سموم متناثرة !!
بقلم : د. ياسمين نايف عليان ... 09.08.2019 مزاجك هو شخصيتك وأغلي ماتملك فحافظ عليه لتقرأ لتكتب لتبدع ولا تسمح لأي شخص لتعكيره ، من هنا انصب اهتمام علماء الطاقة بالطاقة الايجابية ،ومدى أهميتها في رفع الروح المعنوية للإنسان والحفاظ على مزاجه وتفكيره وأهميتها في نجاحه وتخطي للعقبات التي قد تواجهه ،وكذلك محاولة للتخلص من آثار الطاقة السلبية التي باتت اليوم كالسموم المبعثرة بالهواء، يتناقلها الأشخاص المارين بخبرات محبطة ومؤلمة وأحيانا فاشلة وأحيانا أصحاب النظرة السوداوية أو ذوي الاكتئاب أو ذوي المزاج السلبي فيعبر أصحابها عنها بالذم والملل والطفروقد تكون معنفة وعصبية ،والتي تعتبر من الأمراض المعدية نفسيا ،والتي تعمل على جذب كل من يقترب كالمغناطيس وتحول الفرد إلى شخص هزيل مريض كسول تعيس نكدي ذو وجه شاحب محبط ،وإذا استمرت قد توقع سيئين الحظ بالعمل أو بالحياة أوالمتخوفين من ماضيهم أو واقعهم أومن المستقبل وكذلك ضعيفين الثقة بالنفس في بؤرة الاكتئاب، التي قد تودي بهم إلى الانتحار وقد توقع البعض في دائرة الأمراض المزمنة فهي كالسموم تصب في الدم كأنها فيروس معدي يصاب بها كل من يقترب منها ، وقد ينجو منها من لديه استعداد نفسي قوي مفعم بالثقة بالذات أولديه قوة إيمان أومحاط بأشخاص من ذوي الطاقة الايجابية أو أفراد ناجحين.
أصبحت هذه الطاقة مسيطرة على معظم أفراد المجتمعات التي عانت من ويلات الحروب و سوء للأوضاع الاقتصادية والفكرية والاجتماعية والسياسية و الظروف المحيطة ،والتي بدورها تتغذي عليها الطاقة السلبية وتساعد في تفشي تلك الظاهرة يوما بعد يوم مابين معظم أفراد المجتمع بجميع فئاته ،فعندما تتنقل في تلك ستجد هناك وجوه شاحبة بليدة وستلاحظ عندما يضحك شخص بقوة ينظر إليه باستغراب كأنه هناك شيء عجيب، ويحكم على صاحب الابتسامة بأنه شخص غريب ليس من البلد يا إما مجنون ، وعندما تنتقل إلى حي آخر ستصادف شجار يتخلله صراخ وعويل وضرب وتكسير وإن بحثت عن الأسباب الفعلية لتلك المشاجرة ستجدها عبارة عن سوء فهم وقلة صبر وسرعة عصبية ،وشجار لايستحق كل الأفعال السابقة ،وإذا جلست في مقهى ستسمع شكوى الناس من سوء الظروف وقلة العمل والإحباط في كل أمل ممكن أن يعطي معنى للحياة، فهناك فئة من الناس أنهكتها مصارعة الحياة فلجأت إلى الهجرة هربا من المواجه، وهناك فئة أخرى يخيم عليها التعاسة والنكد ،وهناك المخنوق الذي يصارع الحياة ويتمنى الموت ،وهناك المحبط الذي يرى الحياة بعين سوداوية فشعاره في الحياة لاتحاول الفشل محيط بك في جميع الأركان مهما طورت من ذاتك دون جدوى،ومهما بذلت من جهد فلن تصبو إلى تحقيق حلمك ،وهناك من يشعر كأنه عبارة عن ريبوت آلي يعمل بلا جدوى وبلا متعه ولايشعر بأنه يفني طاقته بالعمل ولا يجد من يعطيه حقه ويثني عليه ويقدر مجهوده وتعبه، أو قد تسمعهم يتحدثون عن شخص وجدوه منتحرا فيرددون عبارة مات وارتاح ،والغريب بالأمر أنه إذا تواصلت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع أشخاص غادروا وهاجروا من بلادهم إلى بلاد أخرى تتفاجأ بردة فعل بعضهم بأنه تكيف مع البيئة الجديدة بالغربة ،ولكن يبقى في قلبه حزن عميق لا تداويها السنين، والبعض منهم يلجأ إلى الأطباء النفسيين للتخلص من آثارتلك الطاقة السلبية التي أمرضتهم جسديا ونفسيا وعصفت بهم برحلة التفتيش عن لقمة عيش هنية بعيده عن تلك السموم المنثوره في الهواء التي تحولهم إلى طاقة خطرة مفعمه بالإحباط هزيلة هاربة مريضة منتحره تحتاج لتدخل وتوعية من المؤسسات التي تتغنى بحقوق الإنسان.
يرى علم النفس الحديث أن العقل الإنساني كالكمبيوتر الذي يدرج به كم من المعلومات وبناءا عليه يبرمج عليه باقي الجسد ، فإذا أعطيت العقل معلومات سلبية تعيسة مثل أنا إنسان فاشل ويومي سيء كأنه يعطي باس ورد تنفيذي للجسم وللبيئة من حوله بأن يومه عبارة عن نكد وغم وحزن وبالتالي سينعكس فعليا على يومه ،لأن النظرة من الأساس سلبية وسوداوية وبالتالي لن يعطي برمجة عقله أي مؤشر ايجابي من حوله يحدث في هذا اليوم ، لذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من الطاقة السلبية التخفيف من حدة التوتر العام عن طريق إعادة برمجة عقلة بصورة إيجابية عن طريق إتباع تقنية الابتسامة عند الاستيقاظ من النوم يوميا وتعمل محادثة بعدها مع ذاتك ،وتعطي لنفسك هدف وأنك ستقوم بتحقيقه وأنك قادرعليه وستنجح بانجازه ،هكذا ستعطي لنفسك إشراقه وحياة وانجذاب نحو الطاقة الايجابية المفعمة بالأمل والنجاح وعقلك لن يلتفت إلا للايجابيات غالبا يوم بعد يوم ستصبح طبع في شخصيتك، وكذلك عند النوم محاولة الاسترخاء والابتسام مع محادثة ذاتية بأني سأنام جيدا وأرتاح وسأقوم ليومي الجديد بنشاط ، ويجب أن تكون على يقين أن النظرة التشاؤمية لن تحل لك شيء بل فقط ستعكر صفو نفسك وتمرضها وتذهبها للضياع مع من حولها، فقط حاول بقناعه وبإرادة أن تتأمل وتنظر بايجابية فلن تخسر شيئا من المحاولة ، وعلى الأقل ستنجو بذاتك وبمن حولك من هذه السموم المتناثرة .
ورسالتي لكم أعزائي المخنوقين !!! عزيزاتي المخنوقات !!! أعزائي الزعلانين وأبناء قبيلة النكد والتعاسة و أصحاب النظرة السلبية !!! أما بعد !!! من لم يصنع السعادة لنفسه !!! لن يصنعها له الآخرون !!! تعاستك من تياستك !!! عقلك أنت من تديره وليس هو من يديرك!!! أنت فقط من يصنع نجاح أو فشل يومه!!
www.deyaralnagab.com
|