أهالي اليرموك يحسدون أهل غزة..!!
بقلم : سهيل كيوان ... 31.07.2014
كتب أحد سكان اليرموك لصديقه الفلسطيني من عكا رسالة قال فيها» أخي علي..لاحظت من خلالك ومن خلال كافة الأصدقاء الذين ينعمون بالعيش في الوطن أنكم تجاهلتمونا كليًا..وأن جُلّ اهتمامكم صار الحرب على غزه فقط!
نحن اللاجئون أساس القضية، مع أن قلوبنا تنزف دمًا على غزة، أستغرب منكم أنكم في هذا العيد لم تخصّصوا كلمة واحدة من أجلنا، أقول لك بصراحة…تمنيت أن أكون غزيًا وأنا أحسدهم جداً! لأنهم على أرضهم، وبين أهلهم، ويحاربون عدوًا معروفًا، حتى الأموات منهم يلقبون بدون تردد «شهيد»…أخي علي…»وطن بلا عيد..أفضل من عيد بلا وطن»، أنتم في الوطن..أما نحن المنسيون في هذا العالم…لا عيد ولا وطن، ما تزعل مني…هي فشة خلق طلعت بوجهك
كل عام وأسرتك بألف خير..(لاجئ)
أخي المهجّر بقوة السلاح والجريمة ولا أسميك لاجئًا، إن أبطال غزة يقاتلون على أرضهم، أرض فلسطين، والشعب يطوّقهم بالحب والتقدير لأن معظم أبناء الشعب هم مثلك ومثل ذويك من المهجرين، وبعضهم مهجّر أكثر من مرة، وهم ممن ذاقوا علقم الذل والهوان على يد احتلال عنصري مجرم، الفرق بينك وبينهم هو أنهم نجحوا بأخذ زمام أمرهم بيدهم.
الفرق يا أخي ابن اليرموك أنهم لم يمنحوك فرصة العمل على تحرير أرضك ولا هم سعوا لتحرير أرضهم، واكتفوا بالشعارات والخطب وحشد مسيرات التأييد والإعجاب بالسيد الرئيس، وتجاهلوا أرضهم وأرضك المحتلة، تجاهلوا أن قضيتك لم تحلّ بعد أكثر من ستة عقود.
تصور يا ابن اليرموك لو أن دول الطوق منحت فرصة للمهجّرين بالتخندق على خط النار وممارسة حقهم بالنضال من أجل حقوقهم، ألا تذكر كيف استغلوكم بداية الثورة السورية وفتحوا لكم الطريق فجئتم بصدوركم العارية إلى شريط وقف إطلاق النار كي يستخدموكم ورقة ضغط على إسرائيل والغرب لدعمهم في مواجهة الثورة!
تصوّر أن غزة المحاصرة ثماني سنوات تصمد وتقاتل وتربك حساباتهم ويطلب رأس العدوان من أصدقائه العرب والأمريكيين العمل على وقف لإطلاق النار مرات ومرات، تصوّر لو أن النظام الذي يحكم سوريا استغل طاقات بلده في تحرير أرضه بدلا من نهبها واستخدامها في قمع شعبه!
أخي المحاصر في اليرموك يحاول بعض المتفلسفين من أبواق الأنظمة المتخاذلة رمي مسؤولية ما يجري للمدنيين من إخوانك في غزة على المقاومة بحجج شتى مثل ميزان القوى المائل بشكل كبير جدًا لصالح العدوان وأن إسرائيل فوق القانون الدولي، وهي مدعومة من أمريكا والغرب، والدول العربية مشغولة بنفسها الآن.
أنت تعرف أن هذه هي رسالة التثبيط التي أراد رؤوس العدوان أن يوصلوها لأهل غزة وللعرب ولكل فكر مقاوم.
ليس صدفة أنهم استهدفوا الأطفال على الشواطئ وفي المتنزهات وأمعنوا بذلك، فهم يحاولون تغطية جرائمهم بجرائم أكبر منها، حتى أنهم ادّعوا أن صواريخ المقاومة هي التي سقطت في مشفى الشفاء وفي مدرسة الأونروا وفي المتنزه العام في أول أيام العيد تمامًا مثلما زعم النظام عندكم أن المعارضة هي التي استخدمت الغازات السامة ضد الشعب، لاحظ التشابه بين ممارسات المجرمين وتفكيرهم.
لقد ظنوا أنهم فوق القانون الدولي بالفعل لأنهم لم يجدوا من يتابع جرائمهم، فقد تم التراجع عن تحقيق غولدستون في جرائم الحرب التي ارتكبت عام 2009 في قطاع غزة، ومنح التفاوض العبثي منفذًا لجرائمهم، أما عندك فقد قايض النظام أسلحته الكيماوية مقابل غض الطرف عن جريمته، وأن يبقى محافظًا كما عهدوه على حراسة حدوده ممن قد تسوّل لهم أنفسهم بتحرير أرضهم سواء من الفلسطينيين أو السوريين!
لقد قام النظام عندك بشيطنة الثورة مثلما حاولت دولة الإرهاب شيطنة المقاومة الفلسطينية أمام الرأي العام المحلي والعالمي.
ولم يجد رأس العدوان الإجرامي حرجًا ليقول في مؤتمر صحافي «إن حماس تسعى لإبادة أطفالنا وشعبنا» علمًا أنه لم يقتل أي طفل إسرائيلي منذ بدء العدوان الحالي ولا نحن نريد لأطفالهم أن يقتلوا، بينما أحرق حتى الآن حوالي 300 طفل فلسطيني كثير منهم من أسرة واحدة وكثير منهم في حضن والدته أو والديه وأقول أحْرقوا لأنها محرقة وليست حربًا، فقد ألقوا حتى قبل يومين أكثر من عشرة الاف طن من المتفجرات على القطاع وهذا يعني أن حصة كل مواطن غزي من المتفجرات أكبر من حصته من الغذاء والدواء طوال العام.
عزيزي ابن اليرموك أنت تعرف أن الكيان العنصري عبر تاريخه لم يحتاج إلى ذرائع لممارسة عدوانه،وعندما لم يجد ذريعة واضحة اختلقها، ورغم ذلك هنالك من يجرؤ على تحميل المقاومة مسؤولية جرائم إسرائيل التي بدأت منذ عام النكبة حتى يومنا هذا، أنت تعرف أن الكيان العنصري هدم عشرات آلاف المنازل الفلسطيينة في قطاع غزة والضفة الغربية وقتل عشرات الآلاف وشرّد مئات الآلاف قبل أن تولد حماس وحتى حركة فتح من قبلها، وهذا الكيان هو الذي قمع انتفاضة سلمــــية سلاحهــــا الحجارة وكسر العظام لآلاف من إخوانك الفلسطينيين وقتل الآلاف منهم ثم طرد 412 من نشطاء الإنتفاضة الأولى إلى مرج الزهور عام 1992 وهم من عادوا لترسيخ نهج المقاومة، وهو الكيان الذي يعتقل الآلاف من أسرى الحرية بمحاكمات صورية أو بدون محاكمات، وهو الذي لا يحترم أي اتفاقات، وأنت تعرف يا أخي أنه رغم كل تنازلات المتنازلين والمتخاذلين الظاهرين والمتخفين وتنسيقهم الأمني لم يحصلوا إلا على مزيد من الإستيطان والإهانات، وأنت تعرف والعالم يعرف أن هذه الجولة من جرائم الحرب هي عقاب لإخوانك على المصالحة وهي حلقة أخرى من حلقات ضرب وتفتيت قدرة الشعب الفلسطيني على المقاومة لفرض الاستسلام عليه!
لقد راهن السخفاء بأن المجازر سوف تؤدي إلى ثورة الشعب في قطاع غزة على المقاومة! وهذا تفكير سخيف، فالمقاومون ليسوا مرتزقة، إنهم أبناء وأخوة هؤلاء الذين يقاتلون ويُقتلون، وهذا يزيد تلاحم الشعب والمقاومة في مواجهة العدوان!
هؤلاء يعرفون قوافل الشهداء واحدًا واحدًا ومن ارتكب المجازر بحق العمال والأطفال والمسنين والنساء والمقعدين ولن يحمّلوا المسؤولية إلا للمجرمين الحقيقيين.
عزيزي المحاصر في اليرموك،لا بد أنك تعرف أن صمود المقاومة ضايق الكثيرين! لأنها فضحت من يتمرجلون على شعوبهم، ومرغت شرف من أغلقوا الحدود أمام الثوار، ومسحت بالأرض والوحل شرف من أغلقوا المعابر أمام الآلاف من الجرحى المدنيين وعرّت أصحاب نظرية استجداء الرحمة من القتلة السفاحين، صمدت المقاومة في المواجهة العسكرية، وليهنأ السّفاحون والجبناء بدماء أطفال غزة، وأنت يا أخي المحاصر في اليرموك لا خلاص لك ولا لشعبنا ولا للعرب إلا بدحر الإحتلال والمجرمين على أشكالهم وألوانهم…
www.deyaralnagab.com
|