أحدث الأخبار
الاثنين 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
172 73 74 75 76 77 781135
النحالون في اليمن يواجهون صعوبات متنوعة!!
01.08.2022

*هل يفقد عسل السدر هيبته
يواجه النحالون في اليمن أهوال الحرب كبقية المواطنين كما يواجهون التغييرات المناخية التي تتسبب في قلة الأمطار والجفاف الذي أثر بدوره على إنتاج العسل الجيد في الغابات، ثم إن القدرة الشرائية لليمنيين لا تسمح لهم اليوم بشراء عسلهم المحبب هذا بالإضافة إلى تعطل التصدير.
تعز (اليمن) – ورث النحال اليمني محمد سيف المهنة عن أبيه وجده من قبله، ولكن إنتاج العسل الذي طالما كان مصدرا لفخر اليمن، أصبح مهمة شاقة في بلد تمزقه حرب طاحنة منذ سنوات.
وأسفل وادي الضباب في تعز في جنوب غرب البلد الفقير، يضج طنين النحل بينما يقف سيف عند الخلايا المستطيلة وهو يرتدي خوذة واقية ويفتح بيديه العاريتين إحداها ليخرج النحل منها.
وبالإضافة إلى النزاع المستمر منذ أكثر من سبع سنوات، يواجه النحالون تحديا إضافيا يتمثل في التغير المناخي واحتباس الأمطار.
**100ألف أسرة يمنية تعمل في تربية النحل وتعتمد عليها بوصفها المصدر الوحيد للدخل
وقبل الحرب، كان سيف يملك 300 خلية نحل ولكن عددها لم يعد يتخطى حالياً 80 خلية.
ويحكي النحال بأسى كيف اضطر للفرار عندما وصل القتال إلى قريته ليجد خلايا النحل خاصته مفقودة أو مسروقة.
ويقول “الحرب أثرت علينا بشكل كبير للغاية. ومخلفات الحرب أثرت على النحالين، وهناك تغير في البيئة”، موضحا “ضرب المتحاربون الكثير من المناطق التي يوجد فيها النحل. العام الماضي في هذه القرية فقد أحدهم نحله بسبب القذائف”.
ويواجه إنتاج العسل في اليمن صعوبات كثيرة يتعلق بعضها بالتصدير، وكذلك بالقصف الجوي جراء الحرب المستمرة منذ 2014، ما يشكل حاجزا أمام القطاع الذي شكل في السابق مصدر فخر لليمن.
وتقول الأمم المتحدة إنّ هناك “حوالي 100 ألف أسرة يمنية تعمل في تربية النحل وتعتمد عليها بوصفها المصدر الوحيد للدخل”.
وفي العادة، يتنقّل مربو النحل بحسب مواسم الإنتاج من منطقة إلى أخرى في اليمن، بحثا عن النباتات المزهرة، ولكن الحرب غيرت ذلك.
وبالإضافة إلى المخاطر المتعلقة بالحرب، فإن الجفاف وانخفاض معدلات الأمطار يشكلان تهديدا إضافيا لقطاع العسل في اليمن، حيث أدى انخفاض معدل سقوط الأمطار إلى التأثير على الغطاء النباتي وقلّت تغذية النحل.
وبحسب سيف فإنه وغيره من النحالين يعملون في مهنة “مهددة بالانقراض”.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر حذرت في تقرير مؤخرا من أن اليمن تأثر “شأنه في ذلك شأن الكثير من البلدان المتضررة من النزاعات، بشكل أكبر من التغيرات المناخية. ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة في السنوات الأخيرة، إلى جانب التغيرات الشديدة التي طرأت على البيئة، إلى اضطراب النظام الإيكولوجي للنحل الذي يؤثر على عملية التلقيح”.
وبحسب اللجنة “انخفض معدل سقوط الأمطار عن المعتاد خلال العام 2022. ومع انخفاض منسوب المياه الجوفية وزيادة التصحر، لم تعد المناطق التي كانت بيئة للأنشطة الزراعية وتربية النحل في السابق تحافظ على سبل العيش”.
ومن المشاكل التي تواجه النحالين كثيرة منها المبيدات التي يرشها المزارعون في الحقول التي هي في الأساس محرمة، والاحتطاب الجائر للأشجار وأهمها السدر التي تمثل مراعي للنحل.
ويقول المتحدث باسم اللجنة الدولية بشير عمر إن اللجنة “ستساعد أكثر من 400 نحال في مختلف المناطق اليمنية” هذا العام عن طريق تزويدهم “بخلايا النحل وتقديم التدريب الملائم لهم ليتمكنوا من رعاية النحل بالطريقة الصحيحة”.
وهناك أنواع متعددة للعسل اليمني منها السمر والسدر والضبابية والصورب وغيرها من النباتات، حيث أن جميعها طبية قبل أن تكون رحيقية للنحل.
ومن بين أبرز المنتجات عسل السدر الملكي الذي ينتج من نبتة السدر التي تنمو في الأراضي البرية والصحراوية في جنوب شرق اليمن، وخاصة محافظة حضرموت.
ويُعد هذا النوع من العسل الأفضل في العالم، ويشيد الخبراء بفوائده الصحية الكثيرة مثل علاج الاضطرابات الهضمية.
ويُعرف هذا العسل بشدة كثافته، ويمكن حفظه لوقت طويل جدا ولكنه يُعد منتجا نادرا للغاية وباهظ الثمن أيضا. وهو يحظى بالتقدير في الخليج.
**هذا النوع من العسل يُعد الأفضل في العالم
وبالإضافة إلى التغير المناخي والحرب، فإن اليمنيين العاديين لم يعودوا قادرين على شراء العسل مع الحرب وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
وفي متجر لبيع العسل في تعز، يقف نبيل الحكيمي في انتظار الزبائن الذين أصبحوا يعزفون عن شراء العسل إثر تدهور القدرة الشرائية.
ويوضح “قبل الحرب كنا قادرين على العيش. والآن العسل تأثر بالحرب بشكل كبير جداً والمستهلك أيضاً تأثر بشكل كبير جدا بسبب اضطراب العملة”.
ويشير التاجر إلى أن الناس لم يعودوا “قادرين على استخدام الكمية التي كانوا يستخدمونها. في السابق كنت أبيع 15 إلى 25 عبوة في الشهر، والآن لا أستطيع بيع عبوة واحدة”.
وتابع “قد يستغرقني الأمر شهرين أو ثلاثة لبيع عبوة واحدة”.
وأشار إلى مشكلة الغش وإلى أن بعض التجّار يقومون بخلط المنتج الطبيعي مع الصناعي ما يسيء لسمعة العسل اليمني، مضيفا أنه توجد علامات قديمة لمعرفة العسل الطبيعي من المغشوش، منها التراب والنار والماء البارد، وهذه العلامات غير معمول بها عند النحالين.
وأكد أن عمليات الغش في مجال إنتاج العسل يجب أن تكون عليها رقابة حكومية خاصة من خلال تبني منهجية رسمية لاعتماد المنتج المحلي من العسل الخالي من الغش، حيث يجب تفعيل وحدة العسل التي أنشئت في اللجنة الزراعية السمكية العليا، وتحويل الرؤى في هذا المجال إلى أعمال في الميدان للرقي بالمنتج المحلي ومنافسة المنتجات الخارجية.

1