صحافة : غارة استهدفت أحد قادة حماس أسفرت عن استشهاد 126 مدني!!
29.12.2023
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقرير تحقيقي نشرته الجمعة، أن إسرائيل شنت غارة جوية يوم 31 تشرين الأول الماضي على مخيم جباليا، "استهدفت فيها قتل إبراهيم البياري، قائد كتيبة حماس في المخيم، الذي اعتقدت الاستخبارات الإسرائيلية أنه كان يدير المعارك ضد القوات ، ما أودى بحياة العشرات من الفلسطينيين الأبرياء في المخيم" وذلك بحسب ما قاله جيش الاحتلال الإسرائيلي للصحيفة .
وتقول الصحيفة "لكن استهداف البياري لم يكن من دون ثمن، إذا أسفرت الهجمة عن مقتل 126 شخصا على الأقل، والذين أصبحوا تحت أنقاض المباني المدمرة، في واحدة من الهجمات التي اعتبرت من الأكثر دموية في حرب غزة، بحسب منظمة "أير وورز Air-Wars" وهي منظمة غير ربحية مرتبطة بجامعة لندن وتحقق بمقتل الضحايا المدنيين في مناطق الصراع".
ويصف تقرير الصحيفة كيف "امتلأت الشوارع الشبيهة بالأزقة والمباني المتقاربة في حي بلوك 6 في مخيم جباليا للاجئين في غزة بالناس بعد ظهر يوم 31 تشرين الأول. ووقف البعض في طابور طويل أمام المخبز المحلي، فيما تم حشر آخرين بشكل أكثر من المعتاد في شقق صغيرة.
"وفي حوالي الساعة 3:30 بعد الظهر، أسقطت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدة قنابل كبيرة في نمط محكم على الحي. وأظهرت صور الأقمار الصناعية أن الانفجارات دمرت كتلة مستطيلة بالكامل، تاركة حفرا عميقة حيث كان يوجد أكثر من عشرة مباني، و بينما قتلت الغارة إبراهيم بياري، قائد كتيبة حماس في جباليا، الذي اعتقدت المخابرات الإسرائيلية أنه كان يدير معركة قريبة وعشرات النشطاء الآخرين، وفقا للجيش الإسرائيلي..
وتشرح الصحيفة "كان القرار بقصف حي حضري مكتظ بالناس في منتصف بعد الظهر لقتل أحد قادة العدو بمثابة الإشارة في وقت مبكر من الحرب إلى أن إسرائيل كانت على استعداد لاستخدام القوة الساحقة ضد قيادة حماس، حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة بإصابات أعداد كبيرة من المدنيين:.
وتشير الصحيفة إلى أنه في الأيام والأسابيع التي تلت ذلك، توغلت القوات الإسرائيلية بشكل أعمق في غزة، سعياً إلى تفكيك حماس رداً على الهجوم المفاجئ الذي شنته الجماعة المسلحة في 7 تشرين الأول، والذي خلف أكثر من 1200 قتيل في إسرائيل. وقد تسبب الهجوم الإسرائيلي في خسائر فادحة، حيث قُتل ما يقدر بنحو 21 ألف شخص، وفقًا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، الأمر الذي أثار إدانات من جماعات حقوق الإنسان ودول أخرى. وقد أبلغت إدارة بايدن، الحليف القوي لإسرائيل، مرارا وتكرارا حكومة رئيس الوزراء(الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو أن عمليتها العسكرية تتسبب في سقوط عدد كبير للغاية من الضحايا المدنيين".
وبناء على تحقيق أجرته الصحيفة معتمدة لقاءات مع ناجين وكبار ضباط في الجيش الإسرائيلي، تظهر الغارة الجوية في جباليا أن المخططين العسكريين الإسرائيليين قاموا "بسلسلة من الحسابات الخاطئة بناء على معلومات غير وافية" أدت إلى دمار وخسائر في الأرواح أكبر بكثير مما توقعوا.
وتوصلت الصحيفة إلى "ثلاث نتائج هامة" على حد وصفها:
1- إسرائيل قررت عدم تحذير المدنيين في المنطقة من غارة جوية وشيكة بإرسال رسائل هاتفية خوفا من منح المسلحين وقتا لإخلاء المنطقة.
2- استخدم الجيش الإسرائيلي على الأقل اثنتين من أكبر القنابل في ترسانته بدلا من ذخائر أصغر حجما.
3- حاول قادة القوات الجوية الحد من الأضرار الجانبية من خلال توجيه القنابل بين المباني، واستخدام صمامات لتأخير التفجير حتى تتمكن من اختراق الأسطح، لتدمير الأنفاق وإسقاط المباني القائمة فوقها.
وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان للصحيفة أنه "يلتزم بالقانون الدولي، ويوجه ضرباته إلى أهداف عسكرية ويستثمر موارد كبيرة لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين" وهو ما يفنده تقرير الصحيفة".
وفي بيان مكتوب، قال جيش الاحتلال إنه "ملتزم بالقانون الدولي، ويوجه ضرباته إلى أهداف عسكرية ويستثمر موارد كبيرة لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين". وأضاف البيان أن الجيش "لا يشن هجمات إلا عندما لا تكون الأضرار المتوقعة للمدنيين مفرطة مقارنة بالميزة العسكرية المتوقعة، بناء على المعلومات المتاحة قبل الهجوم".
وتنسب الصحيفة إلى مسؤول في جيش الاحتلال قوله أن "ضباب الحرب" يحول دون معرفة التفاصيل.
تقترب الحرب من شهرها الثالث، حيث تقدمت الدبابات الإسرائيلية إلى عمق بلدة في وسط قطاع غزة، الخميس، بعد أيام من قصف بلا هوادة أجبر عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية النازحة أصلا على شد الرحال في موجة نزوح جماعي جديدة، بحسب رويترز.
وقصفت القوات الإسرائيلية المنطقة المحيطة بمستشفى في قلب مدينة خان يونس، المدينة الرئيسية بجنوب قطاع غزة، حيث يخشى السكان من توغل بري جديد داخل الأراضي المكتظة بالعائلات التي شردت خلال الحرب المستمرة منذ 12 أسبوعا.
وقالت السلطات الصحية الفلسطينية في وقت سابق إن 210 فلسطينيين تأكد مقتلهم جراء الهجمات الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، ما يرفع عدد قتلى الحرب إلى 21320 شخصا، أو ما يساوي تقريبا واحدا بالمئة من سكان القطاع. ويخشى من تواجد آلاف آخرين من القتلى تحت الأنقاض.
www.deyaralnagab.com
|