أحدث الأخبار
الاثنين 31 آذار/مارس 2025
1 2 3 45722
لعبة خطرة.. جنبلاط يكشف مساعي دولة الاحتلال الاسرائيلي لاستقطاب الدروز وتقسيم المنطقة!!
28.03.2025

بيروت: اتهم الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط إسرائيل بمحاولة استقطاب الأقلية الدرزية في سوريا، في إطار خطة واسعة تهدف إلى تفتيت الشرق الأوسط إلى دول طائفية.وقال جنبلاط، في مقابلة مع وكالة فرانس برس: “إسرائيل تستمر في المشروع القديم الجديد، وهو تفكيك المنطقة إلى كيانات طائفية ومذهبية وتعميم الفوضى”.جنبلاط: تقسيم سوريا من الممكن “تفاديه”، لكن ذلك يتطلب جهدًا دوليًا وعربيًا كبيرًا، وينبغي دعم الشرع وأضاف “سيحاولون، وربما ينجحون باقتلاع غزة، باقتلاع البشر في غزة والحجر، ثم يأتي دور الضفة (…)، سيحاولون أن يجعلوا في سوريا نوعًا من عدم الاستقرار، ليس فقط (من خلال) الدروز، بل من خلال غير الدروز” أيضًا، معتبرًا أنها “لعبة خطرة”.وبعد إطاحة فصائل مسلحة الرئيس السابق بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر، توغّل الجيش الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان، والواقعة على أطراف الجزء الذي تحتله إسرائيل من الهضبة السورية.وكثّفت إسرائيل مبادرات التقارب تجاه الدروز السوريين، الذين يتركزون في محافظة السويداء (جنوب)، عبر إرسال مساعدات إنسانية من خلال الدروز الإسرائيليين. كما سمحت لعدد من رجال الدين الدروز السوريين بزيارة إسرائيل في 15 آذار/مارس، رغم أن البلدين لا يزالان رسميًا في حالة حرب.ويتوزّع الدروز بين لبنان وإسرائيل والجولان المحتل وسوريا.
مطلع آذار/مارس، وبعد اشتباكات وقعت في ضاحية جرمانا ذات الغالبية الدرزية والمسيحية قرب دمشق، هددت إسرائيل بالتدخل العسكري في حال قامت السلطات السورية الجديدة باستهداف الدروز.وأعرب رجال دين دروز عن رفضهم للتصريحات الإسرائيلية، مجددين تأكيد تمسكهم بوحدة سوريا.ويجري ممثلوهم مفاوضات مع السلطة في دمشق، بهدف التوصل إلى اتفاق يشمل دمج مجموعاتهم المسلحة ضمن الجيش السوري.كانت المحادثات على وشك أن تثمر، لكن “ضغوطًا إسرائيلية” على بعض الأطراف حالت دون التوصل إلى اتفاق نهائي، وفق ما أكّد مصدر مقرّب من هذه المحادثات لوكالة فرانس برس، فضّل عدم الكشف عن هويته.
دعم الشرع
ويذكّر جنبلاط بأنه خلال فترة الانتداب الفرنسي قبل نحو مئة عام، تم “تقسيم سوريا (…) إلى أربعة مشاريع كانتونات: دولة العلويين، دولة درزية، دولة حلب، ودولة الشام”.يضيف أن “الدروز كانوا في طليعة منع تقسيم سوريا من خلال ثورة سلطان باشا الأطرش ضمن الثورة العربية”، ما أفشل هذا المشروع.ويعرب جنبلاط عن أمله أن تقسيم سوريا، التي مزّقتها سنوات من الحرب إلى مناطق نفوذ، من الممكن “تفاديه”، لكن “ذلك يتطلب جهدًا دوليًا وعربيًا كبيرًا”، معتبرًا أنه ينبغي “دعم (الرئيس الانتقالي لسوريا أحمد) الشرع”.وكان جنبلاط أول زعيم سياسي لبناني يزور سوريا، في كانون الأول/ديسمبر، حيث التقى أحمد الشرع الذي أكّد أن سوريا لن تكون عامل “تدخل سلبي” في لبنان.في ظل حكم عائلة الأسد، اتُهمت السلطات السورية بزعزعة استقرار لبنان، واغتيال عدد من المسؤولين اللبنانيين، من بينهم كمال جنبلاط والد وليد جنبلاط ومؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي قُتل عام 1977 خلال الحرب الأهلية اللبنانية، بعدما عارض دخول الجيش السوري إلى لبنان.جنبلاط: سيحاولون، وربما ينجحون باقتلاع غزة، باقتلاع البشر في غزة والحجر، ثم يأتي دور الضفة، سيحاولون أن يجعلوا في سوريا نوعًا من عدم الاستقرار، ليس فقط (من خلال) الدروز، بل من خلال غير الدروز
حرب دامية
وردًا على سؤال عن توقيف المتهم بقتل والده، إبراهيم حويجة، رئيس المخابرات الجوية في عهد الرئيس الأسبق حافظ الأسد، أكّد جنبلاط أنه لا يعتزم أن يطلب تسليمه.وأوقف حويجة على يد قوات الأمن السورية في السادس من آذار/مارس في غرب البلاد.ويقول جنبلاط: “هو أحد كبار المجرمين… بحق والدي، وربما شخصيات لبنانية أخرى (…) هم يحاكمونه، هو أيضًا مسؤول عن جرائم بحق الشعب السوري كغيره”.ويؤكد الزعيم الدرزي، الذي يؤدي دورًا محوريًا على الساحة السياسية اللبنانية منذ نحو 45 عامًا، أيضًا أن السلطات اللبنانية تتعرض لضغوط منذ نهاية الحرب الدامية بين “حزب الله”، المدعوم من إيران، وإسرائيل.وأشار جنبلاط إلى وجود “ضغوط” من جانب الولايات المتحدة على لبنان لدفعه نحو “تطبيع” علاقاته مع إسرائيل، مؤكدًا أنه يناهض ذلك، على غرار رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الوزراء نواف سلام.وقال إن واشنطن “لن تعطي مساعدات للجيش (اللبناني)” إلا بعد نزع سلاح “حزب الله”.وخرج لبنان مؤخرًا من حرب مدمرة بين “حزب الله” وإسرائيل، انتهت بوقف إطلاق نار برعاية أمريكية، في 27 تشرين الثاني/نوفمبر.

1