أحدث الأخبار
الأربعاء 27 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47739
فلسطين المحتلة : مصطفى الحسنات.. 31 يوماً من الجوع احتجاجاً على الاعتقال الإداري المُتجدد!!
02.08.2019

لم يلتقط الشاب اليافع مصطفى عطية الحسنات البالغ من العمر (20 عاماً) أنفاسه بعد اعتقاله عندما كان عمره لم يتجاوز الـ 17 عاماً ليعود إلى السجن بعد شهرين، ليخوض إضراباً عن الطعام منذ 31 يوماً ضد اعتقاله الإداري.وكان الحسنات، وهو من سكان مخيم الدهيشة، اعتُقل مدة عامين وبعد شهرين من إطلاق سراحه بالتمام والكمال عادت قوات الاحتلال لتعتقله في حزيران من العام الماضي لتزج به في أُتون الاعتقال الإداري، مستندةً إلى ما يُسمى الملف السري الذي يُحظر على الأسير ومحاميه الاطلاع على بنوده بدعوى الحفاظ على مصادر المعلومات الواردة فيه.وبعد التمديد الثالث قرر الأسير الحسنات خوض إضراب عن الطعام ضد اعتقاله الإداري بمعية رفيقيه حذيفة حلبية من بلدة أبو ديس ومحمد أبو عكر من مخيم الدهيشة، وهم مستمرون بالإضراب، وقد طرأ تدهور على أوضاعهم الصحية، ويتواجد الثلاثة في مستشفى سجن الرملة في ظروف مشددة وعزل خانق.وعرضت عليهم النيابة العسكرية عروضاً رفضوها طوال الوقت، من بينها أن يتم التجديد الرابع للحسنات، ومن ثم يحصل على الجوهري، وهو عرض يثير السخرية بحسب مصادر حقوقية، خاصةً أن سقف "الإداري" بشكل عام هو عامان، وها هي قوات الاحتلال تعرض عليه عامين رغم الإضراب، الأمر الذي رفضه بالكامل، مؤكداً أنه مستمر في الإضراب حتى يكسر هذا الاعتقال بإرادته وبأمعائه الخاوية من الطعام والممتلئة بعزيمةٍ لا تلين.كما عرضت النيابة على محمد أبو عكر المعتقل منذ تسعة أشهر تجديداً للمرة الثالثة أربعة اشهر ومن ثم يحصل على الجوهري ليكون أمضى 16 شهراً، فيما تم العرض على حلبية التجديد شهرين ومن ثم يحصل على الجوهري ليكون مجموع ما أمضاه 20 شهراً، ولكن كل هذه العروض قد جوبهت بالرفض الشديد من قبل الأسرى الثلاثة.ويؤكد والد مصطفى الذي لم يعرف أخباراً دقيقة عن نجله، حيث انقطعت بحكم العزل المفروض عليه ورفيقيه الآخرين أنه قد خسر من وزنه نحو عشرين كيلو غراماً، إضافة إلى امتناعه عن شرب الطعام في بعض الأحيان، وهذا ما يزيد من القلق على حياته، مطالباً المؤسسات الحقوقية بالتدخل لوضع حد لهذا الصلف الإسرائيلي.تبدو قصة مصطفى عادية في المجتمع الفلسطيني، لا سيما أن معاناة الأسرى ومسيرة نضالهم الطويلة على مر العقود الماضية مليئة بمثل هذه القصص من التحدي والإرادة، وهو نضال جمعي وفردي، ولكن ليست بالعادية على الإطلاق في المجتمعات الأُخرى، حسب ما يقول الناشط في مناهضة الاحتلال ومساندة الأسرى إبراهيم مسلم.ويضيف مسلم: "إن هذه القصة تحمل الكثير من علامات الاستغراب والاستهجان في الوقت ذاته، ومزيداً من الإعجاب ببطولات مغمورة في مواجهة هذا الاحتلال البغيض، فمثلاً ليس من العادي أن يكون فتى يستعد لامتحان الثانوية الذي يؤهله أن يدخل به الجامعة ليشق طريقه نحو المستقبل ليقوم الجنود باعتقاله وزجه بالسجن عامين، ويحرمونه من مواصلة تعليمه، إذ كان شاباً مجتهداً، ليطلق سراحه ويستعد للتقدم لامتحان الثانوية العامة العام الماضي، وقبل أيام من ذلك يقومون باعتقاله بعد شهرين من الإفراج عنه ويزجونه في أُتون الاعتقال الإداري ستة أشهر ويتم تجديدها للمرة الثالثة، وفوق كل ذلك يقرر بشكل لا لبس فيه أن يدخل هذا الاضراب الذي يمتنع به عن تناول الطعام وحتى الماء وهو في سن العشرين.!!

1