بعد سقوط بشار الأسد، رئيس النظام السوري المخلوع، انقلبت مواقف ساسة وإعلاميين لبنانيين يعتبرون من أشد حلفائه إخلاصا وعنفا ضد خصومه، بشكل فاجأ المراقبين وأثار سخرية الناشطين والمعلقين، كما دفع إلى جدل حول انتهازية البعض وسرعة انقلابه من دور الى آخر.من الشخصيات المعروفة التي انقلبت على النظام السوري بعد سنوات من دعمه، رئيس ما يسمى “حزب التوحيد العربي”، الوزير السابق، وئام وهاب، ففي مقابلة له على تلفزيون الجديد في 12 كانون أول/ديسمبر الجاري، وجّه وهاب انتقادات حادة إلى الأسد، متّهماً إياه بالهروب إلى روسيا من دون أي مقاومة تذكر. كما أشار إلى انتشار معامل تصنيع الكبتاغون في سوريا، واصفاً الأمر بأنه “غلطة كبيرة” ومسألة “لا أخلاقية”، مؤكداً أن الحل لم يكن ممكناً في ظل حكم الأسد.وهاب اعتبر أن محور الممانعة انتهى مع اغتيال قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني، وأمين عام “حزب الله” حسن نصر الله، ووجه “نصيحة للشيعة” بالدخول في مسار التطبيع مع إسرائيل، قبل أن يتراجع عما قاله في تغريدة عبر صفحته على منصة “إكس”، جاء فيها “لم أتحدث عن التطبيع، بل قلت بأن الشيعة أعطوا فلسطين أغلى ما يملكون وفي طليعتهم السيد، فرد الإخوان وتركيا بإسقاط سوريا لقطع الطريق لذا قلت إن الأمة لا تريد أن تقاتل فرتبوا أموركم حتى لا تستمروا في دفع الثمن”.أما النائب جميل السيد، المعروف بعلاقاته الوثيقة بالنظام السوري وببشار الأسد شخصياً، فقد وصف الأسد بشكل ضمنيّ بعد سقوطه بالمجرم في تغريدة قال فيها “من سخرية القدر أن قادة ميليشيات لبنانية خطفوا وقتلوا وذبحوا واعتقلوا وعذبوا وهجّروا الآلاف.. يخرجون اليوم مستنكرين جرائم النظام في سوريا. عندما ينتقد مجرمٌ مجرماً آخر، فهذا لا يجعله بريئاً، بل يجعلهما متساويين في الإجرام”.أما رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، طلال أرسلان، المعروف أيضا بعلاقته الوثيقة مع النظام السوري، فقد شدّد في حديث صحافي على احترامه “قرار وإرادة الشعب السوري وطموحه للتغيير”، مؤكداً أن ما يهمّه وحدة الأراضي السورية، ومنع الانزلاق إلى الفوضى أو التقسيم، مع الدعوة إلى تحرير سوريا من الجيوش الإقليمية والدولية المتصارعة.وعلى صعيد الإعلام، شهدت الساحة اللبنانية تغييرات ملحوظة في مواقف بعض الإعلاميين. الصحافية غدي فرنسيس، على سبيل المثال، وصفت بشار الأسد في تغريدة بـ”الوريث الغبي المجرم”، وقالت “الأسد أو نحرق البلد… نفذ هذا الشعار بحذافيره، أحرق البلد وكذب على الجميع: الإمارات، السعودية، إيران، روسيا، والمقاومة”.من جانبه عبّر الإعلامي سالم زهران عن موقفه بتهكم في حديث إعلامي، قائلاً “إذا كان بشار الجعفري ورئيس الحكومة ووزير العدل ووزير الأوقاف سعداء، فلماذا أحزن أنا؟”.أما الإعلامي فادي بودية، فقال في مقابلة “بدأ الناس يلقون باللوم على حزب الله وإيران وروسيا، أي حلفاء النظام السوري، رغم أن هؤلاء الحلفاء لا يقاتلون عن النظام إلا عند الضرورة، عدا عن أن الشعب السوري كان يستقبل هذا التغيير، والجيش السوري لم يقاتل، والقيادة السورية التزمت الصمت المريب”.من جانبه، انقلب إمام وخطيب جامع “الإمام علي بن أبي طالب” الشيخ حسن مرعب، المعروف بدعمه السابق لـ”حزب الله” على الحزب بعد سقوط الأسد، قائلاً في تغريدة: “حزب الله ناكر للجميل فبالأمس كنت “إماماً وشيخاً ومرجعاً سنياً”، أما اليوم فصرت بالنسبة لهم شيطاناً رجيماً بسبب مواقفي من سوريا وأنا تحملت كثيراً نتيجة مواقفي المؤيدة لهم”. ووصف الأسد بالمجرم السفاح الهارب قائلاً “لعنة عليه وعلى والده وعلى نظامه وزبانيته ومن والاهم وأيدهم ونصرهم”.
حلفاء الأسد اللبنانيون انقلبوا عليه… وهاب: الكبتاغون غلطة كبيرة… وفرنسيس: وريث غبي مجرم!!
17.12.2024