في تقرير خاص لمندوبه خاصه ومطلعه من قبل ديار النقب يطلع المرء على المأسي والفقر المدقع الذي تعيشه الكثير من العائلات البدويه في النقب وخاصة العائلات اللتي عندها اطفال كثيره يعاني اكثرهم من الفقر وسوء التغذيه والبؤس في وقت هجرت البسمه وجوه هؤلاء الاطفال الذين يعانون ويلات الفقر والحرمان ويخطأ البعض اذا ظن ان الفقر ينتشر فقط في القرى ال45 الغير معترف بها والحقيقه ان ظاهرة الفقر منتشره ايضا بشكل كبير في قرى التوطين ..في رهط وتل السبع واللقيه وحوره والشقيب وغيرهما وبالتالي من الواضح ان نسبة اكثر من 50 % بالمئه من عرب النقب يعيشون تحت خط الفقر وفي مرمى الجوع,حيث يذهب كثير من اطفال عرب النقب الى النوم جوعى ويذهب الكثيرون ايضا الى المدارس دون فطور ودون زواده تسد رمقهم واللافت للنظر في ظاهرة الفقر ان السبب ليست البطاله فقط المنتشره بنسبه كبيره بين عرب النقب لابل هنالك اناس كثر يعملون ولا يكفي معاشهم واجرهم لإعالة عائلاتهم وتوفير حاجياتهم للعيش الكريم وفي كثير من هذه البيوت تبقى العائله ايام طويله تحت سيف العوز وترزح تحت ثقل الديون المستحقه الخ من مشاكل جمه لاتحصى ولا تعد وحتى ما تسمى بالوجبات الساخنه في المدارس لايمكنها ان تسد رمق الاطفال بعد الدوام المدرسي او في العطل المدرسيه ولهذا يعاني الكثير من اطفال عرب النقب من الحرمان والجوع و سوء التغذيه في حين يعجز فيه الاهالي من توفير الغذاء او الحد الادنى من مقومات العيش لهؤلاء الاطفال ولافراد العائله بشكل عام صغير او بالغ او امراه او رجل... ليس هذا فقط كثير من البيوت تملك ثلاجه " براد" لكنها صدئه وفارغه ولا يوجد فيها شئ سوى عبوات ماء شرب او ما شابه وكثير من البيوت العربيه في النقب لم يدخلها اللحم منذ وقت طويله واحيانا من العيد الى العيد في انتظار اهل الخير والمتبرعين وهنالك ايضا الكثير من العائلات لا يمكنها حتى شراء الحليب لاطفالها الصغار وما تتلقاه هذه العائلات من مساعدات حكوميه لايكفي الا لعدة ايام والامر المؤسف انه في احيانا كثيره تضطر هذه العائلات لسد بعض من ديونها من المساعدات المقدمه لها وللأطفال وهكذا تستمر دائرة الفقر والحرمان بالدوران دون توقف الى حد عدم قدرة الاهالي على شراء الدواء او الكتب المدرسيه ناهيك عن عدم تمكن الاطفال من المشاركه في الرحلات المدرسيه وذلك لعدم توفر المطلوب لدفع اجر ومصاريف هذه الرحلات.نسبه كبيره من البدو تعيش في بيوت صفيح مهترئه لاتقيهم من برد الشتاء ولا من حر الصيف ناهيك عن عدم وجود الكهرباء وغياب الخدمات الصحيه في الكثير من القرى العربيه في النقب. في النقب حالات صعبه جدا يضطر فيها الاطفال السير حفاه ودون حذاء او بحذاء مهتري لفتره طويله وذلك لعدم توفر المال لشراء حذاء وعلى قارئ هذه الكلمات ان يتصور ان المبلغ المطلوب لاقتناء حذاء عادي لطفل ليس كبير ومع هذا تقف العائلات عاجزه عن توفير هذا المبلغ. مندوبة ديار النقب صدمت لحقيقة ان بعض العائلات البدويه لاتملك في بيتها اثاث فقط لا بل لاتملك ايضا فراش وغطاء لاولادها وما هو موجود بالي ومهتري ولا يليق بإنسانية الانسان وكرامة هؤلاء البشر تمنعهم في احيان كثيره من طلب العون او تقبله, والصادم في قضية معاناة هؤلاء هو ان الامهات والاباء يبقوا احيانا جوعى حتى يكفي ماهو موجود لسد بعض من رمق اطفالهم...من المؤكد أنه ليس بِإمكان ماكنة الدعاية الإسرائيلية التغطية على ما جرى ويجري لعرب النقب, ومن المؤكد أيضاً أن الظلم والقهر الذي يتعرض له عرب النقب كان وما زال سياسة رسمية تنتهجها إسرائيل بهدف تهويد النقب من جهة، وزج عرب النقب في محميات وتجمعات بشرية تعيش على هامش المدن والقرى اليهودية من جهة ثانية, وبالتالي ربط حياة عرب النقب قسرياً ومنهجياً بما تمن عليهم إسرائيل من مساعدات شحيحة تضمن لهم فقط مكاناً اقتصادياً دونياً يتأرجح بين خط الفقر وما تحته وبين الجوع المُبطن والجوع الواقع والحاصل الذي تُعاني منه نسبة غير قليلة من عرب النقب ومن بينهم نسبه عالية من الأطفال والنساء وبالتالي وبالرغم من ان بعض المؤسسات الرسميه والجمعيات المحليه وغيرها تحاول مد العون لهؤلاء المحتاجون الا ان امكانيات هذه الجمعيات تبقى محدوده[احيانا دعائيه وشوشره فاضيه] امام حجم المشكله وعدد الفقراء الكبير والمطلوب تحرك اكبر سواء من المؤسسات الرسميه او غيرها لاحتواء ماهو حاصل من تدهور معيشي خطير يقف فيه الاباء والامهات عاجزين امام توفير لقمة عيش كريمه لاطفالهم.. الفقر المنتشر في صفوف عرب النقب هو ظاهره خطيره لا بد من معالجتها ومن الضروري إقامة مؤسسات مدنية للتضامن والتكافل الاجتماعي تسعى إلى تحسين الوضع العربي النقباوي بقدر الإمكان, وخاصة توعية البشر والأطفال خاصة بحقوقهم القانونية والإنسانية, وهذا ما يتطلب عملاً سياسياً جماهيرياً دؤوباً يتعدى في برنامجه مُجرد التوقيع على عرائض وتقديم احتجاجات للدوائر الاسرائيليه الرسميه , بمعنى العمل الفعلي والقانوني وحتى العالمي على مُحاربة الفقر والجوع من خلال فضح الممارسات العنصرية الإسرائيلية نحو عرب النقب وأهمها أن إسرائيل تستعمل الفقر والجوع كأداة سيطرة تسعى من خلالها إلى المحافظة على الوضع القائم إن لم تكن تسعى إلى ترسيخ التخلف الاقتصادي والاجتماعي وتشويه واقع الاجيال الحاضرة والقادمة كإستراتيجية ثابتة وبعيدة المدى...المطلوب اغاثة اطفال عرب النقب وفضح ممارسات الدوله العنصريه ازاء هؤلاء الاطفال!!
الفقر والجوع ينهش عظام ونفسية اطفال عرب النقب!!
بقلم : الديار ... 12.04.2013