أحدث الأخبار
الثلاثاء 26 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47739
30يوما في الزنازين: الأسيرة أبو غوش تروي تفاصيل التحقيق بالضرب والشبح واستخدام الجرذان في سجون الاحتلال !!
03.01.2020

وثقت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير جديد، شهادة الأسيرة ميس أبو غوش (22 عاما) من مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، التي كشفت فيها عن تفاصيل مؤلمة تعرضت لها خلال اعتقالها والتحقيق معها داخل الزنازين على مدار 30 يوما، في الوقت الذي أعلنت فيه الجبهة الشعبية أنها ستستخدم كل الخيارات «الكفاحية والشعبية» لإنقاذ حياة الأسير أحمد زهران، المضرب عن الطعام منذ 102 يوم على التوالي. ونقلت الهيئة عبر محاميتها، الإفادة الكاملة للأسيرة أبو غوش منذ لحظة الاعتقال يوم 29 من شهر أغسطس/ آب من العام الماضي، حيث جرى اعتقالها بعد اقتحام جنود الاحتلال بيتها وخلع باب المنزل وقلبه رأسا على عقب، ومن ثم تم تقييدها وتعصيب عينيها ونقلها إلى معسكر جيش في محيط حاجز قلنديا. وقالت إنه خلال وجودها في المعسكر تعمد الجنود جرها وهي مقيدة اليدين ومعصوبة العينين، الى جانب شتمها بأقذر المسبات والصراخ في وجهها.وتوضح الأسيرة أنه بعد ذلك نقلت إلى مركز توقيف «المسكوبية» للتحقيق معها، وهناك جرى تفتيشها تفتيشاً عارياً في البداية ومن ثم جرى نقلها إلى الزنازين لاستجوابها. وأوضحت أن جولات التحقيق كانت لساعات طويلة قضتها وهي مشبوحة على كرسي صغير داخل زنزانة شديدة البرودة، وأنه بعد ستة أيام بدأ التحقيق العسكري معها، الذي تخلله شبح على طريقة (الموزة والقرفصاء)، اضافة إلى صفعها وضربها بعنف وحرمانها من النوم، لمدة ثلاثة أيام.وأشارت الأسيرة أبو غوش في إفادتها إلى أنه في إحدى المرات حاولت الهروب من أيدي المحققات والجلوس في إحدى زوايا الزنزانة، لكن المحققة أمسكت بها وبدأت بضرب رأسها بالحائط وركلها بقوة والصراخ عليها وشتمها بألفاظ بذيئة، كما تعمد المحققون إحضار أخيها وذويها لابتزازها والضغط عليها لإجبارها على الاعتراف بالتهم الموجهة ضدها.ولفتت أبو غوش إلى أن ظروف الزنازين التي كانت تحتجز بها طوال التحقيق معها في غاية القسوة وتفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الآدمية، فالحيطان إسمنتية خشنة من الصعب الاتكاء عليها، والفرشة رقيقة بدون غطاء وبدون وسادة، والضوء مشعل 24 ساعة ومزعج للنظر، والوجبات المقدمة سيئة جداً، بالإضافة إلى معاناتها من دخول المياه العادمة إلى زنزانتها التي كانت تفيض على الفرشة والغطاء، لافتة إلى أنه في إحدى المرات تعمد المحققون إدخال جرذ كبير إلى الزنزانة لإيذائها، عدا عن مماطلتهم في الاستجابة لأبسط مطالبها كحرمانها من الدخول إلى الحمام، واستفزازها والسخرية منها.يشار إلى أن الأسيرة أبو غوش خضعت للتحقيق لـ 30 يوماً، ومن ثم نُقلت إلى معتقل «الدامون» حيث لا تزال موقوفة هناك، وهذه الأسيرة طالبة في كلية الإعلام في جامعة بيرزيت، وهي شقيقة الشهيد حسين أبو غوش وشقيقة الطفل سليمان أبو غوش (17 عاماً) المعتقل إدارياً<br />
وفي سياق الحديث عن معاناة الأسرى، قالت الجبهة الشعبية في تصريح صحافي، إن الأسير زهران، وهو أحد أعضائها، يواصل معركة الإضراب المفتوح عن الطعام، وإن سلطات الاحتلال لا تزال «تماطل وتسوف في التعاطي معه، بل وتمارس سياسة الإعدام الممنهج بحقه».وشددت على أنها ستستخدم «كافة الخيارات الكفاحية والشعبية» لإنقاذ حياته، معتبرةً أن «كافة هذه الخيارات حق مشروع لها ولتشكيلاتها في كافة الساحات لإنقاذ حياة رفيقها».جاء ذلك في الوقت الذي لا يزال فيه الأسير زهران يواصل «معركة الأمعاء الخاوية» رفضًا لاعتقاله الإداري بدون تهمة أو محاكم.وحذرت جهات حقوقية عدة من الوضع الصحي الخطير للأسير زهران، في ظل مواصلته الإضراب، وفقدانه أكثر من 30 كيلوغراما من وزنه، فضلًا عن انخفاض نبضات قلبه، ونقص حاد في الأملاح في جسده، الذي يعج بالآلام من كلّ جانب.وقال محامون تمكنوا من زيارته أخيرا، إنه لا يقوى على الحراك، وقد أحضرته سلطات الاحتلال على كرسي متحرك، فيما لم تصدر محكمة الاحتلال قرارها بالاستئناف الذي قدمته هيئة شؤون الأسرى باسم الأسير زهران ضد تثبيت الأمر الإداري الصادر بحقه، بذريعة إمهال النيابة لتقديم بينات جديدة، حيث أخضع قبل أيام للتحقيق رغم وضعه الصحافي الحرج. يشار إلى أن ضباطا من إدارة سجون الاحتلال والاستخبارات، قدموا أخيرا «وعوداً شفوية» للأسير زهران بإنهاء قضيته، إلا أنه يرفض هذه الوعود غير الموثقة، كون الأمر ذاته حدث خلال الإضراب السابق الذي خاضه في شهر يوليو/ تموز من العام الماضي، الذي استمر وقتها 39 يوما.وتعتقل إسرائيل نحو 6500 أسير فلسطيني، بينهم نساء وأطفال وكبار في السن، ومن بين العدد الإجمالي هناك أسرى مرضى، ويشكو جميعهم من سوء المعاملة، ومن تعرضهم للإهانة والتعذيب، فيما هناك العديد منهم محرومون من زيارة الأهل، ويقبع آخرون في زنازين عزل انفرادي.!!

1