الخرطوم : قالت مجموعات حقوقية في ولاية الجزيرة وسط السودان، إن قوات «الدعم السريع» قتلت حوالي 200 شخص وهجرت 39 قرية في محلية أبو قوته ومناطق أخرى في الولاية.واتهمتها باستهداف المدنيين العزل وارتكاب انتهاكات مروعة في قرى ومدن الولاية، وصلت إلى تفجير النساء وقتل ذوي الاحتياجات الخاصة وطلب فدية لتسليم جثث القتلى. وأكد مؤتمر الجزيرة – مجموعة حقوقية تعمل على رصد الانتهاكات في الولاية- أن دعم السريع قتلت فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة في قرية “طيبة النعيم” بمحلية الكاملين شرق الجزيرة.وذكر أن مناهل عبد الله، من ذوي الاحتياجات الخاصة، تعرّضت للضرب من قبل مجموعة من قوات «الدعم السريع» حتى فارقت الحياة، ومنعت ذات القوات دفنها إلا بعد دفع فدية مالية، ثم نهبت ممتلكات المواطنين في القرية وقامت بضربهم مما اضطرهم إلى النزوح إلى قريتي الدبيبة عبد الله والريحانة.واحتجزت في ذات القرية، سيدة تبلغ من العمر 80 عاماً، تدعى نفيسة موسى النعيم، بحجة أن ابنها يعمل في القوات النظامية. وبعد نهب القرية قامت «الدعم السريع» بكسر الترع الرئيسة لإغراق قريتي طيبة النعيم وحسب الله المجاورة لها.وفي قرية ود مسراح التابعة لوحدة ود النورة في محلية المناقل، أطلقت عناصر من قوات «الدعم السريع» قذيفة دوشكا مضادة للطيران على هاجر محمد عبد الرحيم بعد أن وقفت أمامهم تذكرهم بالنخوة وحرمة أخذ أموال الغير دون وجه حق.وأضاف مؤتمر الجزيرة: “أطلقت تلك القوات عليها قذيفة الدوشكا لتتطاير أجزاؤها في الهواء، تاركة خلفها سيرة للشجاعة، وخمسة أطفال”.وفي قرى بمحليتي الكاملين والحصاحيصا قتلت «الدعم السريع» 6 مواطنين، 3 منهم في قرية الجميعابي، و2 في قرية ود الفادني، إلى جانب مواطن في مدينة أبوعشر. كما نزح سكان قرى أربجي، أم حمد، الطالباب، الفقراء، والنديانة الجديدة، في الحصاحيصا بسبب هجمات الدعم السريع، التي فتحت أيضاً قنوات الري باتجاه قرية محمد نور، ريفي المسلمية مما أدى لإغراقها بالكامل، وتحطيم 100 منزل.وعاودت مهاجمة قرية الطالباب التابعة لمحلية الحصاحيصا بالطريق السريع الرابط بين مدينة ود مدني عاصمة الولاية والخرطوم.وقال مؤتمر الجزيرة إنها أثارت الرعب بإطلاقها للرصاص عشوائياً في القرية، وتسببت في إصابات وسط المواطنين، كما اقتحمت المنازل ونهبت الممتلكات، وصادرت أجهزة “ستار لينك” وسلبت الهواتف النقالة من المواطنين.يشار إلى أنها هجّرت أعداداً كبيرة من مواطني القرية الذين يقدر عددهم بأكثر من 10 آلاف نسمة منذ اجتياحها للولاية في ديسمبر/ كانون الأول من العام 2023.يأتي ذلك في وقت حذر نداء الوسط من تدهور الأوضاع المعيشية في المناطق التي اجتاحتها قوات «الدعم السريع» بعد استعادة الجيش لمدينة “ود مدني” عاصمة الولاية.وقال إن الأهالي يعيشون أوضاعاً مأساوية للغاية، حيث يواجهون الموت بسبب انعدام الغذاء والدواء عقب عمليات النهب الواسعة التي طالت الممتلكات من أموال ومواش ومواد غذائية ومحاصيل على أيدي عناصر الدعم السريع، فضلاً عن الأوضاع الأمنية الحرجة عقب تكثيف وتعزيز قواتها بالمناطق التي تم اجتياحها. وأشار إلى أن حصار واستباحة مدينة “أبوعشر” وتهجير غالبية سكانها ونهب ممتلكاتهم وأموالهم، أدى لتدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة التي تعد أكبر مركز لتجمع النازحين من القرى والمناطق المجاورة، حيث يواجه الأهالي نقصاً حاداً في المواد الغذائية والأدوية.وفي قرية أربجي، عقب اجتياحها ونزوح معظم الأهالي، يواجه ما تبقى من مواطنين نقصاً في الغلال والمواد الغذائية بعد نهبها مع ممتلكاتهم الأخرى.
وقال إن مدن الحصاحيصا، رفاعة، الكاملين تشهد انتهاكات مستمرة بحق المواطنين، تتضمن عمليات قتل وخطف ونهب للممتلكات مع التواجد الكثيف لقوات وعناصر الدعم وانتشارهم في تلك المدن بعد معركة ود مدني.ولفت إلى أن الهجمات والحملات على تلك المناطق أدى لموجات نزوح جديدة للأهالي بعد أن فقدوا جميع مواردهم ومصادر رزقهم، بينما فضّل البعض منهم البقاء بسبب تدهور الأحوال المعيشية بجميع المناطق المجاورة.وهاجمت «الدعم السريع» كذلك مدينة المسلمية ود نوة جنوب محلية الحصاحيصا وقامت بنهب السوق بالكامل واعتدت على التجار بالضرب.ووسط عمليات نهب وتخريب وتعذيب للمواطنين قامت قوات الدعم باستباحة قرى “أبو خضرة، العامري، الغبشان، الضقيل، أم سنيطة، ونهبت منازل المواطنين بما يتضمن المواد الغذائية والمقتنيات الخاصة وتهجيرهم وتشريدهم من ديارهم.وفي قرية الزناندة جبارة في وحدة الحوش الإدارية بمحلية جنوب الجزيرة، حذر نداء الوسط من انتشار الحشائش الضارة والآفات وانهيار وتضرر المنازل بشكل كبير إثر قيام «الدعم السريع» بإغراق القرية.وكان الجيش السوداني قد استعاد، السبت قبل الماضي، مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، بعد 13 شهراً من اجتياح «الدعم السريع» للمدينة، بينما ما تزال قواته تخوض معارك ضد القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو “حميدتي” التي تراجعت بعد معركة ود مدني وتجمعت في مناطق أخرى جنوب وشرق الولاية.وتتعرض ولاية الجزيرة لانتهاكات واسعة منذ اجتياح «الدعم السريع» عاصمتها ود مدني في ديسمبر/ كانون الأول 2023.
مجموعات حقوقية سودانية: «الدعم السريع» قتلت 200 شخص وهجرت 39 قرية في «أبو قوته»!!
23.01.2025