النقب : أهالي وادي النعم بين الترحيل اوالموت بالغازات السامة !!
بقلم : جهاد العقبي ... 17.05.2015
أكّد الشيخ لبّاد أبو عفاش رئيس اللجنة المحلية في قرية " اودي النعم" في النقب ان السبب الرئيس للوفاة في القرية هو الامراض الخبيثة والاورام السرطانية، مشيرًا الى انها نتيجة للغازات السامة المنبثقة عن التسرب المستمر من المختبرات الكيميائية الإسرائيلية.
وأشار الشيخ في تصريح لـه الى أن آخر الأبحاث والتقديرات تؤكد وفاة العديد من سكان القرية نتيجة الإصابة بالسرطان، " وهو امر ملفت للغاية، حيث يتضح أن عدد الوفيات بالسرطان في وادي النعم أكبر من عدد الوفيات في قرى أخرى".
وقال أحد العاملين في مصنع " تيفع" الإسرائيلي لصناعة الادوية مفضلا عدم الكشف عن اسمه ان " التسريبات في المختبرات مرعبة للغاية".
وأضاف :" عندما تتسرب الغازات، نسمع دوي صافرات الإنذار بشكل فوري، وبموجب التعليمات يجب على كل العاملين ارتداء الأقنعة الواقية فوراً، والدخول في غرف محّكمة الاغلاق، ثم الانتظار داخلها حتى تبتعد الغازات السامة عن المنطقة، بعد اغلاق الأنابيب الرئيسية المصولة بالمختبر".
ويتابع قائلاً احياناً "نضطر للخروج من المصنع إلى موقف السيارات بعد ساعات طويلة من الانتظار في الغرف العازلة، ونحن نرتدي اللباس الواقي نتيجة خطورة هذه الغارات السامة".
وقال الشاب وهو مهندس كيميائي يعمل في الشركة منذ 6 سنوات،:" تراودني مشاعر الحزن والأسى وانا ارى الأطفال من سكان وادي النعم وهم يلعبون بالقرب من بيوتهم المحاذية للمصانع الكيميائية، وانا على يقين أنهم استنشقوا جرعات من هذه الغازات دون أن يعلموا بتسريباتها الخطيرة، ودون ان يحصلوا على لباس واقي، او حتى انذار صوتي لكي يضعوا على الأقل خرقة مبلولة لتقيهم شر استنشاق دخان الغازات".
وأشار الى ان هناك "استهتار واضح في حياة هؤلاء الأطفال الابرياء، واهلهم".
يقول عفاش ابو لباد، ان سكان قرية وادي النعم هم اكثر من قدم تضحيات من أجل التشبث والتمسك بالأرض.
ويضيف بأن اهالي القرية طالبوا منذ سنوات الثمانينات بالرجوع إلى اراضيهم التي تحولت إلى معسكرات للجيش الاسرائيلي في مناطق "الخزعلي والمرتبة"، جنوب وغرب قرية وادي النعم.
لكن المؤسسة الإسرائيلية منذ اليوم الأول اصرّت على حشرنا وطردنا إلى بلدة شقيب السلام، وهو ما رفضناه ونرفضه.
ويتابع بأن المؤسسة الإسرائيلية تسعى في هذه الأيام لفرض مخططاتها بالقوة، حيث تنوي اغلاق وهدم 3 مدارس في القرية، ونقلها إلى بلدة شقيب السلام بالقوة، منوهاً أن هذا الأمر لن ينجح في اقتلاعنا من قريتنا، ولن نترك وادي النعم الا إلى ارضنا التي نهبتها المؤسسة، لصالح الجيش، واعلنت عنها منطقة عسكرية منذ عام 1958.
وتدعي المؤسسة الإسرائيلية ان نقل المدارس في قرية وادي النعم هو ضرورة لتفادي الغازات السامة.
في الوقت نفسه ترفض ارجاع سكان القرية إلى ارضهم بزعمها ان المنطقة عسكرية، وغير مسموح للسكان ان يتواجدوا فيها.
يقول لباد ابو عفاش ان المؤسسة الإسرائيلية حاولت نقل المدارس بالقوة سنة 1984، لكن السكان وقتها رفضوا القرار واضرب الطلاب عن التعليم مدة 4 شهور.
وهي اليوم تعيد المحاولة من جديد، بعد أن ضربت بقرارات المحكمة الاسرائيلية العليا عرض الحائط، ورفضت تزويد المدارس والروضات بشبكات الكهرباء والطرق.
لكننا يتحدث ابو عفاش بكلماتٍ واثقة، رغم الآلام والتضحيات التي يدفعها الصغار والكبار، مصممون على عدم النزوح عن القرية الا لأرضنا التي نهبوها بالقوة.
وبين هذا وذاك يبقى الأطفال الصغار يدفعون الفاتورة الأغلى من صحتهم وحياتهم، فيما تواصل الشركات في المنطقة مضاعفة ارباحها عاماً بعد عام، غير آبهة بما يدور من حولها من معناة تطوي جيلاً بعد جيل. المصدر : pls48
www.deyaralnagab.com
|