
تشهد منطقة أشرفية صحنايا الواقعة جنوب العاصمة السورية دمشق، اليوم الخميس، هدوءاً نسبياً بعد يومين من الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن السورية ومجموعات محلية وُصفت بأنها "خارجة عن القانون" من أبناء الطائفة الدرزية، والتي أسفرت عن مقتل 16 عنصراً من قوات الأمن وأكثر من 10 من أفراد تلك المجموعات. وتفرض القوات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية السورية سيطرتها الكاملة على أشرفية صحنايا، بعد انسحاب قوات وزارة الدفاع السورية من المنطقة، وسط انتشار للحواجز الأمنية وعودة تدريجية للسكان إلى منازلهم ومحالهم التجارية، في وقتٍ يسود فيه الحذر والتخوف من تجدّد التصعيد.وقال محمد فراس، أحد سكان أشرفية صحنايا، لـ"العربي الجديد"، إن "الأذى يوم أمس كان كبيراً جداً. حصلت أضرار كبيرة في المحلات التجارية، ومحلّي الذي أبيع فيه السندويش تعرّض للضرر، كما تضررت سيارتي. لكن بعد دخول قوات الأمن وفرض السيطرة، استطعنا العودة إلى محلاتنا وبدأنا بتنظيمها وإصلاح ما تضرر". وأضاف: "نحن تعبنا من سنوات الحرب ونريد أن نعيش باستقرار وأمان. البارحة لم تكن لدينا الجرأة لنخرج إلى شرفات المنازل بسبب شدة الاشتباكات، أما اليوم فالوضع جيد، ولا يوجد أي مظاهر مسلحة، فقط انتشار أمني يهدف إلى حماية السكان".وأكد فراس أن "الأهالي كانوا متخوفين صباح اليوم من تجدّد الاشتباكات، لكن بعد التواصل بين الجيران نزلنا جميعاً إلى محالنا لنبدأ الإصلاح والعودة إلى الحياة بعد يوم كان مرعباً"، مشدداً "نريد العيش بسلام.. لا نريد دماء ولا نريد حروباً ولا نعرات طائفية أو مناطقية. نريد أن نكون سوريين موحّدين نبني بلداً دمّره آل الأسد".من جهتها، قالت نور الشريف، وهي من سكان المنطقة، لـ"العربي الجديد"، إن "ما حصل في أشرفية صحنايا يوم أمس كان عاراً علينا كسوريين. لم يُقتل هناك إلا السوريون، ولم يتضرر إلا السوريون". وشددت على رفضها لـ"أي مشاريع تقسيمية أو خارجة عن رؤية السوريين"، مؤكدة أن "الهدف المشترك يجب أن يكون سورية موحدة مستقرة". أما نضال الحريري، المتحدر من محافظة درعا والمقيم منذ سنوات في أشرفية صحنايا، فقال: "لم أكن موجوداً في المنطقة أثناء الاشتباكات، لكنني كنت على تواصل دائم مع جيراني، وأحمد الله أن أحداً منهم لم يتعرض للأذى. الأضرار المادية تُعوض، والمهم أن الأمن عاد وبدأت الحياة تعود لطبيعتها".في الأثناء، ندد بيان لوزارة الخارجية الفرنسية اليوم بـ"العنف الطائفي القاتل في حق الدروز في سورية". وجاء في البيان الذي أوردته وكالة فرانس برس: "تدعو فرنسا كل الأطراف السورية والإقليمية إلى وقف المواجهات وتدعو السلطات السورية إلى بذل كل الجهود لإعادة الهدوء". كذلك دعا البيان "إسرائيل إلى عدم القيام بأعمال أحادية الجانب من شأنها مفاقمة التوتر الطائفي في سورية".وكان محافظ ريف دمشق، عامر الشيخ، قد أعلن مساء الأربعاء التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في صحنايا، عقب اجتماع مع وجهاء من الطائفة الدرزية القادمين من محافظة السويداء، في مسعى لاحتواء التوتر وضمان الاستقرار في المنطقة.
