"سراج عشق خالد" !!
بقلم : حسن عبادي ... 09.02.2021
لاهتمامي بأدب السجون، بدأت بالتواصل مع أسرى خلف القضبان ويكتبون، وتيقّنتُ أنّ الكتابة خلف القضبان متنفّس للأسير، فهو من خلالها، يحلّق ويعانق شمس الحريّة؛
يُعنى أدب السجون الكلاسيكي بتصوير الحياة خلف القضبان وخارجها، كما يناقش الظلم الذي يتعرّض له السجناء، والأسباب التي أدّت بهم إلى السجن، حيث يقوم السجناء أنفسهم بتدوين يوميّاتهم وتوثيق كل ما مرّوا به من أحداث داخل السجن، فهو إذا صح التعبير، "رواية السيرة الذاتية".
يقبع معتز الهيموني في السّجن منذ 25 نيسان عام 2002، أمّا تجربته المختلفة والمُلفتة؛ نجده حداثيًا خرج عن المألوف في رواية أدب السجون، رغم سوداويّة الحياة نحن محكومون بالأمل، والأمل مزروع في كلّ طيّات الرواية رغم نهايتها المأساويّة.
حين التقيت معتز وجدته يتحدّث عن الكتابة من خلف القضبان وأهميّة نقل الأفكار المسجونة، والتعامل بحسّ بالغ مع الفكرة وليس نسيجًا للمفردات، ومن هنا جاءته فكرة إقامة وتأسيس "ملتقى أكاديميّة الشعلة الفكريّة" في الخليل، همّه رغم وجوده خلف القضبان، أنّ أخلاقيّات الإنسان الثائر والمناضل "مش كيف كان..كيف لازم يكون"! وصحوة شعبنا الذي يعيش في حالة هذيان، ويرى بصيص الأمل في بداية صحوة في الداخل الفلسطيني.
ضمن سرد بوليسيّ شيّق وجذّاب ينسج رواية الصراع الاستخباراتي الفلسطيني الاسرائيلي، لينبّه شعبنا ويدقّ جدران الخزّان، يتناول وسائل الاستخبارات الاسرائيليّة للإيقاع بالأبرياء وتجنيدهم لخدمتها بشتّى الطرق، نتاج الحاجة والعوز والابتزاز.
يطرح معتزّ الأمور بجرأة، دون مواربة، ليُشير؛ أنّنا شعب عاديّ يعاني من قضيّة العملاء المستشريّة، ينادي بفضح العمالة والإسقاط وتعرية الخطيئة، فالاختراق الأمني حجر عثرة في طريق الحريّة.
معتز الهيموني نصير المرأة، وللمرأة دور نضالي مميّز في الرواية، ومنح نسرين شرف قتل أخيها راضي العميل وتخليص المجتمع منه لتقول: "لن أحرم نفسي شرف ما فعلت مهما كان الثمن، أنا من قتله، ليعلم الكبير والصغير أنني غسلت عاري بيدي".
(حيفا)
*** تظهيري لرواية "سراج عشق خالد" للأسير معتز الهيموني(336 صفحة، صَف داخلي: يوسف خندقجي، تدقيق لغوي: أ. غياث الجازي، منشورات المكتبة الشعبيّة ناشرون، 2021)
www.deyaralnagab.com
|