
أعلنت السلطات العراقية، اليوم الخميس، الحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح ضحايا الحريق المأساوي الذي اندلع ليلا في مركز تجاري بمدينة الكوت، جنوب شرقي العاصمة بغداد، وأسفر عن مقتل نحو 61 شخصا وإصابة العشرات.وأفادت السلطات المحلية في محافظة واسط بأن الحريق اندلع في "هايبر ماركت الكورنيش" وسط المدينة، وامتد من الطابق الأول إلى الطابق السادس، ما تسبب في دمار هائل وخسائر بشرية كبيرة.وقال محافظ واسط، محمد جميل المياحي، في منشور عبر "فيسبوك"، إن "عدد الضحايا بلغ نحو 61 شخصا من رجال ونساء وأطفال"، مؤكدا أن السلطات باشرت بفتح دعاوى قضائية ضد صاحب البناية والمول وكل من يثبت تورطه أو تقصيره.وأكد المياحي أن التحقيقات مستمرة لتحديد أسباب الحريق، مشيرا إلى أن النتائج الأولية ستعلَن خلال 48 ساعة.من جانبها، أعلنت قيادة شرطة واسط استنفارا كاملا لفرق الدفاع المدني في محاولة للسيطرة على الحريق وإنقاذ ما يمكن.وشهدت مستشفيات الكوت خلال ساعات الليل وحتى فجر الخميس تدفقا كثيفا لسيارات الإسعاف التي نقلت الضحايا، في مشهد مأساوي وصفه شهود عيان بأن الجثث المتفحمة ملأت غرف الطوارئ.وتأتي هذه الكارثة في وقت تشهد فيه البلاد ارتفاعا حادا في درجات الحرارة، مما يزيد من خطر اندلاع الحرائق، خصوصا في ظل ضعف التزام معايير السلامة في الأبنية العامة والخاصة.ويعاني العراق من بنية تحتية متداعية نتيجة عقود من الحروب والإهمال، ما يؤدي مرارا إلى حوادث مأساوية مماثلة.وكان العراق قد شهد في أيلول/سبتمبر 2023 حريقا مروعا في قاعة أفراح بمدينة قرقوش شمال البلاد، أسفر عن مقتل 134 شخصا، وأرجعت التحقيقات حينها السبب إلى استخدام مواد شديدة الاشتعال وألعاب نارية داخل القاعة.
