الرد المطلوب على اللعب بمستقبل الجولان!!
بقلم : د.عبد الستار قاسم ... 26.03.2019
طبعا من المتوقع أن تنشط موجة التنديد والاستنكار والإدانة والاستهجان العربية بشأن قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بسيادة الصهاينة على مرتفعات الجولان العربية. الأنظمة العربية ستستنكر لكنها لن تقوم بأي خطوة عملية ردا على الغطرسة الأمريكية، علما أن بعض الأنظمة العربية لا بد أن شجعت الرئيس الأمريكي على اتخاذ هكذا خطوة. فضلا عن أن الأنظمة العربية لا تجرؤ على اتخاذ خطوات عملية خشية عقاب الولايات المتحدة لها. يد أمريكا في حلوق أغلب الحكام العرب والدويلات العربية من خلال مساعداتها المالية والاقتصادية وحمايتها العسكرية ، ولا يوجد حاكم عربي واحد لديه الاستعداد للتفريط بكرسي الحكم أو زعزعة استقراره من أجل الكرامة العربية والحقوق العربية.
الأنظمة العربية لا خير يرجى منها، وهي عبء على الأمة العربية وليست رصيدا. ولهذا من المفروض أن تأخذ الجماهير العربية دورها في الرد على الولايات المتحدة. وحتى تقوم الجماهير العربية بدورها، من الضروري أن يقوم المفكرون والمثقفون والكتاب والإعلاميون ورجال الدين بدورهم في تثقيف الجماهير وبث الوعي فيها حول العداوات الأمريكية المتكررة. لا بد من استنهاض أصحاب العلم والمعرفة والوعي لكي يقوموا بواجبهم وذلك بهدف: توعية الناس بالوقاحة الأمريكية واستهتارها بالأمة العربية وحقوقها، ومن ثم القيام بخطوات جماعية تجاه أمريكا والتي يمكن تلخيصها بالتالي: القيام بمسيرات وتظاهرات ضد الولايات المتحدة كمؤسسة رسمية، والتشجيع على مقاطعة البضائع الأمريكية. ولكي يتحقق رد فعل مؤثر، من واجب المؤتمر القومي العربي والأحزاب القومية واليسارية أن تعمل على حشد أصحاب الأقلام والمعارف والإعلام لاستنهاض الناس، وتحريضهم دفاعا عن الأمة العربية.
أما ما هو مطلوب من سوريا فأعظم، وهنا ألخص أمورا يمكن للنظام السوري أن يفكر بالقيام بها وهي:
1- الخروج من مبادرة السلام العربية لعام 2002 والتي توافق عليها أعضاء غرزة القمة العربية في بيروت. المفروض رفض هذه المبادرة الاستسلامية المغمسة بالخيانة والعار، والتأكيد على رفض الاعتراف بالكيان الصهيوني تحت كل الظروف.
2- مطلوب أيضا البحث من جديد في قرار الأمم المتحدة الخاص بتقسيم فلسطين رقم 181، والطعن بشرعيته وبصلاحية الجمعية العامة في تقسيم وطن لشعب عريق له تاريخ عظيم. مطلوب رفض القرار بعد تفنيده قانونيا .
3- مطلوب إحياء فكرة إعادة وحدة الهلال الخصيب، العراق وبلاد الشام. وهذا يتطلب تجديد رفض اتفاقية سايكس بيكو. وحتى يكون للرفض معنى عمليا، التركيز على وحدة سوريا الكبرى والعراق كرد حقيقي على رفض الاعتراف بالكيان الصهيوني والتأكيد على أن فلسطين جزء لا يتجزأ من أرض الشام.
مجرد الإدانة والاستنكار والتأكيد على أن الجولان أرض سورية لا يكفي. سوريا لا تستطيع تحرير الجولان الآن، لكنه بإمكانها اتخاذ قرارات تعيد عقارب الساعة إلى الوراء، وسيجد النظام السوري جماهير غفيرة تؤيده في هذا!!
www.deyaralnagab.com
|