
بعد جهود بحث مضنية وأمل لم ينقطع في عودتها، تلقت عائلة الطفلة الجزائرية المختفية مروة بوغاشيش ومعها الجزائريين الذين تابعوا قضيتها، صدمة موجعة، بإعلان السلطات العثور على بقايا جثتها في منطقة جبلية بأعالي قسنطينة شرق البلاد.ووفق بيان صادر عن نيابة الجمهورية بمجلس قضاء قسنطينة، فقد توصلت التحقيقات إلى تحديد هوية الجثة التي عُثر عليها بمنطقة غاية جبل الوحش، وتأكد أنها تعود للطفلة المختفية بوغاشيش مروة.وفي التفاصيل، ذكر البيان أنه، في إطار التحري حول حادثة اختفاء الطفلة بتاريخ 22 أيار/ماي 2025، وردت معلومات تفيد بوجود جثة مجهولة الهوية في المنطقة الجبلية المذكورة، ما استدعى الانتقال الفوري إلى عين المكان رفقة مصالح الشرطة القضائية والعلمية والطبيب الشرعي.وقد تم إجراء المعاينات اللازمة وأخذ العينات، وأُمر بفتح تحقيق معمق شمل تحليل الحمض النووي، الذي أكد تطابقه مع الطفلة بوغاشيش مروة. وأكد وكيل الجمهورية أن التحريات لا تزال متواصلة تحت إشراف النيابة العامة، بغرض كشف ملابسات القضية وتحديد هوية الفاعلين.وكانت الطفلة البالغة من العمر 13 سنة، قد اختفت في ظروف غامضة صبيحة منذ الخميس 22 أيار/ماي الماضي بعد مغادرتها منزل عائلتها الكائن بحي الزيادية في قسنطينة شرق البلاد، متوجهة إلى مدرستها لإجراء آخر امتحان لها.ومنذ ذلك الحين، لم يظهر للطفلة مروة بوغاشيش أثر، وسط بحث متواصل وجهود مكثفة تبذلها مختلف الأجهزة الأمنية، بمشاركة وحدات من الشرطة القضائية، والدرك الوطني، والحماية المدنية، في عمليات تمشيط شملت الأحياء، العمارات، والمساحات المجاورة.وعلى مواقع التواصل، انتشرت صورتها بشكل موسع مع تفاصيل تتعلق بهندامها الذي كانت عليه يوم اختفائها، مع نداءات من أجل تكثيف البحث. وذكر أفراد من عائلتها أن الطفلة لم يكن سلوكها مريبا كما لم تكن تعاني من أزمات نفسية، ما يرجح فرضية اختفائها قسرا.ومع اختفائها وورود أنباء عن اختطافها، عاشت عائلتها الجحيم، خاصة أمها التي تعاني من حالة انهيار. وعلى فيسبوك، ناشدت العائلة المواطنين بعدم نشر إشاعات أو أخبار غير مؤكدة حول عودة مروة، داعية إلى التركيز على نشر نداءات المساعدة والبحث المنظم.وخلال فترة الاختفاء، ناشدت السلطات تقديم أي أخبار قد تفيد في عملية البحث، خاصة من زملاء مروة الذين قد يرشدون لتفاصيل قد تعين على التحقيق. كما تم مناشدة جميع سكان حي الزيادية حيث تقطن البنت، بمراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة الخاصة بمحلاتهم ومنازلهم يوم الحادثة، وتقديم أية معلومة قد تساعد في تحديد مسار الطفلة أو مكان تواجدها.كما أُعلن حتى عن مكافآت مالية لمن يدلي بمعلومة موثوقة تقود إلى العثور على مروة، وسط تضامن واسع من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات محلية.وعرفت الجزائر، في سنوات سابقة، حوادث مروعة لاختفاء الأطفال، وهي ظاهرة مأساوية تهزّ وجدان المجتمع وتشغل الرأي العام في كل مرة تعود إلى الواجهة. وغالبًا ما تبدأ هذه الحوادث بإبلاغ عن اختفاء طفل في ظروف غامضة، لتتحوّل لاحقًا إلى مأساة إنسانية.ومن أبرز القضايا التي هزّت البلاد، حادثة الطفلة نهال سي محند في ولاية تيزي وزو سنة 2016، والتي عُثر على جثتها مفترسة بعد أيام من اختفائها، والطفل أنس حفاف في البليدة سنة 2018، الذي قُتل على يد جار له بطريقة مروعة، والطفلة ملاك بوشيبي في سطيف سنة 2020، التي راحت ضحية جريمة قتل بشعة تأثر لها الشارع الجزائري بقوة!!
