لماذا أتخذ تنظيم القاعدةمن إيران قاعدة؟ /2
بقلم : علي الكاش ... 19.05.2017
ذكر حازم الشعلان وهو نائب سابق في النظام الوطني السابق في العراق، ومعارض لاحقا ثم وزيرا بعد الغزو الامريكي للعراق عام 2003، وهو من شيعة جنوب العراق، اي غير محسوب لا على البعث ولا على اهل السنة خلال مقابلة مع العربية نت في منصف شهر مايس 2017 " عندما كنت في وزارة الدفاع، ألقينا القبض على شخص من القاعدة واعترف بأنه أتى من إيران ومقيم في إيران. ودخل السجن أيام حكم صدام بعد أن ألقت المخابرات العراقية القبض عليه، لكن بعد التغيير (2003) ومجيء الحكومة البديلة لصدام، خرج هذا الشخص من السجن في عملية تصفية السجون. هذا دليل على أن إيران هي من ساهمت في ترعرع الجانب القيادي للقاعدة حيث احتضنت إيران أفراداً من عائلات بن لادن كما أن طريقهم للدخول إلى العراق أغلبه من إيران التي تدعي بأن حدودها مؤمنة بالكامل".
من جهة أخرى نشر مكتب مدير الأمن القومي الأميركي الدفعة الثانية من خطابات الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وهي وثائق عثر عليها خلال الغارة التي نفذتها القوات الخاصة الأميركية في أيار/مايو 2011 على المجمع الذي يقيم فيه بن لادن في مدينة أبوت آباد الباكستانية، والتي أدت إلى مقتله وكشف الكثير من أسرار التنظيم. وجاء في بيان أميركي" أن القياديين الذين تستهدفهم العقوبات، مسؤولون عن تحويلات الأموال التابعة لتنظيم القاعدة في الشرق الأوسط وأيضاً تنظيم حركة المتطرفين من بعض دول آسيا إلى الشرق الأوسط.
والأشخاص الذين تستهدفهم العقوبات، هم:
فيصل جاسم محمد العمري الخالدي
وهو مسؤول أعلى في القاعدة وكان أميراً لإحدى كتائبها، ويمثل حلقة وصل بين مجلس الشورى في القاعدة وفرع في حركة (طالبان باكستان).
يزرا محمد إبراهيم بيومي
عضو في تنظيم القاعدة منذ عام 2006 ويعيش في إيران منذ العام 2014، وحسب بيان وزارة الخزانة الأمريكية كان له منذ منتصف العام 2015 دورا في إطلاق سراح عناصر من القاعدة في إيران. وفي بداية العام 2015 كان وسيطاً مع السلطات الإيرانية وقبل عام من ذلك جمع تبرعات للتنظيم. وأشار البيان إلى أن بيومي أرسل هذه الأموال إلى تنظيم جبهة النصرة، أي فرع القاعدة في سوريا.
أبو بكر محمد محمد غمين
كان مسؤولا عن التمويل والأمور التنظيمية لعناصر القاعدة الموجودين في إيران. وحسب البيان قبل انتقاله إلى إيران من وزيرستان في باكستان، كان يعمل ضمن جهاز الاستخبارات التابع للقاعدة".
هولاء هم أبرز القيادات الأخرى المحسوبة على النظام الإيراني وکانت وثيقة سرية تعود لعام 2008 وهذه معلومات نشرتها صحيفة واشنطن بوست الأميركية العام الماضي، كشفت فيها معلومات وبيانات تم جمعها من المقابلات التي أجريت مع مسؤولي الاستخبارات الأميركية الحالية والسابقة. وحسب الوثيقة، فإن بعض قادة تنظيم القاعدة والتي تحمل أسماء مستعارة تم إدراجها ضمن الشخصيات المحسوبة على النظام الإيراني، سيما بعد فرار العشرات من مقاتلي القاعدة إلى طهران بعد أحداث الحادي عشر من ايلول 2001. ومن هذه الشخصيات:
أبو حفص الموريتاني (محفوظ ولد)
كان يشغل منصب مستشار الشؤون الدينية لإبن لادن، وخبير القاعدة في إيران فيما يتعلق بالشريعة الإسلامية، واسمه الحقيقي محفوظ ولد الوليد.
أبو الخير المصري
كان رئيساً لمجلس إدارة تنظيم القاعدة، كما كان مسؤولاً عن العلاقات الخارجية للتنظيم، ومن ضمنها التواصل مع طالبان، كما تربطه علاقة طويلة الأمد مع زعيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري وزعيمها السابق أسامة بن لادن.
سيف العدل
عضو مجلس إدارة تنظيم القاعدة، وأحد المشاركين في التخطيط للعمليات الإرهابية وخبير الدعاية لتنظيم القاعدة، كما تبوأ في وقت سابق منصب رئاسة العمليات العسكرية للتنظيم، فضلاً عن تعاونه الوثيق مع أبو محمد المصري، ويتواجد حالياً في إيران.
أبو محمد المصري
وهو عضو آخر في مجلس إدارة تنظيم القاعدة، ويُعد من أكثر أعضاء القاعدة قدرة وتمرساً في تخطيط العمليات الإرهابية، كان الرئيس السابق لتدريب أفراد التنظيم، ويتواجد حاليا في إيران.
سليمان أبو غيث
عضو في مجلس الإدارة تنظيم القاعدة؛ والناطق الرسمي بإسم التنظيم خلال هجمات الحادي عشر من سبتمبر، قبل اعتقاله وتم حجزه في الولايات المتحدة. وهو صهر ابن لادن.
أبو الليث الليبي
يشتهر بإسم باسم عمار عاشور الرفاعي، عمل قبل مقتله بغارة طائرة أميركية بدون طيار كقائد شبه عسكري، كان نشطاً في شرق أفغانستان والمنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان، ومارس هناك الحكم الذاتي بصلاحيات كبيرة، ويتمتع بعلاقات طويلة الأمد مع كبار قادة التنظيم وكان مقيما في إيران.
عبد العزيز المصري
يعرف بإسم علي سيد محمد مصطفى البكري، عضو فعال في تنظيم القاعدة، وكبير خبراء المتفجرات والسموم، ضليع في مجال البحوث النووية منذ أواخر 1990، وتربطه علاقة وطيدة مع سيف العدل وخالد شيخ محمد.
أبو دجانة المصري
كان مدربا على التفجيرات الإرهابية قبل اعتقاله، وهو عضو في حركة الجهاد الإسلامي المصرية، وزوج ابنة زعيم القاعدة أيمن الظواهري.
محمد أحمد شوقي الإسلامبولي
عمل على تسهيل المهمات والعمليات لتنظيم القاعدة، وهو عضو بارز في الجماعات الإسلامية المصرية، كان على علاقة جيدة مع الاستخبارات الإيرانية في وقت سابق، وهو شقيق خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس المصري السابق أنور السادات
ثروت شحاتة
وهو نائب الظواهري السابق، وخبير في تخطيط العمليات الإرهابية، تجمعه علاقة حميمة مع قادة القاعدة سيما أبو مصعب الزرقاوي قبل مغادرته لإيران لاحقا ومقتله في العراقً.
علي مجاهد
خبير في المتاجرة بالمتفجرات، وتدريب المجندين على الحاسوب والإنترنت، وتسهيل حركة تنقل المتشددين رفيعي المستوى بين إيران والعراق، التقارير تشتبه به بتنفيذ الهجوم على مترو الأنفاق في نيويورك في كانون الأول/ 2005.
أبو أنس الليبي
ويشتبه بعلاقته بتفجيرات شرق إفريقيا عام 1998، وهو عضو بارز في تنظيم القاعدة، وعضو في الكتائب الليبية المقاتلة، قبل أن يعتقل ويحتجز في الولايات المتحدة.
أبو الضحاك التبوكي
ويعرف أيضا باسم علي صالح حسين التبوكي، عمل كممثل للمقاتلين الشيشان في أفغانستان.
خالد السوداني
عضو في مجلس شورى تنظيم القاعدة، ومن المفترض أن يكون موجوداً في باكستان وعلى الأكثر في إيران.
قاسم السوري
ويعرف أيضا باسم عز الدين القسام السوري، عنصر ارتباط بين قادة القاعدة في وزيرستان وباكستان والعراق، علاوة على تخطيط وتنسيق العمليات الإرهابية في أوروبا مع العديد من الخلايا التابعة لتنظيم القاعدة.
أبو طلحة حمزة البلوشي
وكانت مهمته تسهيل وتوفير مستلومات التنظيم الإدارية، ويعمل في إيران.
جعفر الأوزبكي
عمل كممثل للقيادة العليا لتنظيم القاعدة في عملية التفاوض على إطلاق سراح أعضاء القاعدة المحتجزين لدى إيران.
محسن الفضلي
وهو مؤسس تنظيم خراسان الإرهابي، وقد قتل في غارة جوية العام الماضي
ماجد الماجد
أمير كتائب عبدالله عزام وقد تدرب في إيران وتميز في تجنيد السعوديين للجماعات للتنظيم.
ومن أفراد أسرة بن لادن الذين كانوا في إيران ابنه سعد وأسرته وإخوانه وأخواته وأبناؤه محمد وحمزة ولادن وأخواتهم وخالتهم. علاوة على (محمد الحكايمة)، وبُعتقد انه مؤلف كتاب( إدارة التوحش). و(رفاعي طه) وهو من أبرز مؤسسي التنظيم، وشغل منصب رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية المصرية. و(محمد الظواهري) وهو شيقي أيمن الظواهري، ومن قيادات تنظيم الجهاد. و(مصطفى حمزة) مسؤول الجناح العسكري في الجماعة الإسلامية، وهو احد المتهمين بمحاولة إغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك. و(حمزة بن لادن) وهو ابن أسامة بن لادن والمرشح لقيادة التنظيم في المستقبل، كان مقيما في إيران، وهناك شكوك حاليا في بقائه في إيران او افغانستان.
ربما يتساءل البعض عن سبب تواجد بعض زعماء القاعدة في طهران رغم التباين المذهبي والأيديولوجي بين الطرفين؟
يجيب على هذا السؤال المحلل الستراتيجي اليهودي يوشي ميكلبرع بأن" إيران قد جعلت من نفسها زعيماً لمعسكر الإسلاميين المتطرفين بصرف النظر عن الإنتماءات الطائفية". وهو نفس التفسير الذي ورد في صحيفة التلغراف البريطانية في 14/11/2006 " قبل ذلك كانت هناك خلافات شديدة بين إيران والقاعدة. لكنهما أدركا بعدها بأن لديهما مصالح مشتركة". وهذه الحقيقة تفسر العلاقة الوثيقة بين النظام الإيراني وحزب الأخوان المسلمين رغم الإختلاف العقائدي الكبير بين الطرفين، والتي تطورت عام 1979 ولا سيما يعد إغتيال الرئيس أنور السادات من قبل الإسلامبولي. الذي سمت طهران أحد شوارعها بإسمه تيمنا بفعله المنكر، وقبلها أطلقت إسم سيد قطب زعيم حزب الاخوان المسلمين على أحد شوارعها!
بمعنى إن النظام الإيراني يأخذ بمبدأ ميكافللي"الغاية تبرر الوسيلة". المبدأ الذي إتبعه في حربه ضد العراق والذي عرف فيما بعد (فضيحة الوترغيت) حيث كان يستورد الأسلحة والأعتدة من الكيان الصهيوني في الوقت الذي يتبجح فيه بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وإلتزامه بالقضية الفلسطينية. لكن هذه المرة إستخدم النظام الإيراني ورقة أخرى ليبرر علاقته مع القاعدة بإعتبار أن كليهما يحارب قوى الإستكبار العالمي. وهناك الكثير من الدلائل حول العلاقة الوثيقة بين تنظيم القاعدة والنظام الإيراني، يمكن الرجوع إليها. ويأتي هروب عناصر من تنظيم القاعدة من سجن أبو غريب في عهد المالكي ضمن خطة مدروسة ليؤكد تلك العلاقة الوثيقة.
للمقال تتمة .. بعون الله.
www.deyaralnagab.com
|