ملائكة الصغار!!
بقلم : زين حبش عالول ... 19.05.2021
ليس فلم أو مسرحية حيكت بإتقان بل واقع مرير كالعلقم المر يعيشه أجيال من عشرات العقود التي تربو على أصابع محروقة من حكم عنصري ومجرم ليس له هوية ..!!
يا إلهي طفلة ذات الخمس سنوات تسبح سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله !!والقذائف فوق رأسها تثقب أذنيها من صدى قوي عنيف يسبق مناشدتها بالتسبيح للرحمن !!!
بتعابير وجه أصفر تقلب الهموم.. !!وعيون واسعة جاحظة تحبس الدموع.. تقول، كنت نائمة بجانب أمي واستيقظت في الصباح لأجد أهلي بجانبي جثث هامدة بلا نفس ولا حراك…
رأيته واجماً بجانب جثمان أمه الطبيبة وأخواته تحت الركام، شعره الأشقر المغبر واقف كقنفذ كاشف ما حل بأسرته من ويلات وهموم …في عيونه حيرة وغضب واشمئزاز وفي كلماته شكوى وأنين ..يعجز عنه اللسان !..هو الوحيد الناجي من تحت أنقاض الركام ..!
يحمل حقيبة أمه التي توفيت ويشاطر أخته الحذاء الذي يملكه..! ويتأبط ذراعها الاخرى لأنها كل ما يتملكه !!! حقاً.. عن أي ألم تتحدثون !!وعن اي عدوى أو مصيبة تشعرون!! وأي حس بالإنسانية تملكون… !!! أسمعتم بأطفال كبروا في لحظات وسويعات !!!!
فقط إنهم أطفال غزة هاشم ومن تلقتهم ملائكة الرحمن .. هم صغاراً ؟؟ لا بل هم كباراً علموا الكبار أنهم يحبون الحياة التي ترفض منحهم العيش بالأمان إسوة بصغار العالم في بقية البلاد ..! ما أقسى الظلم عندما يتكرر من الأجداد للصغار.. وما أعمق الألم عندما يطول الأطفال !!
هم يعطونا دروس في العزة والكبرياء في عالم الظلم والإنكسار و الظلام ..!! في القدس وفلسطين بيوت تسرق،..وأهلها قسراً وظلماً تهجر.. وبعد سنين تعاود الكره.. تسرق لتعطى لمستوطن أحمق..ليس بيتك يا يعقوب إذهب إنه بيتي وما أملك،.. يحاورها إن لم أسكنه أنا سيأخذه غيري وتطردي..! بأي منطق تتكلم يا صهيوني إرحل ..!
فأنا هنا من زمان بعيد يا يعقوب يا مستوطن.. يحاورها بعجرفة::الصهيوني المتعجرف بل المحكمة حكمت والبيت بيتي وليس بيتك..!!
بأي منطق تحاور يا صهيوني إرحل…
هل وصل قطار الماضي يحمل على أكتافه مارد الحاضر والمستقبل..؟؟وصل؟؟ نعم وصل..كان في جعبته صواريخ الإنتقام وقذائف الكرامة وقنابل الحصار .. وقف أخذ الصغار يركضون وراءه يتشبثون بأذياله بعضهم يحمل لعبته الممزقة الريش والصوف وبعضهم يحمل وردة بقيت خضراء مغبرة مخلوطة بأشلاء أمه التي كانت تحاول سقيها من دمها او ربما من عرق جبين والده الذي يتأبط جنين لف بأعلام ملونة أخذت من أقلام إخوة له في الدم .. وبعضهم يلبس بقايا حذاءه و الآخرون يركضون بضحكات و ودموع وذكريات مسحت على أشلاءهم وببقاياهم التي تهتز .. بنعوشهم.. يريدون اللحاق بمحطات النصر ليهدموا الإنكسار.. ليقربوا أعداد السنين في الخيام ليمسحوا فقر و اوجاع عاشوها في المخيمات… قد تصدم أشلاءهم بحاجز او بجبناء حمقى ضفيرته تتحرك على الجانبين وإرهابهم وإجرامهم طغى في المكان والمسافات ..
يتأبطون سلاح وتكنولوجيا من المدفع والرشاش والطيران حتى يدارون جبن وخوف وعار وقبح جرائم القتل والغدر والسرقات …
ولكن إنه الحق مع من يتأبط الأحجار والورود ومفاتيح البيوت المهجرة المنسيه .. التي ورثوها من الأجداد …! يحملون على أكتافهم النعوش ذات الرائحة الزكية … لا يأبهون بل يقبضون على الجمر ويركضون ليوقفوا القطار على محطة الأقصى والقدس وغزة هاشم.. يصرخ عويله …ليملأ كل المحطات ..
هبوا معي محمداً وأسداً وثائرا وسليمان.. دقت الساعة تعلن البسالة والصمود لنيل العيش بالحرية والكرامة أو الإستشهاد ..! وغيرها هو الموت الزؤام !!!
بيمينهم علم احمر وأخضر وأبيض طرز من دم الشهيد المقاوم بثغر باسم وافتخار ، حقاً إنها رواية الحاضر تسافر عبر أثير الحاضر جاءت من قطار الزمن الماضي قدمت من محطات النكبة ومآسيها ومذابحها ورحيل ساكني مدنها وقراها والبشر اللذين هجروا الى مخيمات الشتات و مروراً بالنكسة وحرب الأيام الستة ومن ثم حروب الإستنزاف والإنتفاضة الاولى والثانية وعمليات قذرة كعملية السور الواقي وبناء جدار الفصل العنصري الذي شقته وفصلت به مدن فلسطين عن بعضها مروراً بحصار زعيمها وتسمينه وقتله بدم بارد ..كانت ولا زالت مشادة الزمان و لكنها الآن القضية الحية ..لشعب جبار لا ينسى قضيه ولا يعتمد إلا على سواعده وكانت آخر فصولها قدس الأقداس ومسجد الأقصى وحي الشيخ جراح.. لم يتركوا لنا الحرية في صلاة ولا عبادة ولا روحانيات يريدون البيت والأرض والجامع والكنيسة والروح المستعصية عن الإنشطار ..صادروا الزيتون والأرض وحقل البرتقال ..واعتقدواأن قضيتنا تاهت في سكك التطبيع والخذلان ..
تلك القضية الدائرة في صراع البقاء على أرض مقدسةأبية قضية واحده لأطول وأقذر احتلال على مر التاريخ!!!ولكن اليوم، تشهد فصولها غزة البطلة وأحياء القدس ونابلس وبقية مدن فلسطين الداخل … قادمون لك حيفا ويافا وعسقلان الأبية وتل الربيع وجبال الكرمل بهمة رجال الداخل والمثلث
كيف نستجدي القضية
بدأت القضية قبل خمسة وسبعون عاما بصرخة ومن ثم سرقة وذبحة.. وقتل وكر وفر وإطلاق نار ومذابح ودك بالمدفع!! واستبدال بصهيوني وسرقة الارض والبيت وحصار وهجرةً قسرية ..
وأكملت الجريمة..وبعد تسعة عشر عام هجمت الوحوش والعسكر ويهودي خيبر.. ليأخذوا البقية..وكانت النكسة وتوالدت الخيمة وتعددت المخيمات في أرض الشتات وكانت الهبة والنكبة والخيمة..ثم النكسة والتي ولدت الإنتفاضات والمقاومة والثورة …!
ثلاثة وسبعون عاماً نكبه.. وأربعة وخمسون نكسة ..ولا زالت القضية.. ولا زال القطار يقف في محطة غزة هاشم الأبية و في جعبته المفاجآت التي ستفتح له الأبواب للمرور و للوصول الى النصر المأزر و الهويه
www.deyaralnagab.com
|