قال المطران عطا الله حنا خلال زيارته بيت العزاء الذي أقامته عائلة الشهيد محمد عبيد في بلدة العيسوية في القدس، إن بعض دول الخليج العربية تدفع المال لتصفية القضية الفلسطينية بينما يقدم الشعب الفلسطيني دماء الشهداء من أجل حريته وكرامته. وتوجه المطران حنا الى العرب «المرتمين في أحضان أمريكا بأن احتفظوا بأموالكم فهي تكذب عليكم».وداخل بيت العزاء قال المطران «أتينا كي نعزي بشهيد العيسوية ولكننا في الوقت نفسه نعرب عن افتخارنا واعتزازنا بشبابنا الذين يتصدون بصدورهم العارية للاحتلال وقمعه وظلمه واستبداده «، معتبرا أن هذا هو رد فلسطين على صفقة القرن وعلى الذين اجتمعوا في البحرين وعلى كافة المحاولات والمؤامرات التي تستهدف عدالة القضية الوطنية. وتابع «بعض الدول الخليجية تغدق من أموالها بغزارة من أجل تمرير صفقة القرن والتآمر على شعبنا وقدسنا ومقدساتنا، أما شعبنا الفلسطيني فيقدم الدماء ويقدم التضحيات على مذبح الحرية. غيرنا يتآمر علينا ونحن ومن هنا ومن رحاب مدينة القدس نقول إن كل مؤامراتكم ستبوء بالفشل لأنكم كما يبدو لا تعرفون جيدا من هو الشعب الفلسطيني. لن تمر صفقاتكم ومؤامرتكم وأجنداتكم المشبوهة، فدماء شبابنا التي تهرق من أجل الحرية هي أثمن بكثير من كل أموالكم وثرواتكم التي أصبحت وبالا على أمتنا العربية».كما قال حنا إن الفلسطينيين يقولون اليوم أكثر من أي وقت مضى «لا يحك جلدك إلا ظفرك»، مؤكدا أن الرهان الحقيقي هو «على شعبنا الفلسطيني وعلى الأحرار من أبناء أمتنا العربية، كما أننا نراهن على أصدقاء فلسطين الذين يزدادون عددا في سائر أرجاء العالم وهم ليسوا متضامنين معنا فحسب بل يعتبرون القضية الفلسطينية قضيتهم». وأوضح أن أولئك الذين يعتدون على الأقصى ويستهدفونه ويتآمرون عليه هم ذاتهم المتآمرون على الأوقاف المسيحية، مشيرا الى انتكاسة خطيرة، حيث ان المستوطنين يستهدفون الأوقاف الأرثوذكسية في باب الخليل داخل القدس المحتلة. وتابع «من هنا وفي حضرة الشهداء نقول إن القدس ستبقى لأصحابها، والمسيحيون والمسلمون معا يدافعون عن القدس ولن يستسلموا للاحتلال وممارساته وسياساته وقمعه واضطهاده». كما أكد ان الوحدة الوطنية هي قوة في تصدي الشعب الفلسطيني للعدوان الذي تتعرض له مدينة القدس وتتعرض له العيسوية كسائر أحيائها وضواحيها.ولفت المطران حنا إلى أن المسيحيين الفلسطينيين وإن كانوا قلة في عددهم إلا أنهم ليسوا أقلية وهم يفتخرون بانتمائهم لهذا الوطن الجريح الذي نزيفه هو نزيفهم جميعا وآلامه هي آلامهم جميعا ونضال شعبهم من أجل الحرية هو نضالهم جميعا كأبناء، للشعب الفلسطيني الواحد،»وستبقى مدينة القدس عاصمتنا وقبلتنا وحاضنة لمقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وحاضنة أخوتنا وتلاقينا الإسلامي والمسيحي، مشددا على أن صفقة باب الخليل وما يتعرض له الأقصى من استهداف فهذا يجب ان يجعل الفلسطينيين جميعا أكثر وحدة ولحمة وتعاضدا ووعيا لكي يتمكنوا من إفشال المخططات المعادية والمؤامرات المشبوهة بهدف تصفية وجودهم وتهميش حضورهم في هذه البقعة المقدسة من العالم.كما أوضح المطران حنا ان نقل السفارة الامريكية الى القدس ومشاركة مسؤولين أمريكيين في افتتاح النفق الاستيطاني كما وغيرها من المواقف إنما تميط اللثام عن الوجه الحقيقي لأمريكا «التي كانت وما زالت سببا في كثير من الحروب والكوارث والمآسي التي حلت بعالمنا ومشرقنا، وها هم يواصلون سياساتهم المعادية لشعبنا الفلسطيني والتي تستهدف مدينة القدس بشكل خاص». وأكد أن مشاركة ممثلين عن الإدارة الأمريكية في افتتاح النفق الاستيطاني في سلوان إنما تعتبر إهانة للشعب الفلسطيني وتطاولا على قدسهم وإمعانا في دعم السياسات الاستيطانية العنصرية التي تستهدف هوية القدس وأبناءها، كما انها تستهدف مقدساتنا وأوقافنا».ولم يستبعد ان يكون هنالك دور أمريكي رسمي غير ظاهر للعيان حول الأوقاف الارثوذكسية المسربة في باب الخليل ، وأن غدا لناظره قريب، وما يجري يؤكد أن أمريكا عدو للشعب الفلسطيني وللأمة العربية وهي الوجه الاخر للاحتلال».ولفت إلى ان ما تريده أمريكا من العرب هو فقط المال لكي تحمي عروش وكروش البعض، وما هو مطلوب من العرب هو الخنوع والذل والاستسلام والقبول بإملاءات الإدارة الأمريكية. مشددا على ان الإدارة الإمريكية هي شريكة في الجرائم المرتكبة بحق مدينة القدس وبحق شعبنا الفلسطيني، كما هي شريكة لا بل هي المشرف الأساسي على الجرائم والحروب والعنف والقتل التي عانت منها منطقتنا العربية وما زالت تعاني منها حتى اليوم. وتابع «أقول للعرب المرتمين في احضان امريكا بأن احتفظوا بأموالكم لأنه في المقابل لن تقدم لكم أمريكا شيئا ومن يثق بأمريكا سيصل الى مرحلة يرى فيها أمامه أن كل الوعود الأمريكية إنما هي كذب ونفاق لا أكثر ولا أقل!!
