الكيان الاسرائيلي في شهر العسل!!
بقلم : د.ابراهيم ابو جابر ... 29.07.2015 غدا الكيان الإسرائيلي، أكثر المستفيدين -حتى الساعة – من الحاصل من فوضى أمنيّة وعدم استقرار سياسي في الإقليم ، يعيش مرحلة شهر العسل، فرهان البعض على مردودات الثورات العربية على الكيان الإسرائيلي يبدو أنه لم يكن واقعيا على المدى القريب .فالكيان الإسرائيلي يعيش مرحلة شهر العسل في وقتنا الحالي، لما تعانيه المنطقة من حروب أهلية ودمار ومجازر وعدم استقرار سياسي وأمني. فالفوضى بأنواعها، العاصفة بالوطن العربي، لن تنتهي قريبا وانما ستستمر الى أن يحقّق المنتفعون منها ،من محليين واجانب ،مصالحهم بالكامل وهذا ليس قريب المنال أبدا.
لقد تحوّلت دول عربيّة بعينها الى دول فاشلة في ظل الاقتتال الداخلي والفتن المدمّرة التي لا تزال تحرق الأخضر واليابس فيها، وهذا أيضا يصب في صالح الكيان الإسرائيلي، ويجعله أمنا ولو مرحليا على أمنه القومي وحدوده، بل ويبعد شبح أي حرب عليه رغم التعقيدات التي وصلت اليها القضية الفلسطينية، والجمود الذي أعطى الكيان فرصة ذهبيّة ليسرح ويمرح في فلسطين بدون مراعاة لمقدسات أو حرمات أو حقوق انسان، عوضا عن استمرار وتيرة الاستيطان ومصادرة الاراضي وهدم المنازل بل قرى عربية بأكملها والاعتقال والتنكيل بالفلسطينيين.
شهر العسل الإسرائيلي هذا ،لا يزال قائما بل ويتعزّز من فترة الى اخرى كلما اتسعت رقعة الاقتتال بين العرب المسلمين، اما بفتح جبهات قتال جديدة او ثورات /انقلابات مضادّة ،لا بل كلما انضمت دول عربية او اقليمية الى المشهد، كان اخرها اقحام تركيا في المستنقع العربي الاسن ، لموقعها الاستراتيجي وقربها من بعض مراكز الصراع.
ان مصلحة الكيان الإسرائيلي تتلخّص في استمرار حالة الفوضى في الإقليم ،لكنّه لا يقف متفرّجا على ما يحصل مثلما يفكر البعض، وانما يغذّي هذا الاقتتال بأساليبه السريّة الخاصة واحيانا العلنيّة مثل تزويده الأردن بسرب من الطائرات الحربيّة لمواجهة تنظيم الدولة، ويعمل بقوّة في سوريا على مستويات كثيرة أهمها المستوى الاستخباراتي واللوجستي، والا لما استقبل ولا يزال جرحى أحد فصائل المعارضة السورية "جبهة النصرة" ومعالجتهم في مستشفياته ، ولما غازل هذا التنظيم في الجولان السوري ايضا، اضافة الى ما يقوم بها من مهام أمنية وغير أمنية في العراق ومصر وليبيا وغيرها من بلاد العرب والمسلمين.
لكن، ولكن هذه ملحّة وضروريّة ما دام شهر العسل الاسرائيلي ليس بلا نهاية، وعواقبه غير مضمونة على المدى البعيد، لان دوام الحال من المحال ،فالحاصل في العالم العربي من حالات صراع واقتتال وفوضى لا تعرف حدودا ، يمكنها الوصول الى كل بقعة وقطر في الاقليم منها الكيان الإسرائيلي ، بخاصة وبعض دول الجوار كسوريا ومصر وحالة غزة ولبنان تعيش أجواء واوضاعا غير مستقرّة ، والاردن والسعودية أيضا مرشحتان بقوّة لانتقال حالة الاقتتال والصراع اليهما.
اذن، ان فكّر الكيان أنه في معزل عمّا يحصل في الإقليم فهو مخطئ جدا! وان رأى انه بإمكانه شطب الملف الفلسطيني من أجندته نهائيا بلا رجعة فهو يهذي! وان حاول الانتعاش والفرح لما يحصل من مجازر واقتتال وحالات اقصاء لبعض الجماعات والحركات في دول الطوق فهو مغرور!
صحيح ان الكيان الإسرائيلي حاليا يعيش فترة شهر عسل لكنّه مؤقّت لا غير، فهذا هو المنطق السليم والمجرّد، فحذاري من التمادي في التعدي على المقدسات ،وانتهاك حقوق الانسان ،وسياسة التهميش والتعدي على الارض والمسكن ،فهبّات الشعوب عادة تنفجر بدون سابق انذار !!
www.deyaralnagab.com
|