أحدث الأخبار
الجمعة 01 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
التحرش الجنسي في مواقع العمل في فيلم مغربي يحارب هذه الظاهرة!!
بقلم : نجاة أبو الحبيب ... 16.01.2014

الدار البيضاء:على بعد أقل من شهر تقريبا من موعد الدورة القادمة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة الذي من المنتظر أن يضم ما يقارب أربعين فيلما طويلا وقصيرا، لم يطلع الجمهور بعد سوى على القليل منها من خلال وصول بعض هذه الأفلام إلى القاعات السينمائية الوطنية، وأخرى تعرف عليها الجمهور من خلال مشاركتها في مهرجانات كان آخرها المهرجان الدولي للسينما بمراكش الذي اختتم في الأسبوع الأول من كانون أول/ديسمبر الماضي.
وكان منها الفيلم المغربي الطويل ‘خلف الآبواب المغلقة’ الذي قدمه مخرجه محمد عهد بنسودة هذا الأسبوع في عرض ما قبل الأول بالدار البيضاء بحضور ممثلين شاركوا فيه وعلى رأسهم بطلة الفيلم الممثلة والمنشطة زينب عبيد التي أدت دور البطولة في هذا الفيلم.
ويعد الفيلم’أول عمل سينمائي خصص موضوعه لتعرض المرأة للتحرش الجنسي داخل العمل، حيث أهداه المخرج بالدرجة الأولى إلى بناته الثلاث وأخواته الخمس وكذلك إلى والدته التي كانت ضمن الجمهور الكثيف الذي ملأ القاعة عن آخرها لدرجة أن العديد من الحضور تابعوا العرض الذي امتد لساعتين جلوسا على الأرض.
وفيلم’خلف الآبواب المغلقة’ الذي عنونه أيضاً مخرجه بـ’ نساء لسن للبيع′ والحاصل على جائزة لجنة التحكيم في الدورة السابقة للمهرجان الدولي للسينما بهوستن بالولايات المتحدة الأمريكية، تميز بالإضافة إلى معالجته لمعاناة المرأة مع التحرش الجنسي داخل العمل، بتعامله كذلك في كتابة سيناريو هذا العمل السينمائي مع الكاتب عبد الإله حمدوشي الذي يعد واحدا من أبرز كتاب الرواية البوليسية المغاربة.
وتحولت منذ بداية التسعينيات العديد من روايات حمدوشي’البوليسية إلى أفلام تلفزيونية منها ‘الفراشة السوداء’ و’القديسة جانجاه’، حيث أضاف لمسته التشويقية في كتابة ‘خلف الأبواب المغلقة’، ثاني فيلم مطول لمخرجه محمد عهد بنسودة بعد فيلمه السينمائي الطويل الاول ‘موسم المشاوشة’ الذي عاد فيه إلى واحدة من أقدم الرياضات من ثرات القرن التاسع عشر الذي كان قد أخرجه في سنة 2009 وتوج بجوائز في مهرجانات وطنية ودولية كمهرجان روتردام ومهرجان سينما المؤلف.
فبالإضافة إلى فيلم محمد عهد بنسودة خريج جامعة السوربون بفرنسا، البلد الذي يقيم فيه منذ بداية التسعينيات، فالملامح الأولى لجديد الأفلام السينمائية المغربية تعد بالتنوع كما تعكس ذلك على الأقل الأفلام القليلة التي اطلع عليها الجمهور بعد خروجها إلى القاعات السينمائية الوطنية، مجموعة منها من توقيع مخرجات مغربيات كفيلم ‘زينب النفزاوية زهرة أغمات’ الذي افتتحت به مخرجته فريدة بورقية هذه السنة الإشتغال على التاريخ سينمائيا، من خلال تناولها لحياة زوجة يوسف بن تاشفين’وهذا العمل كان قد عرض لأول مرة أثناء افتتاحه للدورة السابقة لمهرجان فيلم المرأة بمدينة سلا، المحاذية للرباط.
ومن المنتظر أن يطلع الجمهور في الدورة المقبلة المهرجان الوطني للفيلم بطنجة الذي ستنطلق في السابع من شباط/ فبراير القادم على التعديلات التي أدخلتها فريدة بورقية على عملها السينمائي بعد ملاحظات النقاد على فيلمها الأخير الذي وقع فيه اختيار المخرجة في الأخير على الممثلة فاطم العياشي لآداء دور زينب النفزاوية، بعد أن كانت قد رشحت لهذا الدور في البداية منى فتو التي سبق لفريدة بورقية أن تعاملت معها في جل أفلامها السينمائية والتلفزيونية.
المرأة المخرجة وتيمة المرأة كذلك حاضرة من خلال فيلم آخر بعنوان ‘روك القصبة’ الذي أعاد مخرجته ليلى المراكشي إلى الواجهة بعد مرور خمس سنوات تقريبا على فيلمها الأول الطويل المثير للجدل’ ماروك’، وكان أهم ما ميز عملها الجديد هو مشاركة نجوم عرب من عالم السينما كعمر الشريف ونادية لبكي وبطلة فيلمها السابق المغربية مرجانة العلوي.
أما حميد الزوغي فعاد لجمهوره بفيلم جديد عنونه ‘بولنوار’ الذي اقتبسه من رواية عثمان أشقرا، والتي تدور أحداثه حول معاناة واستغلال عمال قرية ‘بولنوار’ المنجمية في عهد الإستعمار، حيث اختير عمله لافتتاح مهرجان السينما بخريبكة خلال دورته الأخيرة في أول عرض له، خاصة وأن المخرج قد صور فيلمه في هذه المدينة لمدة شهرين تقريبا. كما تم اختياره في عروض’ خفقة قلب’ في الدورة الأخيرة للمهرجان الدولي للسينما بمراكش.
وكان آخر عمل للزوغي بعنوان’خربوشة’ تناول فيه حكاية فنانة شعبية يحفظ لها التاريخ تصديها بالغناء لقائد عرف بجبروته وتسلطه، وأصبحت أغانيها وثيقة لهذه الحقبة من تاريخ المغرب، وكانت الممثلة هدى صدقي قد قامت بتجسيد دور ‘خربوشة’ وحصلت على هذا الدور بجائزة أحسن دور نسائي منذ خمس سنوات في المهرجان الوطني للفيلم.
ومن بين الأفلام المغربية الطويلة الجديدة التي ستدخل غمار المنافسة في دورة مهرجان الفيلم الوطني بطنجة ابتداء من سابع فبراير المقبل، فيلم ‘سارة’ الذي سجل عودة الناصري سينمائيا بعد عمله السينمائي السابق’ الخطاف’ جمع فيه بين فنانين مصريين ومغاربة الذي كان على رأس شباك التذاكر خلال عرضه في القاعات السينمائية الوطنية.
أسماء أخرى سجلت عودتها بالجديد هذه السنة بعد غياب طويل ومن بينها المخرج الجيلالي فرحاتي الذي اختار هذه المرة الإشتغال سينمائيا على الإستعمار الفرنسي بعد فيلمه الآخير ‘ الذاكرة المعتقلة’ القادم من سنوات الرصاص.
كما تناول رشيد الوالي الإستعمار كذلك بشكل رمزي من خلال اختياره جزيرة كورسيكا التي نفي إليها الملك الراحل محمد الخامس لتصوير أحداث فيلمه ‘يما’ الذي يعرض حاليا في القاعات الوطنية، بعد فيلم ‘يوم وليلة’ اول فيلم مطول لمخرجه نوفل براوي الذي عكس فيه متاهة الحياة في مدينة البيضاء من خلال حكاية امرأة تضطر لمغادرة قريتها بحثا عن زوجها داخل هذه المدينة.
‘فيما فضل ادريس المريني أن يطرق في فيلمه القادم موضوعا جديدا في السينما المغربية وهو عودة اليهود المغاربة إلى المغرب، بعد أن اقتصرت أفلام سابقة على موضوع هجرة اليهود إلى خارج المغرب.
أما الفنان سعد الله عزيز فقد اختار الإرهاب موضوعا لفيلمه الجديد ‘زمن الإرهاب’ الذي استلهمه من تفجيرات 16 مايو/آيار 2003 الدامية في الدار البيضاء، ليكون ثاني فيلم مغربي يتناول الإرهاب سينمائيا بعد فيلم ‘يا خيل الله’ لنبيل عيوش الذي استوحاه من رواية ‘نجوم سيدي مومن’ للكاتب والفنان التشكيلي ماحي بنبين الفائزة بجائزة ‘المامونية’، في أول دورة لها الخاصة بالأقلام الآدبية المغربية التي تكتب باللغة الفرنسية.
أفلام مغربية جديدة سبق لبعضها ان شارك في مهرجانات داخل الوطن وخارجه، وحصلت على جوائز، وأخرى ستقدم عروضها الآولى في الدورة القادمة لمهرجان الفيلم الوطني، إلى جانب واحد وعشرين فيلما قصيرا اختارتها لجنة ترأسها محمد باكريم من بين خمسة وستون عملا سينمائيا قصيرا.
الأكيد أن كل المؤشرات تدل على أن الدورة القادمة لمهرجان الفيلم الوطني لن تحمل فقط أفلاما جديدة، ولكن الجديد كذلك في المواضيع وتنوعها، وهذا ما سيكتشفه الجمهور في هذه التظاهرة التي لا يفصلنا عن موعدها سوى أقل من شهر واحد.

1