logo
1 2 3 41059
الغارديان: على بايدن عدم إشعال فتيل الحرب بضرب إيران.. ووقف الدعم عن “الأونروا” خطأ وسط مجاعة في غزة!!
30.01.2024

نشرت صحيفة “الغارديان” مقال رأي أعده سايمون تيسدال، قال فيه إن قنبلة ضخمة قد تنفجر في أي لحظة بالشرق الأوسط، وعلى بايدن تجنب إشعال فتيلها بضرب إيران.
وقال الكاتب إن هجوم حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل، أشعل فتيلا بات يحرق الشرق الأوسط بكامله. واقتربنا اليوم من القنبلة الرمزية الضخمة التي ارتبط بها هذا الفتيل، وهو النزاع المباشر بين الولايات المتحدة وإيران والتي يمكن أن تنفجر وبتداعيات مدمرة.
ومع استمرار القصف على غزة ومقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، فعملية إشعال الفتيل تقترب شيئا فشيئا، بحسب الكاتب.
ويقول إنه من البحر الأحمر إلى سوريا والعراق ولبنان، يتراكم التصعيد على مدى أربعة أشهر، وتدفع به بشكل رئيسي الجماعات الموالية للفلسطينيين والتي تدعمها إيران. ومع مقتل ثلاثة جنود أمريكيين يوم الأحد في هجوم على قاعدة عسكرية أمريكية بالأردن، وجرح عدد كبير آخر من الجنود، والتي ألقى فيها بايدن اللوم على إيران، فهل وصلنا إلى نقطة اللاعودة؟ وهل هذا هو الحال؟ وهل ستنفجر القنبلة؟ يتساءل الكاتب.
وتقول إيران إنها ليست مسؤولة ولا علاقة لها بالهجوم، إلا أن قلة في واشنطن تصدقها، في ضوء تسليحها وتدريبها الميليشيات المحلية بالمنطقة تحت رعاية الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الذي قتل في 2020. فالهدف الإستراتيجي الإيراني الطويل، هو إخراج القوات الأمريكية من العراق وسوريا والخليج، وإنهاء الوجود الأمريكي بالمنطقة، كي تصبح هي القوة المهيمنة.
ومنحت هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، والرد الأمريكي البغيض والداعم لإسرائيل، إيران فرصة لا تعوض كي تحقق هذا الهدف. وليس من المعروف إن كان الهجوم على القاعدة العسكرية في الأردن، تصعيدا محسوبا من إيران، وإن كانت ميليشيا المقاومة الإسلامية أداة تصعيد، أم أن الهجوم كان وعلى خلاف هجمات أخرى “ناجحا” بطريقة غير متوقعة. وبعبارات أخرى، ربما أساءت إيران وحلفاؤها التقدير واتخذت خطوة مصيرية بدون قصد، والسؤال مرتبط بحجم ومدى الرد الذي سيقوم به الرئيس بايدن.
ولو توصلت إدارة بايدن إلى أن الهجوم جاء نتيجة “حظ” وفشل في دفاعات القاعدة، فربما تقرر أن تحدد الضربة بالمكان الذي انطلقت منه المسيرة. أما إذا توصلت لنتيجة مفادها أن الضربة هي خطوة تصعيدية -وهذا افتراض كبير- فربما يكون الرد الأمريكي أوسع، ويستهدف أرصدة إيران في المنطقة.
وكما أظهرت حرب غزة، وطريقة إدارة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بزعامة بنيامين نتنياهو لها، فالحسابات السياسية تلعب دورا كبيرا في فرض الحسابات العسكرية والسياسية، وبايدن يتعرض لضغوط كي يضرب طهران مباشرة.
وربما كان الغضب عاملا رئيسيا في ذلك، لكن هناك مزاعم الجمهموريين بزعامة دونالد ترامب الذي من الأرجح أنه منافس بايدن في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر، والتي تقول إن الرئيس كان ضعيفا في رده على الهجمات السابقة ومفاوضاته مع إيران بشأن الملف النووي وموافقته على تبادل السجناء.
وقال السناتور الجمهوري توم كوتون: “ترك الجنود مثل البط الجالس. والجواب الوحيد يجب أن يكون انتقاما عسكريا مدمرا ضد قوات إيران الإرهابية في الشرق الأوسط”.
وربما يكون بايدن قادرا على مواجهة الضغوط، في معركة إعادة انتخابه التي من المتوقع أن يخسرها. فقد توصل مستشارو بايدن أن إيران، رغم خطابها الناري والداعي للحرب، لا تريد حربا مباشرة تعرف أنها ستدفع ثمنا باهظا لها، وهذا منطقي.
ويعتبر الكاتب أن بايدن أساء التقدير في مرحلة ما بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر عندما قدم الدعم غير المشروط لإسرائيل، وما نُظر إليه بأنه صكٌ مفتوح لعمل ما تريد في غزة. ويبدو أنه سيرتكب نفس الخطأ الآن ولكنه بتداعيات أعظم. فانتقام أمريكي مباشر ضد إيران سيكون مدمرا، وسيطيل أمد الحرب في غزة، وسيؤدي بالتأكيد إلى رد من حزب الله ضد إسرائيل، وقد يحول النيران المحلية في العراق وسوريا إلى حريق يؤثر على استقرار الأنظمة الصديقة لأمريكا في مصر والأردن ودول الخليج.
ومواجهةٌ مباشرة مع إيران ستؤدي لتقسيم الديمقراطيات الأوروبية، بين الدول التي ستدعم أمريكا، مثل بريطانيا، وتلك التي تفضل الخيار الدبلوماسي مع إيران مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا. كما ستساعد الصين على توسيع خطابها المعادي للديمقراطية حول العالم، وتعزيز موقف روسيا في غزوها لأوكرانيا.
وأكثر من هذا، فقد تساعد نتنياهو الذي دعا لمعاقبة طهران في مرحلة ما بعد هجمات حماس، حيث تقوم سياسته على الحرب الأبدية.
وإن لم يكن كل هذا كافيا، فعلى بايدن ممارسة ضبط النفس لأن ضربة مباشرة ضد إيران لن تحقق أهداف الولايات المتحدة المزدوجة من حماية مصالح الأمن القومي الأمريكي وتغيير سلوك الملالي في طهران. والطريق الأسلم والأبعد عن المواجهة، والذي يجب على بايدن السير فيه، هو ما يريده العالم ومعظم الناخبين الأمريكيين، وهو معالجة جذور المشكلة، وعليه وقف القصف الإسرائيلي على غزة، ووقف إطلاق النار الذي سيحرر الرهائن الإسرائيليين، ويقود إلى مفاوضات موثوقة تنتهي بحل الدولتين.
وفي افتتاحيتها، قالت صحيفة “الغارديان” إن الحرب الإقليمية التي حاول بايدن منعها أصبحت واقعا، والأردن هو آخر المنجرّين إليها. ولن تنتهي الحرب المتصاعدة طالما ظلت شعلتها متقدة في غزة، حيث زاد عدد القتلى عن 26,000 شخص.
ومع ذلك، قامت الولايات المتحدة وبريطانيا وثماني دول أخرى بوقف الدعم عن وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعد مزاعم إسرائيلية بأن 12 من موظفيها ساهموا أو دعموا حماس في هجوم 7 أكتوبر. وقد أصابت الأمم المتحدة في التحقيق العاجل بالمزاعم، لكن سحب الدعم خطأ، فلدى الوكالة 13,000 موظف، وتقدم المساعدات لأكثر من مليوني شخص.
وحذر المقرر الخاص للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، من مجاعة محتومة وأكيدة في قطاع غزة. وبالنسبة للكثيرين في المنطقة وخارجها، فتعليق الدعم بسبب اتهامات موجهة لأفراد، يقف وبشكل صارخ كدليل على رفض قرارات محكمة العدل الدولية بأنه هناك حالة معقولة لإسرائيل كي تجيب عن اتهامات الإبادة في غزة. فاستئناف الدعم وتحرير الرهائن ووقف إطلاق النار هي ضرورة للمنطقة ككل. ومع نمو الحرب الأوسع وبطريقتها الخاصة، لم يعد هناك وقت لتضييعه، وفق ما تقول الصحيفة.


www.deyaralnagab.com