرى تلك الحرب في سراييفو التي ستحيا أكثر تزامنا لأن الأصداء واضحة جدا وكذا صدمتها “نحن معكم ليس لأننا نقف معكم ولكن لأننا كنا هنا”. ولكن هناك خلافات مثيرة للدهشة، ففي الوقت الذي سارع معظم الغرب إلى دعم أوكرانيا، إلا أنه لم يتعامل مع العنف ضد المسلمين البوسنة والكاثوليك الكروات بالحيرة واللامبالاة وبين ما يطلق عليه بالمجتمع الدولي بالترضية وحتى دعم المعتدين الصرب وصرب البوسنة.
وفي بريطانيا قادت عملية الاسترضاء شخصيات توصف اليوم بالكبار في حزب المحافظين جون ميجر (رئيس وزراء سابق) ودوغلاس هيرد (وزير الخارجية السابق) ومالكوم ريفكند (وزير خارجية سابق) إلى جانب حلفاء من اليسار الدولي والمثقفين الراغبين بالمساعدة. وسلح الغرب المقاومة الأوكرانية للروس إلا أن الغرب فرض حظرا على تصدير السلاح لكل الأطراف مما أدى إلى تقييد الجيش البوسنوي الناشئ مما أعطى الطرف المعتدي المدجج بالسلاح الفرصة لمواصلة عدوانه.
وفي الوقت الذي دفع فيه “كابوس” أوكرانيا ما يسمى “المجتمع الدولي” للتحرك خلال ثلاثة أسابيع ترك كابوس البوسنة لمدة ثلاثة أعوام. وفي مثل هذا الأسبوع عام 1992، تعرضت سراييفو لحصار طويل، وبعد ثماني سنوات من الألعاب الأوليمبية. وقتل معظم السكان المسلمين في شرق البوسنة أو شردوا واعتقلت الكثير من النساء المسلمات واغتصبن في معسكرات الاعتقال. وحرقت القرى والمساجد بسبب الحصار في المناطق المعزولة التي اعتبرتها الأمم المتحدة “مناطق آمنة”.
وفي مناطق أخرى من البلد، كشف الكاتب لقناة “أي تي أن” عن معسكرات الاعتقال للمسلمين والكاثوليك في آب/ أغسطس 1992 والتي افتتحت منذ أيار/ مايو من نفس العام وقتل واغتصب آلاف المعتقلين. وفي تموز/ يوليو 1995 وبعد ثلاثة أعوام من الحرب الدموية أعدم 8.000 فوريا، وتم تسليم ضحايا الإبادة وبعد خمسة أيام من سقوط سبريرنيتشا “المنطقة الآمنة”، إلى القتلة من نفس الجهات الموكلة بحمايتهم. والبوسنة ليست عن الماضي فقط، فالناجي من معسكر اعتقال أومارسكا، ساتكو موجاجيك واحد من الذين تقدموا برسالة مفتوحة من عدة جماعات سلام في البلقان، حول التوتر الحالي الذي ولده حلفاء من قبل حلفاء روسيا من الصرب وصرب البوسنة الذين يريدون خلق “دونباس” لصرب البوسنة.
ويتساءل الكاتب عن السبب الذي يجعل البوسنة مهمة، كما هو الحال مع أوكرانيا؟ ويجيب دامير ساغولي، المرشد العسكري في أثناء الحرب، ويعمل الآن مصورا ومديرا لمؤسسة “ورن”: “لو كان لدينا عشر الدعم العام الذي حصلت عليه أوكرانيا وعشر معشار الدعم العسكري لتوقفت الحرب، ولأنقذت مئات الآلاف من الأرواح، وثلاث سنوات ضائعة وملايين البيوت”.
وقال الكاتب إن معظم الـ100 ألف من القتلى وملايين المهجرين كانوا من المسلمين السلاف ويرى معظم الناجين أن تواطؤ الغرب ضدهم جاء بسبب كونهم مسلمين ومسلمين فقط. ونفس السبب مع ضحايا الحرب البوسنية الذين كانوا من الكروات الكاثوليك ممن عانوا من نفس المصير الذي بدأ بتدمير فوكوفار، الواقعة على نهر الدانوب التي سويت بالتراب وأعيدت إلى العصر الحجري في بداية الحرب الكرواتية عام 1991.
وأضاف أن الحرب في البوسنة ربما كانت مذبحة قريبة جدا “قريبا من مدينة البندقية”، كما قال نائب الرئيس البوسنوي الصربي نيكولا كولجيفتش بطريقة ساخرة. وكان الموقف الأوروبي من البوسنة مثل أوكرانيا هو أن الحرب هي في داخل أوروبا وليس غير ذلك. ولعل السبب الوحيد وراء تعبئة الغرب دعما لأوكرانيا هو أن بوتين يملك أسلحة نووية خطيرة على الجميع، أما سلوبودان ميلوفيتش، الرئيس الصربي فلم يكن يملك ترسانة كهذه. وكان كل المحللين والصحافيين والمراقبين يعتقدون أن غارات مستهدفة من الناتو كافية لوقف الحرب سريعا كما فعل مع كوسوفو بعد سنوات.


www.deyaralnagab.com