logo
1 2 3 41059
لوموند: مخاطر اجتياح بري لغزة لا تحصى.. واقتراح ماكرون بتحالف دولي ضد “حماس” غير واقعي!!
26.10.2023

باريس: تحت عنوان: “إسرائيل- غزة.. المخاطر التي لا تُحصى للهجوم البري”.. قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية، في افتتاحيتها، إنه عندما غزت القوات الأميركية العراق، في العشرين من مارس/آذار عام 2003، ظاهرياً لمنع حكم صدّام حسين من استخدام أسلحة الدمار الشامل، افترض شركاء الولايات المتحدة الأمريكية في التحالف أن واشنطن استعدت لما بعد الغزو. وكانوا يعتقدون أن إدارة بوش لديها بالضرورة خطة لضمان التحول السياسي والعسكري في البلد الذي كانت تستعد للإطاحة بنظامه.
الواقع كان مدمراً، تذكِّر “لوموند”، إذ لم يقتصر الأمر على عدم وجود أسلحة الدمار الشامل فحسب، بل لم يكن لدى واشنطن خطة حقيقية لمرحلة ما بعد الغزو. وجد الجيش الأمريكي نفسه متورطًا في سنوات من حرب العصابات والقتال في المناطق الحضرية، ما تسبّبَ بأضرار جسيمة للسكان المدنيين، وبزعزعة استقرار الشرق الأوسط .
وقد ألمح الرئيس الأميركي جو بايدن إلى هذه الكارثة، خلال زيارته إلى تل أبيب في 18 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، للتعبير عن دعم بلاده لإسرائيل بعد الهجوم الذي نفذته حركة حماس يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وطلب من الحكومة الإسرائيلية عدم تكرار الأخطاء، التي ارتكبتها الولايات المتحدة “بسبب الغضب” بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 .
حلفاء إسرائيل يخشون خطر اندلاع حريق إقليمي في الشرق الأوسط، ومن تداعيات هذا العنف في المجتمعات الأوروبية، لا سيّما في فرنسا، حيث يعيش اليهود والمسلمون معاً
وأوضحت “لوموند” أنه رداً على هجوم “حماس”، قبل ثلاثة أسابيع، حشدت إسرائيل قواتها حول غزة، استعداداً لغزو الأراضي التي تسيطر عليها “حماس”، والتي استهدفتها الصواريخ لمدة أسبوعين، وذلك بهدف القضاء على حركة “حماس” التي تصنفها تل أبيب وحلفاؤها في واشنطن والاتحاد الأوروبي بـ “الإرهابية”. لكن حلفاء إسرائيل يكثفون تحذيراتهم لحكومة بنيامين نتنياهو بشأن مخاطر هذا الهجوم البري.
في نظر المسؤولين الأميركيين والأوروبيين، فإن هذه العملية خطيرة، ومن شأنها أن تدفع الصراع إلى بُعد جديد تماماً. فبالإضافة إلى التهديد الذي يثقل كاهل حوالي 210 من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، فإنهم يخشون العدد الحتمي من الضحايا المدنيين المتوقع سقوطهم جراء هذه العلمية، على الرغم من أن القصف الجوي قد تسبب، حتى الآن، بمقتل أكثر من 6500 من سكان غزة، وفقاً لـ “حماس”.
وتابعت “لوموند” القول إن حلفاء إسرائيل الغربيون يخشون خطر اندلاع حريق إقليمي في الشرق الأوسط، كما يخشون من تأثير عنف القتال على الرأي العام العربي، وتداعيات هذا العنف في المجتمعات الأوروبية، لا سيّما في فرنسا، حيث يعيش اليهود والمسلمون معاً.
وحاول الرئيس الأمريكي جو بايدن إقناع محاوريه في تل أبيب بوجود بدائل للهجوم البري، وقد أرسل إليهم جنرالاً أميركياً لديه خبرة في قتال المدن في الموصل بالعراق، ليشرح لهم ما يعرّضون أنفسهم له، في حال قاموا بهذا الهجوم البري.
واعتبرت “لوموند” أن اقتراح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، “المذهل” بإنشاء “تحالف إقليمي ودولي” لمحاربة “حماس”، مثل التحالف المنخرط في الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، هو اقتراح غير واقعي، ولكنه طريقة أخرى لمحاولة درء مشروع غزو غزة وعواقبه التي لا تحصى.
وأوضحت “لوموند” أن الخبراء الأمريكيين يشعرون بالقلق، بشكل خاص إزاء افتقار الحكومة الإسرائيلية إلى إستراتيجية “لليوم التالي”.
وتساءلت الصحيفة: على افتراض أن العملية ستحقق هدفها، ما العمل في غزة بعد ذلك؟ ومن سيدير المنطقة وسكانها المنكوبين؟ ماذا يعني بالضبط “القضاء على حماس”؟ وكيف يمكن منع هذه الحركة الراسخة بين السكان الفلسطينيين، منذ نحو أربعين عاماً، من النهوض من رمادها؟..
من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية لا تملك الإجابات على هذه الأسئلة، تقول “لوموند” في ختام افتتاحيتها هذه.


www.deyaralnagab.com