سكان خربة الطويل يعانون الأمرين وتخوفات بإندثارها جراء الإهمال!!
بقلم : هديل أبوشهاب ... 27.01.2015 نابلس- قتل المواشي، وهدم الخراب، وإنعدام البنية التحية أوجه مختلفة لمعاناة سكان خربة الطويل بهدف تهجير سكانها، وتسهيل السيطرة عليها من قبل قوات الإحتلال والمستوطنين.
على بعد أقل من كيلومترين فقط من بلدة "عقربا" شرقي مدينة نابلس التي تمتد أراضيها للحدود الأردنية، تقع خربة الطويِل الوادعة، التي لا يزعزع هدوءها سوى هجمات الاحتلال المتتالية والزحف الاسشتيطاني من مستوطنة "جيتيت" الذي يهدد بقائها على الخريطة.
في هذه الخربة المهددة بالهدم والزوال ، يعاني سكان الخربة من الهجمات الإستيطانية المتكررة بحقهم من قبل الإحتلال، في عام 2007 قد أعطي أهالي خربة الطويل، أوامر بالإخلاء لجميع سكان الخربه بما في ذلك المسجد والمدرسة وشبكة الكهرباء، كما قامت سلطات الإحتلال والمستوطنون خلال الأشهر الماضية بهدم الإديد من المنشآت مثل بركسات الماشية، واعتدت على العديد منهم ناهيك عن عمليات الاعتقال، بالاضافة إلى ذلك أقدم المستوطنون مؤخرا على حرق أكثر من 100 رأس غنم.
ووفقا لمركز بحاث الأراضي- القدس تبلغ مساحة بلدة عقربا الإجمالية 51,441 دونم منها 1350 دونما عبارة عن مسطح بناء للبلدة، و9 دونمات لخربة الطويل. هذا وصادر الاحتلال من أراضي بلدة عقربا ما مساحته 2219 دونماً.
وخلال حديثنا مع مختار الخربة أبو فاخر أكد أن: “ الاحتلال يهدف من هذه الممارسات الى طرد جميع سكانها وتشريدهم لمصادرة الأراضي وزيادة رقعة التدريبات العسكرية في المنطقة، مع احتمالية اقامة مستوطنات، سيما أن أراضي الخربة تشرف على منطقة الأغوار الوسطى.
ويشير مختار الخربة الى أن أهالي الخربة الذين يقدرون بعشرة أسر فقط يعانون من إهمال شديد ، حيث لم يسبق لأحد بزيارة خربة الطويل، رغم مطالباتهم المتكررة بذلك، كما أن الاستجابة لندائاتهم لم تذكر،فبلدية عقربا هي الجهة الوحيدة التي تقوم بتقديم المساعات لهم".
فيما يؤكد الناشط في مواجهة الاستيطان حمزة ديرية: " أهالي الخربة يعانون من هجمات استيطانية متكررة بحقهم، بفعل ممارسات اسرائية من هدم المنازل،والبركسات،وهدم شبكة الكهرباء، وتدمير الطرق واقامة معسكرات تدربية"، ويضيف:" الى جانب هذه الممارسات يقوم الاحتلال لمنع اعمال اعادة تأهيل الطرق ومنع تمديد شبكة مياه في الخربة ".
ويتابع ديرية:" الحياة في الخربة أصبحت عبارة عن مغامرة في ظل ظروف قاهرة وقاسية يعاني منها سكان الخربة ،ولكن صمود أهالي الخربة أمام الاحتلال ما زالت مستمرة".
ويضيف ان الاحتلال يريد أن يحول المنظقة الى معسكرات تدريب لجيشه الذي دائما ما يغزو المكان ويجري مناوراته العسكرية هناك، بينما في المكان ذاته تتوسع المستوطنات وكلها على حساب أراضي المواطنيين.
ومن الجدير ذكره، أن خربة الطويل عبارة عن مجموعة من الخراب القديمة التي منها الإسلامية ومنها الرومانية مثل خربة تل الخشبة، خربة مراس الدين وخربة العرقان، وتحتوي على عدد من الآبار القديمة التي تنتشر في جميع أنحاء الأراضي الزراعية مما يدل على أن الخربة كانت مأهولة بالسكان منذ أقدم الأزمنة، حيث ساعد طبيعة المناخ المعتدل في فصل الشتاء على أن تكون أراضي الخربة صالحة للزراعة الشتوية المنتشرة بكثرة، بالإضافة إلى وفرة المراعي بها ما شجع الكثير من المزارعين في بلدة عقربا على استغلال أراضيهم وحتى الإقامة بها ولا يوجد مزارع واحد من البلدة لا يمتلك أراض زراعية في هذه الخربة.
ويشير الباحث رائد جمال موقدي في بحث نشره في مطبوعة (آفاق البيئة والتنمية) ان عملية سرقة الأرض بهدف إقامة المستوطنات ومعسكرات التدريب اثرت على التنوع الحيوي الفريد في منطقة الطويل، خاصة أن هناك تنوعاً فريداً من نوعه لنباتات الزينة في المنطقة وكذلك الطيور البرية، وهذا التنوع مهدد بالانقراض نتيجة تحويل قسم كبير من خربة الطويل إلى قواعد عسكرية، ومعسكرات لدبابات الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أنه في ظل استمرار هذه السياسة الإسرائيلية فإن المنطقة برمتها ستفقد مصدراً غذائياً هاماً، علاوة على كونه منظراً جمالياً في المنطقة، في الوقت الذي يغض فيه المجتمع الدولي النظر عن الأبعاد الاقتصادية والإنسانية التي تحدث في المنطقة.
ومع إستمرار الإهمال لمعاناة الخربة...يبقى الباب مفتوحا أمام تنفيذ الإحتلال لمخططاته بإزالة هذا التجمع الفلسطيني، تمهيدا لابتلاعها لصالح مستوطنة جيتيت، في ظل حالة الصمت وعدم الإكتراث لألم مزارعيها.
www.deyaralnagab.com
|