logo
ايران واذرعها بلعوا مليارات العراق من الدولار !!
بقلم : علي الكاش ... 06.03.2025

قال عمرو بن يكرب:
لقد أسمعت لو ناديت حيــا ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نار تفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رماد
(سرح العيون/466).
استغرب كثيرا عندما يصف البعض من المحللين السياسيين والإعلاميين قادة الأحزاب الحاكمة في العراق بالصقور، سواء صقور السنة او الشيعة، لدينا في التأريخ العراقي القديم والمعاصر الكثير من الرموز الوطنية بدلا من غربان الفساد والسرقة والعمالة، او عندما يصفونهم بالرموز السياسية، ومفهوم الرموز السياسية قابل للتأويل فالرمز السياسي قد يتحول بعد الثورة عليه وانهاء حكمه بالطاغية والمستبد والدكتاتور كما هو الحال مع الكثير من القادة السياسيين لعل آخرهم جزار دمشق المجرم بشار الأسد، والغريب مثلا ان تُطلق الألقاب بطريقة ساذجة لا تدل على معرفة الصفات التي تتوائم معها، فالسيادة تطلق على الرئيس، والجلالة على الملك، والأمير على من يتولى إمارة، والسلطان لمن يتولى سلطنة، والمعالي تطلق على الوزير، والسعاة على السفير.. وهكذا.
بل الأغرب منه ان يطلق على رجال الدين علماء، وهم ليسوا بعلماء والاحرى ان يطلق عليهم فقهاء او مراجع دينية او رجال دين، والأكثر اثارة عندما اطلق اغرب لقبين على اكثر رجال الدين إرهابا وابتعادا عن شرع الله، وهما الخامنئي وأبو بكر البغدادي بوصفهما خلفاء المسلمين، الخامنئي لا يمثل هو وشيعته اكثر من 10% من مجموع المسلمين الذين تجاوزا المليار، وأبو بكر البغدادي وتنظيمه الإرهابي كانوا بضعة آلاف من الإرهابيين، وجسدوا اخطر حركة إرهابية شهدها العصر الحديث، وما تركوه من دمار وتخريب وقتل في العراق وبقية الدول شاهد حي على ارهابهم، ورغم ان البعض لغاية في قلب يعقوب يحسبهم على اهل السنة، لكنهم دمروا المدن السنية وقتلوا عشرات الآلاف من أهلها، وخربوا المساجد والمتاحف وسرقوا الآثار، ولم يقوموا بأية اعمال إرهابية في المناطق ذات الغالبية الشيعية (جنوب ووسط العراق)، الاغرب منه ان زعيم الطائفية في العراق نوري المالكي هو من فتح لهم أبواب سجن أبو غريب وسمح لهم بالانتقال الى سوريا بعجلات باعتراف الوزير العراقي الأسبق حسن الشمري، وتمت العملية بهدوء دون مسائلة الإرهابي المالكي عن جريمته النكراء، كما ان زعيم حزب الله حسن نصر الله هو من ارسلهم بحافلات من مدينة عرسال اللبنانية الى الحدود العراقية السورية بإعتراف رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي الذي اعتبر المسألة غير مقبولة لا أكثر، هكذا بكل بساطة واريحية!
ما يدور في البال ويحتاج الى تفسير منطقي ان تنظيم داعش الإرهابي وخلفه تنظيم القاعدة قاما بعمليات في غالبية قارات العالم، ومنها الولايات المتحدة ودول اوربا، وكان العراق ومن بعده المملكة العربية السعودية الأكثر تضررا منها، وكانت بيانات تنظيم داعش الارهابي تصف الأسرة الحاكمة في السعودية بآل سلول، لكن ما يثير الشك والريبة ان هذا التنظيم الإرهابي لم يقم بأية عملية إرهابية في ايران، وهو غالبا ما يطلق وصف الصفوية والرافضة على الشيعة، بل انه لم يتطرق الى النظام الإيراني في جميع بياناته، فما يعني هذا؟
ومن المثير أيضا ان الدواعش ذوي ولاءين، ولاء للولايات المتحدة، وولاء لنظام ولاية الفقيه، انهم عبارة عن بنادق معروضة لمن يدفع تحت غطاء ديني.
عندما ذكر سيء الصيت عبد العزيز الحكيم الطباطبائي الاصفهاني انه يجب على العراق ان يدفع مائة مليار دولار للنظام الإيراني كتعويضات عن الحرب العراقية الإيرانية، على الرغم من انه لم يصدر عن مجلس الأمن الدولي ما يشير الى الطرف الذي بدأ الحرب، لكن كأس العمالة الذي جرعه الطباطبائي جعله يترنح ويهذي ويجاهر بعمالته، او قل اخلاصه لوطنه الأم إيران، ولم يتوقف الامر على المائة مليار فإضعافها هربت الى ايران، علاوة على الاستيرادات السلعية (معظمها بفواتير مزورة ومنتهية الصلاحية) التي تقدر سنويا بحوالي (12) مليار دولار، يضاف اليها (2) مليار دولار سنويا عن استيراد الغاز.
لم يقدم النظام الإيراني اية مساعدة في مجال الاعمار وتطوير الصناعة والزراعة والهياكل الارتكازية في العراق، على العكس من الولايات المتحدة، في رسالة من عشرة أعضاء في الكونغرس الأمريكي الى وزارة الخارجية الامريكية ذكرت بأن المساعدات الامريكية للعراق منذ عام 2014 لحد نهاية عام 2024 بلغت (12) مليار دولار. ما فعله ملالي طهران هو قطع المياه عن العراق، رمي الاملاح علي شط العرب الناشئة عن عمليات البزل، تسميم احواض الأسماك، حرق المزارع، مشاريع وهمية او غير كامله مثل بناء المدارس، تهريب الدولار من العراق عبر بنوك إيرانية، تفقيس الميليشيات الولائية، تعزيز النعرات الطائفية ومن ابرزوها تفجير المرقدين الشيعيين في سامراء، قصف آبار ومصافي البترول والغاز في إقليم كردستان العراق، نقل معاركها مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الى الساحة العراقية عبر ميليشيات الحشد الشعبي، دعم الدولة العميقة برئاسة عميلها نوري المالكي، تعيين رؤساء مجالس الوزراء بالتنسيق مع الجانب الأمريكي، تجريف البسلتين والتغيير الديمغرافي لإضفاء صفة الغالبية للشيعية على الشعب العراقي، تجنيس مئات الآلاف من الإيرانيين والأفغان والباكستانيين كعراقيين عبر سيطرتها على وزارة الداخلية العراقية، ( لشحذ الذاكرة العراقية، عندما أراد وزير الداخلية العراقي الغبان وضع رسوم على الزوار الإيرانيين للعراق حلال موسم عاشوراء للتجارة بدم الحسن بن علي، زاره السفير الإيراني مسجدي في مكتبه وبصق في وجهه، فألغى الوزير الرسوم)، منع قيام اية صناعة في العراق بإعتراف وزير صناعة عراقي سابق. انشاء فرع لمؤسسة خاتم الأنبياء العائدة الى الحرس الثوري في العراق باسم شركة المهندس (تيمنا بزعيم الحشد الشعبي السابق أبو مهدي المهندس) والتي استحوذت على غالبية الاستثمارات في العراق.
الحقيقة ان الغزو المغولي للعراق ارحم من الغزو الإيراني، وما فعله نظام الملالي في العراق أشد خرابا مما فعله الكيان الصهيوني في فلسطين. وبقدر ما نلوم نظام الملالي نلوم أيضا الحكومات الشيعية المتتالية وذيولها من اهل السنة، وعوام الشيعة من الجهلة والأميين على الانصياع التام للولي الفقيه الخامنئي وتقليده، بل ان شيعة العراق اشد طاعة لنظام الملالي من طاعة الصحابة للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، لم نجد في التأريخ الإسلامي من يقم بغسل رجل الزائر (الإيراني لكربلاء) وتقبيلها او شرب ماء الغسيل القذر الا في العراق خلال الحكم الشيعي، ولم نجد ضباط قادة بزيهم العسكري يعدون الشاي للزوار، ولا رؤساء جامعات يضعون صواني الطعام على رؤوسهم الجوفاء لزوار كربلاء، حتى العبيد لا يفعلوا هذه الافعال الشائنة لأسيادهم.
حصل العراق على أموال خيالية من تصدير النفط، كان من شأنها ان تجعله في مصاف الدول المتقدمة لكنها تبخرت بفعل الحكام الشيعة وذيولهم قادة السنة، ومطرت سحائبها في ولاية الفقيه، كان العراق الرئة الاقتصادية الوحيدة التي يتنفس من خلاله نظام الملالي، مع كل هذه الكوارث هناك من يدافع النظم الإيراني مستذكرا مأثرة إيجابية واحدة مقابل العشرات من السلبيات، وهي مساعدة العراق تسليحيا في حربه ضد داعش، مع ان العراق اشترى الاسلحة والذخيرة الإيرانية بأسعار مرتفعة وسدد اثمانها كاملة باعتراف رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، ولو قارنت بين ما قدمه العراق لإيران مقابل ما قدمته ايران للعراق لتبين لك اتساع الهوة.

هل رئيس مجلس الوزراء العراقي نزيها؟
غالبا ما يشيد البعض من قادة وزبابيك الاطار التنسيقي بنزاهة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مع انه مشارك في اكبر سرقة في العالم عندما اختفى (140 مليار دولار) من ميزانية عام 2014 بالتنسيق مع رئيس مجلس الوزراء السابق نوري المالكي، وكان السوداني يشغل منصب وزير المالية وكالة حينذاك. واعترف رئيس الوزراء اللاحق حيدر العبادي بأنه تسلم من خلفه المالكي ( القائد الضرورة حسب تعبيره) حوالي (3 مليار دولار) فقط لا غيرها.
يضاف الى ذلك مشاركة السوداني في مسرحية سرقة القرن (ما يزيد عن 2 مليار دولار) عبر الحصة التي تسلمها اخوه المدعو (عباس الشروكي) من نور زهير بطل المسرحية، ويقال انها حصة كبيرة جعلته يساهم في اطلاق سراح نور زهير، والسماح له بالخروج من العراق.
في اعتراف عدد من المختصين في الاقتصاد تعتبر فترة رئاسة السوداني من أكثر الفترات فسادا في المجال المالي والإداري والإعلامي بل والاخلاقي، ولكن لنترك هذا الأمر جانبا، ونرجع الى ما تركه رئيس مجلس الوزراء السابق (الرعديد) مصطفى الكاظمي لخلفه محمد شياع السوداني، لنحدد مقدار الأموال التي اختفت في زمن محمد شياع السوداني، لنحكم على حجم الكارثة.
تسلم السوداني من سلفه الكاظمي ما يلي:
85 مليار دولار في خزينة الدولة مؤمنة لرواتب جميع موظفي الدولة
134 طن من الذهب.
26 مليار دولار في قانون الأمن الغذائي
مبالغ كاملة لرواتب جميع موظف الدولة لمدة سنة واحدة، أي حوالي 75% من واردات الدولة، وهذا ما اعترف به محمد شياع السوداني نفسه بالقول أن الرواتب مؤمنة لمدة سنة كاملة.
انهم يدعون انهم من اتباع اهل البيت وهم سائرون على نهجهم، فهل اتصفوا ائمتهم بسيرتهم، ام انهم على النقيض من سيرة أئمتهم؟ نترك الحكم لأولي الألباب.

الخاتمة
قال الشاعر الحاج عبد المحسن الأزري :
صدقت بسعي حماتك إلا وعاد *** فاستبشري بالعود يا بغداد
لكن هل ستعود بغداد الى أهلها حقا؟ الحقيقة المرة انه من الصعب التكهن بهذا الأمر.


www.deyaralnagab.com