قالت صحيفة إندبندنت، إن قطاع غزة، بات يعيش في وضع، غاية في الصعوبة، من الناحية البيئية والمعيشية، ورغم محاولات إصلاح الأوضاع إلا أن العداون الأخير دمر فكرة أن غزة ستكون مكانا صالحا للسكن.
وقالت الصحيفة: "يعاني قطاع غزة، الذي يقطنه نحو مليوني شخص، من حصار إسرائيلي ومصري استمر 14 عاما منذ أن حكمت حركة حماس القطاع. منذ ذلك الحين، دمرت أربع حروب بين الفلسطينيين وإسرائيل البنية التحتية الحيوية".
وتشرح أن "المستويات المقلقة من التلوث في البحر والأرض وطبقة المياه الجوفية، فضلا عن النقص في الكهرباء والبنية التحتية المتداعية، تعني أن 97% من مياه غزة غير صالحة للشرب. وذهب تقرير للأمم المتحدة لعام 2012 إلى حد القول إنه بحلول عام 2020 ستكون المنطقة التي يبلغ طولها 25 ميلا بأكملها غير صالحة للعيش".
"ومع ذلك، شهدت المشاريع الدولية والمحلية على مر السنين بناء محطات جديدة لتحلية المياه والصرف الصحي وغيرها من البنى التحتية على الرغم من القيود الصارمة المفروضة على إدخال المواد إلى القطاع".
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد ثلاثة أشهر من انتهاء القتال قالت وكالة الأطفال التابعة للأمم المتحدة، يونيسف، إن "التقدم كان بطيئا وكان من الصعب الحصول على الإمدادات، مما أدى إلى تعرض أنظمة المياه والصرف الصحي في غزة لأضرار بالغة".
وتذكر أنه "في المجمل، تسبب الصراع المدمر في أضرار مادية بقيمة 380 مليون دولار في غزة، وفقا للبنك الدولي. ومن هذا المبلغ، وقع ما يقرب من 14 مليون دولار من الأضرار في قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة".
ووفق منظمة اليونيسف، فإن 290 مرفقا بحاجة إلى الإصلاح إجمالا، بما في ذلك 170 مرفقا للمياه، وما يقرب من 110 مرافق لمياه الصرف الصحي، وما لا يقل عن 10 مرافق لمياه الأمطار، تشير الصحيفة.
وقال ممثل اليونيسف إن هذا يعني أن "إمدادات المياه المحلية للسكان انخفضت بنسبة 50%".
وقالت أوكسفام لصحيفة الإندبندنت إن "التمويل كان مشكلة أيضا. وبينما تم جمع بعض الأموال، كانت هناك حاجة ماسة إلى 12 مليون دولار".
ويقول محمد عمار، مدير برنامج أوكسفام الإنساني للأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل: "ترك الضرر العديد من العائلات من دون إمدادات مياه نظيفة. نتيجة لذلك، تستخدم العائلات نقودها المحدودة لدفع تكاليف توصيل المياه الباهظة، والتي بدونها لن يكون لديهم مياه شرب في منازلهم".
وتقول الصحيفة إنه "ليس الضرر المادي وحده هو الذي يساهم في مشاكل التلوث في غزة. فقد توقفت بعض محطات معالجة مياه الصرف الصحي عن العمل بسبب النقص المزمن في الكهرباء في غزة والذي تفاقم بسبب النزاع، وفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر. أثناء النزاع وبعده مباشرة، كان معظم سكان غزة يحصلون على الكهرباء لمدة أربع ساعات فقط في اليوم".
وحذّر تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن هذا "لا يؤدي فقط إلى تلويث البحر، بل يساهم في انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية بشكل أسرع، مما يهدد صحة الناس في غزة وخارجها في إسرائيل".
صحافة : إندبندنت: العدوان على غزة دمر فكرة أن تكون صالحة للعيش!!
05.09.2021