تكريث الكارثه:كيف فقدت الثورات العربيه وقَّارها الوطني؟!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 25.04.2013
**اي ثوره عربيه تعتبر النظام القطَّري او السعودي والرجعيه العربيه قدوتها وقبلتها هي ثوره فاشله وفاقده لكل مقومات الوقار الوطني والاخلاق الثوريه..على العرب ان يفرقوا اليوم بين ثورات الوقار الوطني وبين ثورات الخراب والعار اللتي تقودها الرجعيه العربيه والامبرياليه الغربيه....اما بعد..
قد يتساءل الكثيرون ما اللذي جرى وما اللذي حدث منذ اندلاع الثوره التونسيه حتى الان؟ ولماذا خفتت نيران الفرح العربي بثورات علقت عليها الشعوب امال كبيره في نقل العالم العربي من الدكتاتوريه والتبعيه الى الديموقراطيه والوطنيه و نحن لا نبوح سرا عندما نقول ان الكثيرون من العرب شعوبا وكُتابا قد ناصروا اندلاع الثورات واحتفوا بإسقاط الطغاه من امثال بن علي ومبارك وصالح والقذافي وما ان سمع العرب صدى الثورات وصدحها الاول من تونس حتى استبشروا خيرا بالقادم من ايام وبوداع زمن الخيانه والدكتاتوريه العربيه والدخول في طور مرحلة الديمقراطيه والوطنيه العربيه بعد عقود طويله على حكم اشنع وابشع انظمة حكم عرفها التاريخ العربي ,لكن ماجرى من احداث وتغير مجرى الثورات من شعبيه الى مسلحه وما رافق هذا التغيير من تدخلات وتداخلات ادى الى تغيير مجرى واهداف هذه الثورات لابل ماجرى هو ان هذه الثورات انحرفت عن مسارها و صارت معول في يد الاعداء مهمته هدم الاوطان وليس إعمارها من جهه وانحرفت عن مسار اسقاط النظام واستبداله بنظام ديموقراطي ووطني لتسقط الوطن وتدمر البلاد والعباد من جهه ثانيه وبالتالي تبدو النتائج حتى هذه اللحظه واضحه وهو ان هذه الثورات زرعت الفوضى والدمار وزادت الكارثه تكريثا في البلدان العربيه؟
من هنا وحتى لا يستمر الاعلام العربي المفبرك بإعتبار الشعوب العربيه مجرد "قطيع" وقاطره مجروره فلابد لنا من القول ان ثوره قبلتها وقدوتها النظام القطَّري او السعودي لايمكنها حمل هذا اللقب ولا الاستمرار في الترويج له لانها ببساطه ثوره خائنه بإمتياز للشعوب التي تدعي انها تدافع عنها من بطش الانظمه الحاكمه وما جرى ويجري في العالم العربي في هذه الاونه هو مخزيات تاريخيه وليست ثورات عربيه وطنيه هدفها الاطاحه بانظمة الخيانه والدكتاتوريه العربيه من المحيط الى الخليج والجاري منذ حين هو التفاف تأمري على الثورات العربيه قاد هذه الثورات الى الفوضى وادخلها معسكر الرجعيه العربيه والامبرياليه الغربيه لابل ماجرى ويجري هو إنتقائيه سياسه مقيته يُفرق فيها بين طغاه وطغاه اكثر عماله وخيانه وبالتالي ماهو جاري في بعض البلدان العربيه هو عرس دم خالص ومعركه قتل وقتل مقابل بين انظمه دكتاتوريه ومعارضه مدعومه من قبل انظمه عربيه اقل ما يقال فيها انها كانت وما زالت على مدى عقود اكبر وكر خياني تأمري واكبر معقل دكتاتوري في العالم وتلعب في هذه الاثناء دور بارز في تخريب وتضليل الثورات العربيه حتى تحافظ على عروش هذه الدكتاتوريات؟!.
...يخطأ غلام قطَّر الملطخ بالعار والخيانه ان ظَّن انه صار بقدرة قادر بطلا عربيا " قوميا"ّ داعما للثورات وهو النظام اللذي تحمي عتبة قصره وابواب "جزيرته" الطائرات والبوارج الامريكيه ويخطأ النظام السعودي الذي رقص رقصة العرضه مع المجرم بوش على جثث اطفال العراق ان ظن ان الناس نسيت تاريخه المخزي ليصبح اليوم بطلا قوميا يتبكبك على مصير الشعب السوري وهو النظام اللذي يتحالف مع الغرب ومع القوى الرجعيه السوريه حتى يخلق نظام رجعي في سوريا حليف لانظمة العار العربي .. الطيور تقع على اشكالها والذين يتحالفون مع انظمة العار تحت شعار الثوره هم جزء من هذا العار الوطني وليس الوقار الوطني وبالتالي وَّلى زمن اسلوب فضائية الجزيره وفبركة شعار "اما مع الثوره او النظام"..جميع الشعوب العربيه ضد الانظمه الدكتاتوريه دون استثناء وعلى راسها اوكار العار الذين افقدوا الثورات العربيه وقارها واحترامها من خلال تأمرهم على هذه الثورات وتخريبها عبر اشعال الحروب الاهليه كما جرى في ليبيا ويجري اليوم في سوريا ناهيك عن تخريب الثوره اليمنيه بالكامل وانهاءها نهائيا دون نتائج ملموسه!!
مؤخرا ظهر الرئيس المصري المخلوع مبتسما امام المحكمه ولربما شامتا بما الت اليه الامور في مصر الذبيحه ومصر الجريحه في اعقاب الثوره التي اطاحت بهذا الطاغيه الخائن اللذي ذبح عروبة مصر على مدى عقود من الزمن,لكن المفارقه لا تكمن في شماتة هذا البارك والهالك لابل في حال مصر ووضعها الاقتصادي الصعب في اعقاب الثوره وفي ظل حكم نظام جديد شبه عدمي خيَّب امال المصريين واطفأ شعلة حماسهم وإحتفاءهم بالثوره وبالنصر على الطاغيه المخلوع وماهو جاري في مصر الان هو ان نظام حكم مرسي تشربك في شرك تعقيدات وضع اقتصادي صعب دون ان تلوح ملامح امل في الافق لتهدأ من قلق وغضب المصريين على حالهم الذي لم يتحسن بعد الثوره والامر نفسه ينطبق تقريبا على وضع الشعب التونسي الذي اطاح بالطاغيه بن علي من اجل تحسين وضع ووضعية هذا الشعب واذ به ما زال يكابد الفقر والحرمان واستمرار الظلم والتهميش في مناطق تونسيه كثيره وعلى راسها المحافظات والمناطق التونسيه اللتي اشعلت الثوره التونسيه وكانت وقودها الحي...وسواء شئنا ام ابينا او كُنا مع الثوره او ضدها فالوضع في تونس ومصر سئ للغايه وهذا ما افقد الثوره بريقها ووقارها الى حد ان استطلاع للرأي في تونس اجرته مؤخرا احدى المؤسسات كانت نتيجته قول 51 بالمائة من المستطلع رأيهم أن الوضع في تونس قبل الثورة كان أفضل وأن 80.7 بالمائة يرون إدارة البلاد مخيبة للامال و87 بالمائة يرون الوضع الاقتصادي كارثيا والكثيرون غير راضون عن الوضع الامني ويشكون من الغلاء والبطاله والتزمت الديني في تونس مابهد الثوره...هذه النتيجه صادمه لابل كارثيه بعد كل هذه التضحيات الجسيمه الذي قدمها الشعب التونسي من اجل خلع بن علي والحماس والتحمس من اجل مستقبلا افضل والسؤال المطروح : لماذا فقد التونسيون والمصريون الامل في المستقبل؟ ومن اللذي احبط امالهم؟.. الجواب مركب, لكن المسؤوليه تقع بشكل مركزي على النظامين الحاكمين في مصر وتونس وتقاعصهم عن فتح حوار وطني صريح و تطوير قنوات اتصال مع الشعب لاقناعه بان المستقبل سيكون افضل وان البلاد تمر بفتره انتقاليه.. مؤسف القول ونتمنى ان يكون خطأ وهو ان النظامين الحاكمين في تونس ومصر انشغلا في ترتيب اوراق السلطه والحكم واهملا القضايا الاساسيه والملحه ولهذا كانت النتيجه خيبه جماهيريه كبيره في اعقاب ثوره شعبيه عظيمه؟
ما يجري في ليبيا "طخ وبناية فَّخ" وشظايا دوله متشظيه تصل سلبياتها حتى لدول الجوار الليبي..دولة ميليشيات بعيده كل البعد عن دولة المؤسسات التي حلم بها الشعب الليبي ناهيك عن ان الوضع الاقتصادي في هذا البلد اخذا بالتدهور مثله مثل الوضع الامني ايضا ناهيك عن ان الدمار ما زال سيد الموقف والاعمار يسير بشكل بطئ..ليبيا صارت عباره عن محميات ومحسوبيات تحكمها الميليشيات.. ببساطه صارت دوله فاشله كما هو حال العراق في اعقاب الاحتلال الامريكي.. سقطت الانظمه وظلت الشعوب تكابد شغف العيش والظلم في ظل حكم دول فاشله و ثلل فاسده نهبت ثروات بلدان عربيه كالعراق وليبيا الدولتين الغنيتين بالنفط والموارد الطبيعيه لكنهما يعجا بجيوش من الفقراء والسؤال المطروح : اين هي اخلاق الثورات ووعود التغيير والعداله في حين ان الاجتثاث هو عنوان المرحله في العراق وليبيا مثلا؟...في العراق يجتثون المعارضين ويعدمون الناس تحت عنوان " اعوان صدام" وفي ليبيا يصفون ويشردون ويدمرون مدن كامله تحت عنوان " مناصري القذافي" والسؤال المطروح : هل هذه اخلاق ثوره ام مسلكية رعاع وفاسدين؟..كيف تفرض العداله وانت تمارس عكسها من ظلم وساديه وهمجيه..كيف تريد محاربة الطائفيه وانت طائفي بإمتياز وتريد اجتثاث نصف سكان العراق؟..هل هذا وقار ام عار؟..كيف تريد صناعة شعب ديموقراطي وثقافة ديموقراطيه وانت تمارس الدكتاتوريه والهمجيه والاعدام على الهويه وتريد اجتثاث الاخر وتدوس على حقوق الانسان والبشر؟
...نعم لقد كفرت الشعوب العربيه بالتغيير والثورات لانه تبيَّن لها ان القادمون على ظهر الدبابات الامريكيه وتحت مظلة طائرات حلف الاطلسي مجرد لصوص وقطاع طرق وفاسدين لا اخلاق لهم وغير موقرين وهذا ما جعل ما يسمى بالثورات العربيه تفقد وقارها واحترامها؟..الشعب نعم اراد ويريد اسقاط الطغاه,لكن المتأمرين واللصوص ارادوا السلطه والثروه واستقدموا الاحتلال الامريكي الى العراق ومن ثم استعان لصوص اخرون بالناتو في ليبيا وها هي المعارضه السوريه تفعل الشئ نفسه بطلبها والحاحها على تدخل حلف الاطلسي عسكريا في سوريا.. لاحظوا مفارقة التأمر السعودي والقطري على العراق ومساندة احتلاله من قبل امريكا ولاحظوا كيف خلقت امريكا " القاعده" والصحوات في العراق لتشبك قَّرن العراق بصوفه والنتيجه عراق طائفي ومدمر, وكيف برمَّج النظام القطري الخائن والناتو عملية تفكيك الدوله الليبيه وإحلال الميليشيات بدل الدوله والامر نفسه يجري اليوم في سوريا...كُنا في زمن ماضي نتحدث عن جيش لحد العميل في جنوب لبنان وهاهو يصبح لا شئ مقابل اللحديون الجدد اللذين يستهدفون اوطان ودول عربيه كامله.. تكريث الكارثه هو الذي جرى والربيع العربي المزعوم صار علقم مر وهكذا للاسف فقدت الثورات العربيه وقَّارها الوطني الى حد ان تفقد دول عربيه كثيره ترابها واستقلالها الوطني ؟!
www.deyaralnagab.com
|