اعرف ان الديار حيادية وراعية مبدأ ، ولكنها يجب ان تنشر لكل واحد من منطلق تعدد الاراء ومناقشة ذلك من زوايا مختلفة ، هذا رأي والمجال مفتوح للجميع للتعقيب علية بشكل حضاري لا مفسدة وشخصنة الامور ان نتعود الجدال والاختلافات والرؤى ، وكل يكتب من عنده وكبارنا ومثقفينا يعالجوا الامر باقلامهم وافكارهم ، ارجوا ان تضعوا مقالي في صفحاتكم الرئيسية ، انا بكر يونس من النقب من القرى الغير معترف بها على ضوء الجدلية الأخيرة في النقب ، تلك الجدلية التي انستنا وبحمى وطيسها ، باخر وبرافر ، تبلبلت الالسن واختلطت الاوراق ونسفت جهود ما كان لها ان تضام يوما ، جهود نيرة استشرقت المستقبل بفكر واعي وواقعي ومقنع ،على طرفي نقيض تتأرجح الكفة لصاحب السبق الاعلامي ، حاولت ان اكون وسطيا بقولي شمالي اعتدت على يميني ، ولكن ما العمل حين تمادت الشمال غلوا وتشهيرا وغبنا ، وبخطوات متناهيه طبعا لإستهلاك داخلي باستصدارها الاحكام وصكوك الغفران او الاجرام على الناس ، مسرحية هزلية انتظرت طويلا ان تبور سذاجتها بمراجعات فكرية سريعه ، مراجعات تساهم في التصدي لترحيل واقتلاع 40000 بدوي او ما يزيد ، وصقل مضامين الاخلاص لدى الشباب التائه الحائر .
يندرج في هذا الاطار اعلاه وبوضوح التهجم الاخير على شخص الدكتور عامر ، حاولت ان اكبت غضبي ، فلم استطع ، واعتصرت كليمات كتبتها على مضض ، جمعتها كأشتات فكر يقدر كل وطني شريف عمل ويعمل لرفاهية بلاده ...
قوم وقف تنظم معي - ما بتنكسر حزمة العيدان
من يوم شمخ مجلسنا - بسواعد الاهل وباقي الاخوان
قلمهم مقابلة قلمنا - وتخطيطهم بديلة من صوان
سرنا ع الخارطة قرى لاهلها - بعد ما كان يطوينا النسيان
( الهزيل ، عامر . مواقف على صفحات الزمن . المطبعة العربية الحديثة - القدس 2006 ).
اسمحوا لي بان استهل مداخلتي المتواضعة بهذه المقطوعة الشعبية أعلاه ، التي ورغم تواضعها فإنها تنبأ بطياتها عن نفس جياشه تقنعني باخلاصها وشرفها وحنكتها ، وانطلاقا من إعطاء كل ذي حق حقه ، فها انا شاهد من اهلها ادلي بما اعتبرة حقيقة ناصعة البياض لا تقبل التشكيك او التلبيس ، فعقب استهداف الدكتور عامر الهزيل من قبل شراذمة لا يفقهون من الامر شيئا ، وتنصيبه كفزاعة تهراق عليها قرابين الدجل والكذب والخيانه زورا وبهتانا ، اقتنعت بأن الرجل مظلوم مفترى عليه ، بدوري لا استغرب هذه الهجمة على مناضل شريف فما أشبه الليلة بالبارحة ، ووقائع التاريخ تطلعنا على شرفاء عظام زلزلوا وتعرضوا ليد الغدر وطالتهم السن الحسد والبغي المتعاونة ، في سبيل ارغامها للرضوخ للمستعمر او المعتدي وتشتيت الشعب باحداث اكبر قدر من الشروخ داخله ، وهذه ارهاصات تتجلى اليوم في نفس الاتجاه بتخوين الصادق وتبجيل المنافق ، لقد جحد هؤلاء على النقب بأى يسعد بمناضل وقائد نجيب ذو فكر فذ ، عملاق باسلوبه العصري وجهده النخبوي البناء ، وتناسوا ان هذه الصحوة الآنية لم تأت من فراغ بل وجدت وهيأت بفكر غيور متنور نشأ سنة 1997 من خلال تأسيس المجلس الاقليمي ليتصدى ويواجه المخططات الاسرائيلية لمصادرة الارض ، وسيماه الاعتراف ب45 قرية ، دون ادنى تخاذل او تهاون ، وكان ذروة سنامة الدكتور عامر الهزيل احد ابرز اقطاب -ان لم يكن واحدهم وأوحدهم - الدفاع عن وجود عرب النقب مع شخوص لا ينكر دورهم وبلاءهم ايضا ، ورغم استقرار الدكتور في رهط الا ان واجبه الوطني الديني التاريخي الاخلاقي حتم عليه الدفاع عن النقب واهله فلبى نداء الغيرة والحرقة التي ما تكتنف الا اصيل شهم نعتز ونفتخر بوجود أمثاله ، رغم وجود من يحاول تقطيع اوصالنا وتشتيت افكارنا وعزلنا بفرق تسد وكأننا لم نرضع من ثدي البداوة معا ولم نعانق العنقاء ابدا ، فهذا من قرى التوطين وهذا من القرى الغير معترف بها ، وهذا يستحيل ان يخدمنا وذاك باع ارضه وكثير من نوعية هذه المهاترات التي لا تجد طائل ، الدكتور عمل لنا ما لم يعمله أي شخص رغم تشعب اعماله وظروفه ،ليخلفه خلف يودي بنا وبتهور لطريق المهالك ببراغمياته الذرائعية التي لا تستوحى من فكرة مسبقة او ايدلوجية سياسية ...
عن نفسي مرة اخرى اعتبر الدكتور للامانة التاريخية احد ابرز اقطاب ورواد والطلائع المساهمة في الدفاع عن القضية ، كطليعة نتجت عن تمخضات مذهلة في زمن كان فيه الخنوع والرهبة السمة البارزة والتجهيل والوهم سيد الموقف وبالمقابل تلك الثلة التي شاركت بحظا وافر في تضييع الققض والقضيض ، أستدرك بأن الدكتور قد تمخض وسط هذه الظروف ( وهو على فكرة من منبت وطني شريف ودور اجداده معروف في هذا الاتجاه ) فأثبت روايتنا النقباوية العريقة ووضع بصمتنا على الخارطة الاقليمية ، وأكد على وجودنا الحي المتواصل ونادى بسيرورة النضال وذلك بفلسفة متنورة ونشاط فكري بناء ،واعماله للنقب والنقباويين لا تضاهى بعمل الاخرين اصحاب قسمة المئة لاثنين ، الذين تداعوا عليه من سباتهم ونعقوا من هامش الهامش ،وكان لذلك اسقاطات وخيمة لم نجنها كلها بعد بسياستهم الديماغوجيه فتعمدوا التملق للشعب وتهييجة بفوضى خلاقة يحار لها اللبيب واولئك تسطي ايديهم على البلاد يطوقوها ، الإن وقد انكشف المستور هم هم يغردون خارج السرب ، فبعد ان كشف حقيقتهم الدكتور وتملقهم وضعفهم للدولة واستجدائهم وشحذهم واستعطافهم الدوله على وجودنا وحقنا التاريخي في رابعة النهار ، إعتمدوا تكتيك المراوغة ولما لم يفلحوا نفروا نفرة الجفاء واتونا بضرب من السلوك لم نتعوده ولم يستسيغه ذوق فبدلوا وغيروا ونبثوا استراتيجية المجلس ومبادئه الأزلية ، فافاضوا علينا لجج ونزعات شاذة ، بعيدة كل البعض عن المصداقية والامانة التاريخية ... الخيانة ، المؤامرة التآمر ،ذات صباح استيقظنا ونحن في حمى النضال والمقاومة على مصطلحات وعبارات التخوين والتشهير ، امرا لم يتعود عليها مجتمعنا البدوي ،- ولا ضير في ذلك كأمر صحي واقعي في حالة مجتمع يسعى للافضل ليس الى التعفن والمشاحنات الشخصية - دعوني احدثكم بهذه العارضة، نابليون بونابرت يقول لندمائه ساحتل بلاد المسلمين كلها ، فأومأوا له متعجبين لقلة جيشه وعتاده ، فقال لهم سأحتلها بالطابور الخامس ، وفعلا بدأ زحفه حتى تصدى له الاشراف كمكرم باشا تتكرر الصورة لدينا بنفس النمطية .. صورة تستهدف احد اعرق رموز النضال النقباوي على الارض ، تعجبت بعضهم يحاجج ويقول هو من بلد التوطين فانى له الدفاع عنا اليس داعي الغيرة ومشاركة الناس همومهم بكاف حتى يحث الركاب دفاعا عن كل زاوية في النقب ... نحن بأمس الحاجة لتفكيك الطلاسم تلك ، واجراء حفريات مستعلجة في تلك الافكار الميتافيزيقية ، لا غضاضة في فتح الملفات كل الملفات لدرأ خطر الطابور الخامس ، ما بقي من الارض شيء فعلام التفاوض ، واستهداف شخصيات نضالية تاريخية مرفوض ، وشخصنة قضية النقب من قبل الجميع مرفوضة ، ومن نافلة القول لعامر الهزيل وكل عامر اخر هذه كليمات ليس محاباة لاحد بل كلمة حق في وجه مستغل كذاب ...وانت يا باخر وبيغن نقول لكم قرب جناها وابعد مداها ...